حلب

مدنيون هاربون من حلب

قال مسؤول في احد الفصائل المعارضة في حلب يوم السبت إن قادة الفصائل لن يسلموا الجزء الشرقي من المدينة للقوات السورية، وذلك عقب اعلان روسيا عن استعدادها للتشاور مع الولايات المتحدة حول انسحاب كل مسلحي المعارضة من المنطقة.

ونقلت وكالة رويترز للانباء عن زكريا ملاحفجي، رئيس الدائرة السياسية لفصيل "فاستقم" المعارض، قوله في تركيا "سألت الفصائل وقالوا لن نستسلم."

ومضى للقول "قال القادة العسكريون في حلب إنهم لن يتركوا المدينة، وإنه ليست هناك مشكلة مع فكرة فتح ممرات آمنة لمغادرة المدنيين ولكن المسلحين لن يتركوا حلب."

من جانبه، عبر المبعوث الاممي الى سوريا ستافان دي مستورا عن امله في امكانية التوصل الى "صيغة" من شأنها تجنب "معركة رهيبة" في حلب التي تشن القوات الحكومية فيها هجوما شرسا يهدف الى استعادة السيطرة على كامل المدينة من ايدي المعارضين.

واشار دي مستورا الى ان معركة حلب لن تستمر لفترة طويلة، مضيفا "في حقيقة الامر، فإن حلب نفسها لن تبقى لفترة طويلة."

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف قال إن بلاده مستعدة للتشاور مع الامريكيين حول انسحاب كل مسلحي المعارضة من حلب.

وقال لافروف الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الياباني في موسكو "في الاجتماع الذي عقدته في روما في اليوم الثاني من الشهر الحالي مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري، سلمني كيري مقترحات امريكية تتماشى مع وجهات النظر التي طالما اعتمدها خبراؤنا في مفاوضاتنا مع الجانب الامريكي."

واضاف "نحن مستعدون لارسال خبراءنا العسكريين والدبلوماسيين فورا الى جنيف لكي نتمكن من الاتفاق مع شركائنا الامريكيين على اجراءات مشتركة آخذين بنظر الاعتبار المقترحات الامريكية الاخيرة التي تضمن خروج كل المسلحين دون استثناء من حلب الشرقية وضمان ايصال المساعدات الانسانية الى سكان المدينة دون عائق واعادة الحياة الطبيعية الى حلب الشرقية."

ولكن مسؤولا في المعارضة قال إن تصريح لافروف هذا يقوض الاتفاق الذي ابرم بعد محادثات جرت في انقرة بين ممثلين عن روسيا والمعارضة السورية.

ميدانيا، سيطرت القوات الحكومية السورية ومجموعات مسلحة موالية لها على عدد من أحياء شرقي حلب، بحسب الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا).

وقالت الوكالة إن الجيش النظامي استطاع السيطرة على أحياء طريق الباب وكرم القاطرجي والحلوانية والجزماتي، وذلك بعد ليلة من القصف لشرقي المدينة المنقسمة بين مناطق تسيطر عليها المعارضة وأخرى خاضعة لسيطرة الحكومة.

وخلال الأيام الماضية، استعادت القوات الحكومية قرابة 60 في المئة من مناطق سيطرة المعارضة، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا.

وبدأ الجيش السوري قبل حوالي 3 أسابيع حملة واسعة بهدف السيطرة على كامل حلب.

وتسيطر الحكومة حاليا على طريق مباشر يمتد في المدينة يربط بين المناطق الغربية والمطار الرئيسي في حلب.

ولا يزال آلاف المدنيين يحاولون الفرار إلى مناطق سيطرة الحكومة. وتستعد هيئات الإغاثة لنزوح واسع النطاق للمدنيين جراء المعارك الدائرة.

وفشلت مساعي الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية في التوصل إلى ترتيبات مع الحكومة والمعارضة في سوريا لضمان توصيل المساعدات الإنسانية الضرورية إلى سكان شرق حلب خاصة مع قدوم فصل الشتاء.