إيلاف من واشنطن: توقع كثيرون أن يغيب وزير المالية السعودي إبراهيم العساف عن المشهد تماماً، بعدما أعفاه الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز من منصبه وزيراً للمالية الشهر الماضي.

ورغم أن العساف عُين وزيراً للدولة وعضواً في مجلس الوزراء، إلا أن السعوديين يعرفون أن هذا المنصب هو تشريفي في العادة، ويحظى به المسؤولون الذين قدموا خدمات "جليلة" للبلاد.

لكن الرجل الذي تولى إدارة خزينة الدولة على مدى عشرين عاماً، أثبت أنه ما زال رقماً صعباً في مؤسسة الحكم في بلاده، فهو كان يجلس إلى جوار الملك سلمان خلال لقاءاته مع زعماء الدول في جولته الخليجية، وكان آخرها لقاء العاهل السعودي اليوم مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي اليوم في العاصمة البحرينية المنامة.

ويعرف المقربون من صنع القرار في المملكة التي تحوي أرضها 25 في المئة من نفط العالم، أن الملك هو شخصياً من يختار المسؤولين الذين يحضرون اجتماعاته مع القادة الأجانب، كما قال وزير الإعلام السعودي عادل الطريفي في لقاء مع صحافيين يابانيين في طوكيو منتصف العام الجاري.

وعادة يعطي هذا الاختيار معرفة الشخصيات التي تحظى بثقة الملك وتشكل رقماً صعباً في مؤسسة صنع القرار في المملكة.

ربما أن العساف (67 عاماً)، هو نسخة أخرى من رجل الدولة &الراحل عبدالعزيزالخويطر، الذي حظى بثقة خمسة ملوك مروا على البلاد وتولى مناصب عدة كان آخرها وزيراً للدولة، حتى أنه حينما تولى الملك الراحل عبدالله &حكم البلاد كان الخويطر في منتصف الثمانينات من عمره، لكن هذا لم يمنعه من حضور لقاءات قادة البلاد مع الزعماء الأجانب، حتى أعلن الديوان الملكي وفاته عن 96 سنة في 2014.

&من الواضح أن أمام وزير المالية الحاصل على الدكتوراه في الاقتصاد من أميركا، سنوات من المشاركة في مطبخ صناعة القرار في مؤسسة الحكم السعودية، لكن الآن ربما بشكل أكبر، فمنصبه الوظيفي الحالي يسمح له نظرياً بالتأثير ليس في القرارات الاقتصادية فقط كما في السابق، بل يمتد إلى تلك المتعلقة بالشؤون كافة ومنها السياسية.
&