إيلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي إن بلاده لا تنتظر نتائج سريعة لمعركة تحرير الموصل لكنه أشار إلى أنّ العمليات العسكرية تسير بشكل سليم رافضًا زج الموافقة على الموازنة العامة بتناحر سياسي بين الكتل موضحا أن اتفاقا مع القادة العسكريين قد تم على عدم اخراج المدنيين من مناطق سكناهم تجنبا لتعرضهم لاعتداءات تنظيم داعش.

لا خيار لداعش غير الهزيمة

وقال العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم عقب الاجتماع الاسبوعي لحكومته تابعته "إيلاف" إن معركة الموصل تسير بشكل سليم لكنه لا يُنتظر نتائج سريعة منها. وأكد ان تنظيم داعش في الموصل لاخيار له هناك غير الهزيمة فهو محاصر من جميع الجهات والقوات العراقية تشكل كماشة محكمة حوله.

وأشار إلى أنّ الجهات العراقية لا تنتظر نتائج سريعة للمعركة لانها تدرك حجم التحديات والمخاطر على المدنيين الذي يستهدفهم داعش لكنه شدد بالقول "ابلغ مواطني نينوى اننا سنحررهم سريعا"... موضحا ان اتصالات داعش مع خارج الموصل مقطوعة ولا امدادات له من سوريا .

مخاطر المدنيين

وأضاف أن القيادة كانت تدرك منذ بدء العمليات العسكرية في الموصل في 17 من اكتوبر الماضي حجم المخاطر التي سيتعرض له مدنيو نينوى ولذلك تم الاتفاق على عدم اخراجهم من مناطقهم حتى&لا يتعرضوا لانتقام التنظيم .. لكن الذين نزحوا من هناك يتم تقديم المساعدات المطلوبة لهم. واليوم اعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد ارتفاع عدد النازحين من الموصل إلى أكثر من 90 ألف شخص منذ بدء العمليات العسكرية.

وعن الخلافات السياسية حول موازنة البلاد للعام المقبل 2017 انتقد العبادي التناحر حولها وشدد على انها ليست مجالا للصراع بين الكتل السياسية. وأشار إلى أنّ الخلاف حول تخصيصات الحشد الشعبي لا علاقة له باي صراع مذهبي لان الحشد يجب ان يمثل جميع مكونات البلاد. ودعا إلى عدم تصنيف هذه الكتل بين شيعي وسني منوها إلى أنّ الذين يقتلون في الحرب مع داعش لا يقولون انهم من هذه الطائفة او تلك.

الوزارات الشاغرة

وفي ما يخص الحقائب الوزارية الشاغرة في الدقاع والداخلية والمالية والصناعة اوضح العبادي ان المرشحين لهذه الوزارات موجودة اسماؤهم لديه لكنه لن يسلمها إلى البرلمان حتى اوائل العام المقبل.
وأوضح ان مجلس الحكومة ناقش موضوع الانتخابات المحلية المقررة في ابريل المقبل فقرر تأجيلها إلى اواخر ذلك العام مع تخفيض عدد اعضاء مجالس المحافظات إلى النصف واجراء انتخابات كركوك المعطلة منذ عام 2005.

لا بقاء لقوات أميركية

وشدد العبادي على ان بلاده لا تستجدي الدعم الخارجي لانها تخوض معركة ضد الارهاب نيابة عن العالم كله ودوله لها مصلحة في القضاء عليه لانها متضررة منه. وأكد ان بلاده لن تقبل ببقاء اي قوات او قوات أميركية على اراضيها بعد انتهاء المعارك الحالية ضد داعش.&

وتشير التطورات الميدانية إلى أن معركة الموصل ربما تكون أطول مما كان متوقعا حيث يبدو أن المعركة ستستغرق أكثر من ذلك بكثير وربما تطول إلى عام 2017 وسيكون ثمنها باهظا جدا عسكريا وانسانيا وماديا خاصة بعد أن كشفت الأمم المتحدة مقتل ألفين من القوات العراقية الشهر الماضي لوحده.

تباطؤ القتال

وقد تباطأ القتال مع تقدم القوات الخاصة العراقية التي تلقت تدريبا على يد الولايات المتحدة صوب شرق المدينة وما زال مقاتلو داعش يسيطرون على ثلاثة أرباع الموصل حيث لا يواجه حوالى مليون ساكن مخاطر القتال فحسب وإنما أيضا نقص الغذاء والماء.

وقال الجنرال سكوت إيغلاند نائب القائد العام لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في حديثه عن الموصل "إنها مدينة معقدة... مدينة من العالم القديم تتمتع بعامين من الدفاع المدروس ونحن كقوات تحالف ندرك أنها ستحتاج لوقت طويل". وأكد أن تنظيم داعش نقل دفاعاته الأمامية من غرب الموصل إلى شرقها في إطار قتاله ضد القوات العراقية في معركة تحرير المدينة.

وتتقدم قوات خاصة عراقية ببطء صوب أحياء في شرق الموصل آخر معقل للتنظيم في العراق حيث تواجه هجمات انتحارية وهجمات قناصة وقذائف مورتر من الدواعش المتحصنين وسط المدنيين.

والموصل أكبر مدينة تحت سيطرة تنظيم داعش وهزيمة عناصرها هناك ستوجه ضربة كبيرة لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في العراق وسوريا في عام 2014 بعد السيطرة على مساحات كبيرة من اراضي البلدين.

ويشارك حوالى مائة ألف فرد من جنود عراقيين وقوات أمن ومقاتلين أكراد وآخرين في الحشد الشعبي في الهجوم الذي بدأ في 17 أكتوبر الماضي في مواجهة عدد يعد ضئيلا جدا من الدواعش حيث تشير معلومات إلى أن عددهم بين 4 إلى 6 آلاف مقاتل فيما اوضحت مصادر عسكرية عراقية أن حوالى الف داعشي قتلوا منذ بدء العمليات العسكرية.