لندن: دعت رئيسة الوزراء البولندية بياتا شيدلو، خلال زيارتها لندن مؤخرًا، رئيسة الوزراء تيريزا ماي الى تعليم اللغة البولندية في المدارس البريطانية، وبوجود 831 الف بولندي في بريطانيا يشكلون اكبر مجموعة من المهاجرين في البلد فان تعليم لغتهم يمكن ان يساعد على الشعور بمزيد من الاندماج، كما يرى مراقبون.

واثارت دعوة رئيسة الوزراء البولندية نقاشاً حول اللغات التي يجب تعليمها في المدارس واسباب تعليمها، والمتبع تقليديا في المدارس الثانوية البريطانية تعليم الفرنسية والاسبانية والالمانية. وفي عام 2014 قررت الحكومة إعداد 1000 مدرس لتعليم اللغة الصينية ايضاً في المدارس الثانوية في انكلترا استجابة لنفوذ الصين المتعاظم في الاقتصاد العالمي.

ويدور النقاش حول اختيار اللغات لادراجها في المنهج المدرسي وما إذا تعين ان تكون هذه اللغات هي اللغات الأوسع استخداماً في بريطانيا وما هي اللغات التي يمكن ان تساعد في التواصل والتعامل اليومي وتعزيز اللحمة الاجتماعية.

إستفتاء

صحيفة الغارديان طرحت هذه الأسئلة على القراء وجاءت الإجابات مختلفة، حيث قال توم سنيدون من ايرلندا الشمالية ان من المتعذر معرفة اللغات التي سيحتاجها الطفل لاحقاً في حياته وان نطاق الاحتمالات الممكنة واسع للغاية، ويرى سنيدون ان يُعطى الطفل الأدوات لتعلم لغة ما وليس التركيز على اللغة التي يجب تعليمها. وإزاء العدد الكبير من اللغات يقترح سنيدون تعليم الهولندية والايطالية لأنهما لغتان سهلتان مشيرا الى انه وجد الالمانية لغة مفيدة في دائرة تطبيقها وبناء على تجربته الشخصية. كما نوه باللغة المجرية وقواعدها المعقدة قائلا ان تعلمها خبرة مثيرة منحته الثقة بأنه يستطيع ان يتعلم أي لغة. 

من جهته إعتبر امير محمد (19 عاما) من كندا ان اي لغة من اللغات المعتمدة في الأمم المتحدة زائد الالمانية والبرتغالية واليابانية سيكون تعلمها مفيدا، واشار محمد الى "اننا نعيش في مجتمع عالمي وان العديد من اللغات ستكون مفيدة للحصول على وظيفة لاحقا". واقترح محمد الالمانية والعربية قائلا "انهما لغتان غنيتان وشيقتان وجميلتان". 

واعرب محمد عن اتفاقه مع تعليم اللغة الويزلية في مدارس ويلز قائلا ان معرفة اللغة القومية تساعد في استكشاف هوية المرء وتمنحه ثقة أكبر، واعترف محمد بأنه لا يتكلم إلا الانكليزية ولكنه يأمل بتعلم لغتين أو ثلاث لغات في المستقبل. واضاف انه باكستاني الأصل وزار وطنه الأصلي عدة مرات ولكن والده لم يتكلم معه قط باللغة الاوردية ولهذا السبب لم يتعلمها.

 وشرح محمد انه حين كان اصغر سناً لم ير فائدة في تعلم لغة أخرى لأن "الجميع يتكلمون الانكليزية" ولكنه يشعر الآن بإغتراب حين يرى والده واقاربه يتحدثون بلغتهم الأم ويدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه. 

تعدد الثقافات

في حين قال طالب من جنوب إنكلترا، رفض الكشف عن إسمه ان الفرنسية والاسبانية مهمتان لأن بلدان عديدة تتكلمها ولكن من الضروري تعليم لغات أخرى تُستخدم على نطاق واسع في انكلترا مثل البولندية والصينية والهندية. واكد ان تعليم هذه اللغات مفيد في مجتمع متعدد الثقافات مثل بريطانيا.

وأكد انه تعلم الفرنسية والهندية وان الفرنسية ساعدته في تعلم الاسبانية مشيرا الى ان اللغة الفرنسية لغة معقدة وان تعلمها ساعده على فهم لهجات اخرى. وانتقد تعليم اللغات الأجنبية في المدارس الثانوية البريطانية مشيرا الى الإهتمام بالمحادثة بلغات مختلفة.

ودعت القارئة كاثرين (27عاما) الى تعليم اي لغات حديثة ولكن الخيار البديهي هو لغات لها علاقة بالانكليزية مثل الالمانية. واضافت ان العديد من اللغات الأخرى تسبب تعقيدات للناطقين بالانكليزية يمكن ان تثبط الطلاب وتبعدهم عن اللغات الأجنبية.

واقترحت كاثرين العودة الى تعليم اللغات الكلاسيكية قائلة انها تساعد في تعليم لغات اجنبية حديثة. وقالت إن اجادتها للألمانية ما كانت لتبلغ مستواها الآن لولا تعلمها اللاتينية واليونانية القديمة.

المطالبة بلغات أخرى

أما روبي (22 عاما) فاقترحت ادخال اللغة العربية في جميع المدارس الثانوية على غرار الفرنسية والالمانية والاسبانية. وقالت ان عددا كبيرا من العرب يعيشون في بريطانيا وخاصة في غرب لندن، ووأضافت "سيكون من الرائع ان نرى هذه الثقافة مندمجة في نظامنا التعليمي لأن الكثير من طلابنا يتكلمون العربية في البيت ولكن لا يجري تشجيعهم على تعلمها في المدرسة”، وأكدت انها وجدت تعلم الاسبانية لمدة سبع سنوات في المدرسة مفيدا وخاصة في حياتها الشخصية ولكنها تريد ادخال لغات حديثة اخرى وتعليمها في المدارس. 

من جهته إعتبر لوك (17 عاما) من اسكتلندا ان اختيار اللغة وتعليمها يجب ان يستند الى حيث توجد فرص العمل والصناعات لأن هذا يتيح انتقال الأشخاص الى بلد آخر للعمل فيه. واشار الى ان الالمانية مفيدة لأن هناك فرصا في صناعة السيارات. والصينية لغة مفيدة اخرى بسبب تنامي تجارة الصين وصناعتها. كما يجب ان تكون لدى الطلاب الذين يتعلمون لغة اجنبية رغبة في تعلمها. وقال لوك انه كان يكره الفرنسية طيلة السنوات التي أُجبر على تعلمها وانها كانت الخيار الوحيد المتاح في مدرسته. ولاحظ ان اللغات في بعض المدارس تُفرض على غالبية الطلاب دون اعطائهم خيار للغة التي يكون تعلمها الزاميا.

وقال لوك ان والديه هاجرا الى اسكتلندا من هونغ كونغ قبل نحو 23 عاما وانه نشأ يتكلم الانكليزية والصينية التي كانت مفيدة حين يسافر الى هونغ كونغ لزيارة اقاربه. كما وجد الالمانية التي تعلمها مفيدة خلال زيارته للبورصة الالمانية حيث ساعدته على التواصل مع الآخرين.

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي

https://www.theguardian.com/commentisfree/2016/dec/01/arabic-polish-dutch-your-views-on-the-languages-schools-should-teach?CMP=Share_iOSApp_Other