تتصدر سنغافورة دول العالم من حيث إنجازات الطلاب في مجال التعليم، إذ يأتي ترتيب التلاميذ فيها في القمة في اختبارات الرياضيات والقراءة والعلوم.

وتعتمد ترتيبات "بيزا"، التي تشرف عليها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، على اختبارات أجريت على 540000 فتى وفتاة في سن الـ15 في 72 دولة.

وجاءت الدول العربية المشاركة - الإمارات وقطر وتونس والجزائر والأردن - في ترتيب متأخر ضمن قائمة الدول ا.

أما بريطانيا فقد احتلت مرتبة وسطى من حيث الأداء، خلف دول أخرى، مثل اليابان، واستونيا، وفنلندا، وفيتنام.

بيزا في أسطر

يوفر البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا)، معدلات التعليم معتمدا على اختبارات يتلقاها فتيان وفتيات في الـ15 في الرياضيات، والقراءة، والعلوم.

وأصبحت الاختبارات، التي تجريها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كل ثلاث سنوات، ذات تأثير في السياسيين الذين يسعون إلى دفع بلدانهم إلى الأعلى في ترتيب المدارس عالميا.

وجاءت سنغافورة في القمة، لتحل محل شنغهاي، التي أصبحت الآن مرتبطة مع أقاليم أخرى صينية تحت بند الصين.

وقد أثير جدل بشأن إن كانت شنغهاي ممثلة لمستويات المدارس في الصين برمتها، وتقع الصين حاليا بين المراكز الـ10 الأولى في الرياضيات والعلوم، لكنها لم تصل إلى المراكز الـ20 الأولى في القراءة.

الدول الآسيوية في القمة

تهيمن أنظمة التعليم في الدول الآسيوية على المراكز العليا، إذ تحتل سبعة مواقع في الرياضيات، تأتي فيها سنغافورة في القمة، تتبعها هونغ كونغ، وماكاو، وتايوان، واليابان، والصين، ثم كوريا الجنوبية.

ولم تصل إلى مراكز القمة في الموضوعات الثلاثة من غير الدول الآسيوية إلا فنلندا، واستونيا، وأيرلندا.

وقال المدير التعليمي في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أندرياس شلايشر، إن سنغافورة "لم يكن أدؤها جيدا وحسب، لكنها تجاوزت ذلك أيضا".

وقال شلايشر إن الدول الآسيوية، مثل سنغافورة، استطاعت بلوغ التميز، وهي تحافظ في الوقت نفسه على نهج المساواة الاجتماعية في التعليم.

ووصف تقدم فيتنام بأنه "متميز جدا"، بحيث تفوقت على ألمانيا وسويسرا في العلوم، وتقدمت على الولايات المتحدة في جميع الموضوعات.

وأشار شلايشر إلى التحسن في بيرو وكولومبيا، من بين دول أمريكا اللاتينية.

أما بريطانيا فقد فشلت في إحراز أي تحسن ملحوظ.

وتقع بريطانيا في الرياضيات في المركز الـ27، منحدرة رتبة واحدة عن موقعها قبل ثلاث سنوات، وهذا هو أدنى موقع لها منذ بدء مشاركتها في اختبارات "بيسا" في عام 2000.

أما في القراءة فتحتل بريطانيا المركز الـ22، مرتقية من المركز 23، لكنها تخلفت عن المراكز الـ20 الأولى حيث كانت في عام 2006.

أما أكثر الموضوعات نجاحا بالنسبة إلى بريطانيا فهو العلوم، إذ ارتقت من المركز 21 إلى المركز الـ15، وهو أعلى موقع تحتله منذ عام 2006، وإن كان درجات الاختبار قد انخفضت.

ومن بين مقاطعات بريطانيا جاءت ويلز في أدنى مرتبة من حيث النتائج في جميع الموضوعات.

ويدعو ديلان وليام، الذي يعمل في معهد التعليم في جامعة لندن، إلى توخي الحذر بالنسبة إلى نتائج ويلز، قائلا إنها لا تعكس ما يجري حاليا في الفصول الدراسية، وقد يستغرق الأمر سنوات حتى يتحقق ذلك.

لكن لماذا نجحت سنغافورة في التعليم؟

نالت سنغافورة استقلالها فقط في عام 1965. وبينما كانت فرقة البيتلز في بريطانيا تغني (يمكننا أن نعمل بنجاح) كانت سنغافورة بالفعل مضطرة إلى العمل بنجاح، مع فقرها كأمة، وفقدانها للعمالة الماهرة، مع غلبة الأمية.

وركزت الدولة الآسيوية الصغيرة بلا هوادة على التعليم باعتباره سبيلا لتطوير اقتصادها، ورفع مستويات المعيشة فيها.