واشنطن: اختارت مجلة "تايم" الاميركية الاربعاء دونالد ترامب "شخصية العام" 2016 لفوزه المفاجئ في الانتخابات الرئاسية الاميركية الذي أعاد خلط أوراق السياسة في اميركا التي تشهد انقساما.&

واتصل الرئيس المنتخب ببرنامج "توداي" على قناة "ان بي سي" التلفزيونية ليعرب عن سروره باللقب الذي وصفه بانه "شرف كبير، كبير جدا" نافيا مسؤوليته عن الانقسامات ومشيدا بالرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته باراك اوباما.&

وأحدث ملياردير العقارات الذي لم يتول اي منصب سياسي سابقا صدمة في المؤسسة السياسية الاميركية عندما هزم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وتصدر غلاف مجلة التايم تحت عنوان "دونالد ترامب: رئيس الولايات المتحدة المقسومة".&

وقالت المجلة إن ترامب الذي اختارته شخصية هذا العام في تقليد يعود الى 1927، "كان له أكبر تأثير، سواء للافضل او للاسوأ، على أحداث العام". وتساءلت رئيسة تحرير المجلة نانسي غيبس "اذا ما هو الحال هذا العام: هل هو للافضل ام للاسوأ؟".&

واضافت "التحدي امام دونالد ترامب هو انقسام البلاد بشكل كبير حول الاجابة .. 2016 كان عاما لصعوده، هل سيكون عام 2017 عام حكمه، وكمثل جميع القادة المنتخبين الجدد هل امامه فرصة ليفي بوعوده ويتحدى التوقعات؟"

واعتبرت ان ترامب فاز باللقب هذا العام "لانه ذكر اميركا بأن الغوغائية تتغذى على اليأس، وان الحقيقة تكون قوية عندما تكون الثقة قوية في من ينطقونها، ولتمكين الناخبين المستترين من خلال التنفيس عن غضبهم ومخاوفهم، ولغرس ثقافة الغد السياسية من خلال تدمير الامس".

وكانت المجلة اختارت في السابق شخصيات مثيرة للجدل مثل ادولف هتلر عام 1938 وجوزف ستالين في 1939 و 1942. وفي المقابلة مع شبكة "ان بي سي" التي رافقت الاعلان عن خيار المجلة، نفى ترامب توصيفه بانه تسبب بانقسام اميركا.

وقال "لست رئيسا بعد وبالتالي لم اقم بشيء لاثير الانقسام" رغم انه اشعل البلاد بخطابات نارية خلال حملته الانتخابية تضمنت تحقيرا للنساء وللمهاجرين غير الشرعيين والمسلمين.

إشادة باوباما

على مدى سنوات انتقد ترامب الرئيس اوباما ووصل الى حد التساؤل ما اذا كان اول رئيس اسود للولايات المتحدة ولد في البلاد. لكنه قال الاربعاء انه "يكنّ المودة فعليا" للرئيس اوباما.

واضاف انه "ياخذ توصياته على محمل الجد" قائلا ان اوباما "يحب هذه البلاد ويريد القيام بكل شيء من اجل البلاد، وبالطبع نحن نختلف حول بعض السياسات وبعض الامور".&

واوضح الملياردير الاميركي انه بحث بعض التعيينات ايضا مع الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته. وفي تصنيفها للعام 2016، اختارت المجلة هيلاري كلينتون منافسة ترامب السابقة ثانية على لائحتها ووضعت قراصنة المعلوماتية في المرتبة الثالثة.

وفازت السيدة الاميركية الاولى بالتصويت الشعبي بحصولها على حوالى 2,7 مليون صوت اكثر من ترامب، لكن الجمهوري تقدم عليها باصوات كبار الناخبين حيث نال 306 مقابل 232.

وخاض ترامب حملته على اساس وعد باعادة الوظائف الى معقل التصنيع السابق الذي اصيب بضربة قوية من جرّاء مغادرة الشركات الى الخارج للاستفادة من يد عاملة رخيصة في الصين والمكسيك على سبيل المثال.

وقال ترامب لمجلة تايم في مقابلة انه طلب من رئيس مجلس ادارة مجموعة "أبل" تيم كوك ان يبني مصنعا كبيرا في الولايات المتحدة "يكون الاكبر والافضل".

واضاف الرئيس المنتخب انه يمثل الطبقة العاملة الاميركية رغم ثروته الطائلة وأسلوب حياته الباذخ واقامته في شقة فخمة في مانهاتن. وقال "انا جالس في شقة لم ير احد مثلها من قبل، ورغم ذلك انا امثل عمال العالم. هم يحبونني وانا احبهم".

وكانت المجلة اختارت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل شخصية العام 2015. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما شخصية العام مرتين في 2008 و2012، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2007.