لندن: يقول مسؤولون إسرائيليون إن بيع واشنطن مقاتلات متطورة لقطر والكويت والامارات تهديد فعلي لها، إلا إذا وصلت قيمة المساعدات الأميركية لإسرائيل إلى 50 مليار دولار على امتداد 10 سنوات، فبذلك تستطيع أن تزيد عدد مقاتلات أف-15 الجديدة في ترسانتها الجوية.

تهدد معارضة إسرائيل لبيع الولايات المتحدة قطر مقاتلات أف-15 أس إي "سايلنت ايغل" بتوقف انتاج هذه الطائرة المتطورة في معامل شركة بوينغ، ما لم تتحرك واشنطن ضد رغبات اقرب حليفاتها في الشرق الأوسط، أو توافق على منح إسرائيل مليارات إضافية من المساعدات لتمكينها من تقديم طلبياتها هي لشراء المزيد من هذه الطائرات. 

المليارات تحسم

اعرب سلاح الجو الإسرائيلي عن رغبته في شراء سربين آخرين من طائرات أف-15 مزودة برادار متطور بنحو 10 مليارات دولار. لكن قدرة إسرائيل على التعاقد لشراء مزيد من الطائرات التي تصنعها بوينغ والاستمرار في انتاجها اربع سنوات أخرى تعتمد على حجم المساعدات الأميركية الجديدة لإسرائيل التي قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن الاتفاق عليها يجب أن يُحسم في الاسابيع المقبلة. 

إذا رسى الاتفاق على أن يكون حجم المساعدات 40 مليار دولار، سيتعين على إسرائيل أن تقصر مشترياتها من الطائرات المقاتلة على اعداد اضافية من طائرات أف-35. لكن إذا كان الرقم اقرب إلى 50 مليار دولار تُقدم على امتداد 10 سنوات ابتداء من 2018، فإسرائيل ستكون قادرة على شراء طائرات جديدة من طراز أف-15 سايلنت ايغل، بحسب مجلة "ديفينس نيوز" المختصة بالشؤون الدفاعية، نقلًا عن مصادر عسكرية ومدنية إسرائيلية. 

وأسفر قلق إسرائيلي من امكان توقيع الولايات المتحدة صفقة اسلحة مع قطر التي تريد بناء اسطول يضم نحو 72 طائرة مقاتلة عن عامين من التأخير الذي دفع الدوحة إلى التوجه نحو شراء طائرة رافال الفرنسية كبديل عن قسم من المقاتلات التي اعتزمت في البداية شراءها من الولايات المتحدة. 

وإذا لم تتلق شركة بوينغ طلبيات مؤكدة خلال الأشهر المقبلة فانها ستبدأ عملية غلق خط انتاج طائرات أف-15 الذي بدأ العمل فيه قبل 40 عامًا في ولاية ميزوري بحلول بداية الصيف المقبل، كما افادت مصادر في الحكومة وصناعة الطيران. 

خوف من قطر

وقال مصدر رسمي إسرائيلي لمجلة "ديفينس نيوز" إن إسرائيل لا تريد أن تتحمل مسؤولية غلق خط الانتاج، "لكن اصدقاءنا الأميركيين يتفهمون في الوقت نفسه أن لدينا مشكلات جدية مع قطر"، علمًا أن الجميع يعرف أن دول الخليج العربية، وتحديدًا الكويت وقطر والإمارات، تعاني ضعفا في العامل البشري، وهي الدول الخليجية الثلاث التي تسعى إلى عقد صفقات تسليح مع الولايات المتحدة تعطلها واشنطن بمماطلتها.

وصرح هذا المسؤول ومسؤول آخر في مجلس الوزراء الإسرائيلي تقاعد أخيرًا طالبين عدم كشف اسميهما أن معارضة إسرائيل لبيع طائرات أميركية متطورة إلى الدوحة نابعة من "دعم قطر لجماعات اسلامية متطرفة". 

قال المسؤول السابق في مجلس الوزراء الإسرائيلي إن "قطر تساعد حركة حماس بصورة مباشرة ولديها ايديولوجيا تدعم متطرفين مثل جماعة الاخوان المسلمين". كما اعربت إسرائيل عن مخاوفها من بيع طائرات حربية متطورة إلى دول خليجية أخرى. وقال مسؤول إسرائيلي في هذا الشأن: "نحن قلقون من نوعية مقاتلات الخطوط الأمامية التي يجرى ادخالها في المنطقة وكمياتها الضخمة، وقلقون من تأثير هذه القدرات على تفوقنا العسكري النوعي". 

وأضاف: "لا نستطيع أن نتجاهل الكمية الضخمة من المعدات العسكرية المتطورة التي تتدفق على منطقة ينتشر فيها عدم الاستقرار". 

مماطلة أميركية

كانت مخاوف إسرائيل هذه تسببت في تأخير صفقة لبيع مقاتلات أميركية متطورة إلى الكويت. ونقلت مجلة "ديفينس نيويز" عن عبد الله الشالجي، استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت والمحاضر في كلية مبارك العبد الله للقيادة والأركان المشتركة، قوله إن التأخيرات الأميركية تثير قضايا خطيرة تتعلق بالثقة بالادارة الأميركية. 

وأشار الشالجي إلى أن هناك احساسًا في دول الخليج بأن الولايات المتحدة باعتها لصالح التقارب مع الايرانيين، مشددًا على تنامي الشعور بعدم الثقة بين القادة الخليجيين والولايات المتحدة. وقال الشالجي انه يأمل بأن ينتبه الأميركيون لمعالجة هذا النقص في الثقة الموجود منذ عامين. 

ولاحظ الشالجي أن مماطلة الولايات المتحدة في الموافقة على بيع طائرات مقاتلة للكويت "تثبت أن تصريحات الرئيس الأميركي باراك اوباما خلال لقاءات كامب ديفيد لا تُترجم على ارض الواقع". واضاف أن على الولايات المتحدة أن تكون عند كلمتها وتوافق على الصفقة بدلًا من عرقلتها، لافتًا إلى "ان هذه هي المرة الأولى التي تمانع فيها الادارة فيما يعمل الكونغرس على تمرير الصفقة". 

وكان ثلاثة اعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي اعربوا عن امتعاضهم من تسويفات البيت الأبيض في اصدار موافقته على عقد المقاتلات مع الكويت. 

يستحقون قرارًا

وقال الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ جون ماكين إن هذه المماطلات تشير إلى ضرورة تنظيم عملية بيع الأسلحة الأميركية، خصوصًا في ضوء المنافسة من موسكو وصفقاتها الأخيرة مع دول حليفة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. أضاف: "وزراء دفاع من دول المنطقة زاروا واشنطن اعربوا عن شعورهم بالاحباط بسبب تأخير صفقات أسلحة، وهذه البلدان تستحق قرارًا، بلا أو بنعم". 

وأعرب عضو مجلس الشيوخ الجمهوري بوب كروكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية ونظيرته الديمقراطية في لجنة القوات المسلحة في المجلس كلير ماكاسكيل عن مواقف مماثلة لموقف ماكين. 

من صفقات الأسلحة الأخرى التي تعطلها واشنطن صفقة بيع 30 طائرة أف-16 للامارات وتحديث اسطولها الذي يضم 60 طائرة من هذه الطائرات. وقال وزير الدفاع الأميركي السابق وليام كوهين، الرئيس التنفيذي لمجموعة كوهن، إن دول الخليج محل ثقة في ما يتعلق بضوابط استخدام هذه الأسلحة ومراقبة نقل المعدات والتكنولوجيا الأميركية.

وأضاف أن صانعي السياسة أُحيطوا علمًا بأنهم إذا ارادوا الاستمرار في هذه العلاقة مع دول الخليج فيجب أن يدركوا أن الامارات والشركاء الخليجيين يستطعيون أن يذهبوا "إلى الروس والصينيين وغيرهم من المجهزين الآخرين".

أعدت "أيلاف" هذا التقرير بتصرف عن مجلة "ديفينس نيوز". المادة الأصلية منشورة على الرابط الآتي:

http://www.defensenews.com/story/defense/air-space/air-force/2016/02/28/israels-angst-over-qatar-sale-could-end-boeings-f-15-line/80895346/