نصر المجالي:&بعد تصريحات هجومية كثيرة خلال الأسابيع الفائتة ضد الاتحاد الأوروبي، ومع توصية البرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان "نحن لسنا ضيوفا في أوروبا وإنما أصحاب الدار"، كما تراجع عن تصريحاته بشأن إطاحة نظام الأسد.

وفي خطاب لإردوغان اليوم الأربعاء خلال اجتماعه الثلاثين مع المخاتير الأتراك، في المجمع الرئاسي في أنقرة، قال إن "دول ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، غير قادرة على نبذنا من أوروبا، لأننا لسنا ضيوفًا وإنما نحن أصحاب الدار، والمشاكل التي نعيشها مع الاتحاد وبعض دوله في الآونة الأخيرة عبارة عن سجالات سياسية راهنة".

وأضاف أردوغان أن الأتراك موجودون بدولتهم وثقافتهم وحضارتهم في أوروبا منذ 650 عاما بلا انقطاع، وسيستمر هذا الوجود في المستقبل. وأشار إلى أنه بخلاف الجزء الذي يقع في قارة أوروبا من تركيا، وأحفاد الأتراك الموجودين في البلقان، يعيش حوالى 5 ملايين تركي في العديد من الدول الأوروبية.

ونقلت وكالة (الأناضول) عن اردوغان قوله للأوروبيين: "ولّى زمن الإقدام على خطوات أحادية الجانب، فالاتحاد الاوروبي تعمّد عدم الوفاء بالوعود التي قدمها لنا، وعندما يلتزمون بوعودهم، فإننا سنظهر حينها حسن نوايانا".

وتساءل إردوغان: "من يضمن ألا تتعرض أي من دول الاتحاد مستقبلا، للمعايير المزدوجة التي تطبق الآن بحق تركيا؟".

تصويت

وصوّت البرلمان الأوروبي يوم 24 نوفمبر الماضي، لصالح قرار يطالب المفوضية الأوروبية وحكومات ثمان وعشرين دولة هي أعضاء الاتحاد بتجميد مفاوضات انضمام تركيا موقتاً، بسبب الإجراءات الأمنية وحملة الاعتقالات التي اتخذتها الحكومة التركية عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.

وتوترت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بعد سنوات من المفاوضات المتقطعة التي يرجح أن تستمر، لكن ببطء. وقد كانت محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي قد بدأت عام 2005، لكن تركيا لم تستكمل معايير الإنضمام للإتحاد بعد.

سوريا

وبخصوص الأحداث التي يشهدها الشرق الأوسط، قال إردوغان إن الأهالي الذين يعانون في حلب والموصل و تلعفر، وغيرها من مدن المنطقة، هم أخوة للأتراك، وبالتالي فإن مطالبة تركيا بأن لا تتدخل في المنطقة يعني "الطلب منها أن تنتزع قطعة من قلبها وتلقي بها".

وأضاف: "لن نرضى إطلاقًا عن الممارسات والضغوط المفروضة اليوم على العراق وسوريا وبقية دول المنطقة، مثلما رفضنا الظلم الذي مورس سابقًا في أفغانستان والبلقان وقرة باغ وشبه جزيرة القرم وقبرص، لأن هذا الموقف تراث تاريخي لنا."

غولن

وفي ما يتعلق بأعضاء منظمة فتح الله غولن الهاربين خارج تركيا، قال إردوغان إن الدول التي تحتضنهم تعتبر شريكة معهم في الجريمة، مضيفا أن تركيا ستطلب من تلك الدول تسليمهم، وفي حال لم توافق فإن هذا يعني أن تلك الدول تساعدهم.

وأكد إردوغان أن تركيا ستستمر في مكافحة الإرهاب، حتى لو بقيت وحدها، وأضاف أن الدول الغربية بدلا من أن تقدم المساعدة لتركيا تضع العراقيل أمامها. وأشار في هذا الإطار إلى إعلان عدد من شركات الأسلحة الأوروبية أنها لن تبيع معدات عسكرية لتركيا.

تراجع&

وبخصوص عملية درع الفرات أعاد أردوغان التأكيد أنها لا تستهدف أي دولة أو أي شخص، وإنما تستهدف المنظمات الإرهابية. وقال إردوغان إن المنظمات الإرهابية عندما وجدت نفسها عاجزة عن تحقيق أهدافها باستخدام السلاح، لجأت إلى "الضرب تحت الحزام".

وتعرض اردوغان لانتقادات من جانب ايران وروسيا لتصريحاته يوم الثلاثاء الماضي التي قال فيها إن عملية (درع الفرات) تستهدف اطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف: "علينا أن نقيّم الهجمات التي يتعرض لها اقتصادنا خلال الأيام الأخيرة في هذا الإطار".

&