القوات العراقية وسط مدنيين

استعادت القوات العراقية أجزاء كبيرة من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة

يحاول تحالف من القوات العسكرية استعادة السيطرة على مدينة الموصل العراقية من أيدي تنظيم الدولة، وهي المعركة التي توصف بالأصعب حتى الآن ضد مسلحي التنظيم.

وفي إطار استعراض لسلسلة المعارك التي استهدفت استعادة المنطقة التي استولى عليها التنظيم، والتي بدأت في منتصف 2014، نوضح كيف نالت الهزيمة من مسلحيه في معارك أخرى خاضها في سوريا والعراق.

عين العرب (كوباني) - سوريا

أطلال منازل في عين العرب (كوباني)

استخدم التنظيم استراتيجية الأرض المحروقة في عين العرب (كوباني)

التاريخ: 22 سبتمبر/ أيلول 2015 (أربعة أشهر)

أهمية المدينة: كان لمعركة عين العرب (كوباني) على الحدود السورية التركية أهمية رمزية كبيرة بالنسبة لتنظيم الدولة، إذ كانت أول اختبار لقدراته القتالية. وقال العديد من المقاتلين في الجماعات المسلحة المتشددة إن التنظيم أهدر الكثير من رجاله وأسلحته في هذه المعركة.

القوات: دارت هذه المعركة بين مسلحي التنظيم والقوات الكردية المدعومة من قبل الولايات المتحدة (غطاء جوي كثيف)

كيف دارت المعركة: كان قتالا ممتدا بين الجانبين تحول إلى قتال شوارع مع نشر التنظيم عددا كبيرا من الانتحاريين، أغلبهم من المقاتلين الأجانب.

آثار المعركة: دُمرت أغلب البُنى التحتية والمناطق السكنية في المدينة (قدرت الأمم المتحدة عدد المباني التي هُدمت جراء المعركة بحوالي 3200 مبنى)، وشُرد عدد كبير من السكان الأكراد، علاوة على خسائر كبيرة في الأرواح من الجانبين، خاصة مسلحي التنظيم. وحاولت المسلحون من تنظيم الدولة التقليل من شأن هزيمتهم في عين العرب (كوباني) بالإشارة إلى أنهم غادروا المدينة بعد أن تحولت إلى أنقاض.

تكريت - العراق

تفجير انتحاري

استخدم التنظيم التفجيرات الانتحارية كوسيلة لمقاومة هجمات القوات العراقية والسورية

التاريخ: من 2 مارس/ آذار إلى الأول من إبريل/ نيسان 2015 (شهر)

أهمية المدينة: تتمتع هذه المدينة العراقية بأهمية رمزية للسنة، إذ كانت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ما دفع الكثيرين إلى اعتبارها معقلا للسنة في البلاد. كما شهدت تكريت مذبحة معسكر سبايكر التي قتل خلالها تنظيم الدولة 1700 شخصا على الأقل من شباب المجندين الشيعة في يونيو/ حزيران 2014.

القوات: مسلحو تنظيم الدولة ضد قوات الحشد الشعبي الشيعية مدعومة بمستشارين إيرانيين وغطاء جوي كثيف من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم في النصف الثاني من حملته.

كيف دارت المعركة: رغم إظهار مسلجي التنظيم مقاومة قوية، استغرقت المعركة في تكريت وقت اقل بكثير من توقعات المراقبين. ونجحت القوات العراقية في السيطرة على المدينة لفضل فرار أغلبالسكان من المدينة قبيل المعركة، ما أفسح المجال أمام القوات العراقية لتفجير مواقع التنظيم.

آثار المعركة: كان الدمار لناتج عن معركة تطريق هو الأقل على الإطلاق بين الأضرار التي لحقت بمدن أخرى شهت معارك بين قوات عراقية وتنظيم الدولة، ما سمح لسكان المدينة بالعودة إلى منازلهم بسرعة فاقت عودة غيرهم- من سكان المدن الأخرى التي شهدت صراعات مماثلة. لكن اتهامات بشن هجمات انتقامية على سكان تكريت نُسبت إلى قوات الحشد الشعبي التي قالت إنها "حالات فردية".

بيجي - العراق

تفجيرات معمل تكرير النفط في بيجي

دمر تنظيم الدولة أجزاء كبيرة من معمل تكرير النفط في بيجي في العراق

التاريخ: من إبريل/ نيسان إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2015 (خمسة أشهر)

أهمية المدينة: يقع أكبر معمل لتكرير النفط في مدينة بيجي علاوة على موقعها المتميز على الطريق الاستراتيجي المؤدي إلى معاقل تنظيم الدولة في الموصل شمالا. وانتقل مسلحو التنظيم إلى بيجي بعد أن فقدوا السيطرة على تكريت في إبريل/ نيسان الماضي.

القوات: مسلحي التنظيم ضد القوات العراقية، بما فيها الحشد الشعبي.

كيف دارت المعركة: كانت هذه المعركة على غرار معركة عين العرب (كوباني)، إذ كان القتال ممتدا، وكانت هناك عمليات حرب شوارع وكر وفر. وحوصرت القوات العراقية في مجمع معامل تكرير النفط لعدة أيام. ونشر تنظيم العديد من الانتحاريين، أغلبهم من المقاتلين الأجانب، من بينهم الشاب البريطاني طلحة أصمال.

آثار المعركة: اتبع التنظيم استراتيجية الأرض المحروقة في مدينة بيجي، إذ فجر وأحرق أغلب أجزاء معمل تكرير النفط أثناء الفرار من المدينة. ولا زال المعمل متوقفا عن العمل حتى يومنا هذا.

الرمادي - العراق

القوات العراقية في الرمادي

خضعت مدينة الرمادي العراقية لسيطرة تنظيم الدولة لثمانية أشهر

التاريخ: من 21 ديسمبر/ كانون الأول 2015 إلى يناير/ كانون الثاني 2016.

أهمية المدينة: مدينة الرمادي هي عاصمة محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية غرب العراق. وكانت السيطرة عليها من قبل مسلحي تنظيم الدولة في وقت قياسي في مايو/ أيار 2015 انتصارا كبيرا للتنظيم وضربة قاصمة للجيش العراقي.

القوات: مسلحي تنظيم الدولة ضد القوات العراقية ومقاتلي قبائل السنة مدعومين بغطاء دوي كثيف من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم. ونُحيت قوات الحشد الشعبي جانبا في تلك المعرفة وسط مخاوف من إثارة توترات طائفية.

كيف دارت المعركة: أظهر مسلحو التنظيم مقاومة شرسة، وأعاق تقدم القوات العراقية القناصون التابعون للتنظيم، والانتحاريين ووجود مدنيين في المدينة أثناء القتال. وحتى بعد سيطرة القوات العراقية على مركز المدينة، استمرت جيوب التنظيم في تنفيذ هجات على مدار عدة أسابيع.

آثار المعركة: تعرضت البُنى التحتية في الرمادي لأضرار بالغة جراء القتال. وقُدرت الخسائر المادية في المدينة بحوالي 60% من المباني، والمرافق، والمنازل، ما أدى إلى تحول أغلب أحياء الرمادي إلى أنقاض، وأخر عودة السكان إلى منازلهم لوقت طويل.

تدمر - سوريا

مدينة تدمر في سوريا

دمر تنظيم الدولة أجزاء من المعابد الأثرية في مدينة تدمر

التاريخ: من من 7 إلى 27 مارس/ آذار 2016 (ثلاثة أسابيع)

أهمية المدينة: تُعد تدمر من المدن الرئيسية في سوريا، وتحتوي على قدر كبير من الآثار الرومانية، مايضعها بين مواقع التراث العالمي. وأثار وقوع المدينة في يد التنظيم مخاوف دولية حيال مصير تلك الآثار. كما تتمتع المدينة بموقع استراتيجي بالقرب من منشآت إنتاج النفط والخاص والطرق السريعة الرئيسية في البلاد.

القوات: مسلحي تنظيم الدولة ضد الجيش السوري الحكومي مدعوما بغطاء جوي روسي وميليشيات الشيعة.

كيف دارت المعركة: كان الأداء القتالي لتنظيم الدولة ضعيفا في معركة تدمر، وربما كان ذلك هو الإشارة الأولى إلى أن الجماعة المسلحة اصبحت أقل إصرارا على الاحتفاظ بالسيطرة على ما تكسبه من أرض، إذ اكتفى مسلحو التنظيم باستهداف مواقع الجيش السوري في ضواحي تدمر.

آثار المعركة: بعد مغادرة مسلحي تنظيم الدولة للمدينة، تبين أن ما لحق بها من أضرار كان أقل مما لحق بغيرها من المدن التي شهدت مواجهة مماثلة. لكن أضرارا أصابت بعض المعابد الأثرية التي فجرها المسلحون، لكن أغلب المواقع الأثرية في المدينة لا زالت موجودة.

الفلوجة - العراق

مسلحو تنظيم الدولة

كانت الفلوجة أول مدينة عراقية تخضع لسيطرة تنظيم الدولة

التاريخ: من 22 مايو/ أيار إلى 26 يونيو/ حزيران 2016 (أكثر من شهر)

أهمية المدينة: كانت الفلوجة هي المدينة التي نجح تنظيم الدولة في الإبقاء على سيطرته عليها لأطول وقت بين مدن المنطقة التي دخلها، إذ أحكم المسلحون قبضتهم على المدينة في يناير/ كانون الثاني 2014، وتُعد أيضا ثاني أهم معقل من معاقل التنظيم بعد مدينة الموصل. وكانت أيضا رمزا لسيطرة المقاومة السنية ومركزا للميليشيات السنية في العراق. واستغلتها الجماعة المسلحة كمركز لهجماتها على العاصمة بغداد.

القوات: نشبت المعركة بين تنظيم الدولة والقوات العراقية (بما فيها قوات الحشد الشعبي، ومقاتلي العشائر السنية) مدعومة بغطاء جوي كثيف من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم. لكن، على غرار معركة الموصل، تم الاتفاق على ألا تدخل قوات الحشد الشعبي المدينة، وأن تعمل على تأمين المناطق المحيطة تفاديا للتوترات الطائفية.

كيف دارت المعركة: رغم المقاومة الشرسة من مسلحي التنظيم في الفلوجة، لم تصمد تلك الجماعات في المدينة كما كان متوقعا. وبعد معركة تدمر، كانت معركة الفلوجة مثالا آخرا على أن التنظيم لم يعد يقاتل حتى الموت دفاعا عن معاقله.

آثار المعركة: رغم حظر التنظيم خروج المدنيين من المدينة لاستغلالهم كدروع بشرية، تمكن أهل الفلوجة من استخدام الممرات التي أنشأتها الحكومة في الهروب قبل المعركة. وعلى النقيض مما حدث في الرمادي، كان حجم الدمار في الفلوجة أقل بكثير من مدن أخرى شهدت المواجهة مع مساحي التنظيم، ما سنح للسكان بالعودة بعد وقت قصير إلى منازلهم.

منبج - سوريا

قوات كردية ومدنيين عراقيين

احتفل سكان منبج في شوارع المدينة برحيل مسلحي التنظيم

التاريخ: من 31 مايو/ أيار إلى 12 أغسطس/ آب 2016 (شهران ونصف)

أهمية المعركة: هي أكبر المساحات الحضرية التي سيطر عليها التنظيم شمال حلب في سوريا، وكانت للمدينة أهمية كبيرة بالنسبة للتنظيم، إذ كانت البوابة الاستراتيجية لمسلحيه، والتي ربطت بين المناطق - الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق من ناحية وبين الحدود التركية من ناحية أخرى.

القوات: مسلحي تنظيم الدولة ضد القوات الكردية مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة تحت غطاء كوي كثيف مقاتلات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

كيف دارت المعركة: بعد إظهار مقاومة شرسة لشهرين على التوالي، يبدو أن تنظيم الدولة لجأ إلى حساب خيارات المصلحة التي دفعته إلى الانسحاب. وانتقل عد من مقاتلي التنظيم إلى مدينة جرابلس الحدودية في سوريا. وتكرر انسحاب المسلحين من عد من المناطق في سوريا.

آثار المعركة: سرعان ما انتشر سكان منبج في شوارع المدينة للاحتفال برحيل تنظيم الدولة واستعادة حريتهم. وكان نقل وسائل الإعلام لتلك الاحتفالات بمثابة ضربة موجهة إلى معنويات مسلحي التنظيم.

جرابلس - سوريا

قوات الجيش السوري الحر

استمر القتال في مدينة جرابلس السورية بين مسلحي تنظيم الدولة الجيش السوري الحر 14 ساعة

التاريخ: 24 أغسطس/ آب (14 ساعة)

أهمية المدينة: إحدى أهم المدن السورية على الحدود التركية.

القوات: تنظيم الدولة ضد الجيش السوري الحر مدعومة بقوات من الجيش التركي.

كيف دارت المعركة: انسحب مسلحو تنظيم الدولة بعد التعرض لإطلاق نار كثيف وقصف من المقاتلات الجوية التركية. وقالت تقارير إنهم اتجهوا إلى مدينة الباب، أحد معاقلهم. ولم يعترف التنظيم بهزيمته في هذه المعركة، وأصر أنصاره على ترديد أقاويل تشير إلى إيجابية ما حدث بالنسبة لهم.

آثار المعركة: سيطرت قوات المعارضة السورية على المدينة الحدودية التي لم تعاني من أضرار بالغة جراء القتال الذي لم يستمر طويلا.

الشرقاط - العراق

مسلحو تنظيم الدولة في الشرقاط

استغرقت هزيمة تنظيم الدولة في الشرقاط يومين فقط

التاريخ: من 20 إلى 22 سبتمبر/ أيلول 2016 (48 ساعة)

أهمية المدينة: تتمتع الشرقاط بأهمية استراتيجية لموقعها على الطريق المؤدية إلى بغداد من مدينة الموصل.

القوات: مسلحي تنظيم الدولة ضد القوات العراقية (بما فيها الحشد الشعبي).

كيف دارت المعركة: رغم أنه كان نصرا سهلا للقوات العراقية، أظهر مسلحو تنظيم الدولة مقاومة شديدة تضمنت هجمات انتحارية واستهدف للقوات والدوريات التابعة للجيش العراقي.

آثار المعركة: عاد السكان إلى المدينة بعد فترة وجيزة، ما يشير إلى قلة الأضرار التي تعرضت لها الشرقاط جراء القتال الذي لم يستمر لوقت طويل.

دابق - سوريا

مسلحو تنظيم الدولة

استغل تنظيم الدولة مدينة دابق لترويج لنفسهن مستفيدا من نبوؤة جاءت في حديث شريف للنبي محمد

التاريخ: 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 (ساعات قليلة)

أهمية المدينة: هي مدينة في شمال سوريا تتمتع بأهمية رمزية كبيرة لدى تنظيم الدولة، إذ استخدمها التنظيم في الترويج لنفسه على نطاق واسع على أنها لموقع الذي أشارت إليه نبوؤة الموقعة الفاصلة بين المسلمين وأعدائهم والتي نسبوها إلى أحد الأحاديث الشريفة للنبي محمد، والتي جاء فيه أنها سوف تشهد معركة "نهاية الزمان". واستغل التنظيم دابق لاستمالة المزيد المسلمين المتدينين للقتال في صفوفه. كما أطقلت على مجلتها الدعائية اسم "دابق".

القوات: مسلحو التنظيم ضد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الجيش التركي.

كيف دارت المعركة: لم يتأكد انخراط مسلحي تنظيم الدولة في قتال حقيقي في تلك المعركة. ورغم عدم صدور أي تعليق من قبل التنظيم على الهزيمة السريعة، مهدت الوسائل الترويجية للجماعة إلى أن الهزيمة في دابق جاءت تمهيدا لمعركة "آخر الزمان".

آثار المعركة: لم يكن فقد التنظيم لدابق أكثر من مجرد دعاية.