«إيلاف» من لندن: دعا نواب اوروبيون الى ربط تحسين علاقات دولهم مع ايران بتحسن سجلها في مجال حقوق الانسان .. فيما اتهمت رجوي الغرب بالسبب في زيادة الاعدامات في ايران من خلال مداهنة حكام طهران بذريعة& تقوية المعتدلين.

ولمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان وبدعوة من لجنة أصدقاء ايران الحرة أقيمت ندوة في مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسل شاركت فيها مجموعة كبيرة من نواب البرلمان الاوروبي من مختلف الكتل البرلمانية وشخصيات سياسية وذلك تحت عنوان "موجة الاعدامات وتصعيد القمع في ايران والسياسة الغربية الصحيحة" وشاركت فيها رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي حيث شدد النواب على ضرورة ربط اي تحسن في العلاقات مع ايران بتحسن سجلها في حقوق الانسان معبرين عن خيبة املهم من التعامل الاوروبي مع طهران الذي يضع المصالح الاقتصادية فوق حريات وحقوق الشعب الايراني.&

مداهنة الغرب لايران

واستنكرت رجوي توسيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية الأوروبية مع نظام طهران رافضة أي نوع من التنازلات والمداهنة مع النظام وحذرت من ان "توسيع العلاقات مع النظام الايراني يتعارض مع السلام والأمن العالميين ويأتي ضد المصالح طويلة الأجل للغرب أيضا وكلما ابتعد الاتحاد الأوروبي وأميركا عن هذه السياسة كلما تتجه المنطقة نحو السلام والهدوء".&

واضافت ان صمت الاتحاد الاوروبي حيال القمع في ايران بذريعة& تقوية المعتدلين قد نتجت منها زيادة الإعدامات في ولاية الرئيس حسن روحاني ومزيد من تحديات النظام الايراني في المنطقة خاصة في سوريا. واشارت الى ان موافقة& الحكومات الغربية في الاتفاق النووي على توافقات غير مكتوبة مع طهران فتحت الطريق أمام نظامها لإرسال قوات الحرس إلى سوريا وتجاهل الاختبارات الصاروخية البالستية رغم قرار مجلس الأمن رقم 2231 وترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام قوة القدس لتلعب دورها الهدام في العراق والصمت عن انتهاك حقوق الإنسان في إيران .&

واضافت رجوي ان السياسة الأميركية في إيران والمنطقة في هذه السنين "كانت قائمة على محور التقارب مع حكام ايران ومنحت تنازلات ضخمة للنظام وأن الكوارث الناجمة عن هذه السياسة لا تعد ولاتحصى. من عراق مدمر وكوارث إنسانية تعيشها سوريا وإلى غلق طريق التغيير في إيران".&

واعتبرت مريم رجوي أهم أخطاء اميركا في المنطقة مداهنة الحاكمين في ايران وقالت "الآن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وشعوب المنطقة ودولها يتوقعون أن تتم مراجعة لهذه السياسة وأن تتخذ أميركا موقفا حازما تجاه انتهاكات حقوق الانسان الصارخة في ايران وسعي النظام من أجل الحصول على القنبلة النووية والتطاولات على دول المنطقة".&

ودعت رجوي الاتحاد الاوروبي والدول الأعضاء فيه الى إحالة ملف النظام الإيراني على مجلس الأمن الدولي لارتكابه جرائم ضد الإنسانية على مدى 37 عاما موضحة انه في الخطوة الأولى أن يشترطوا استمرار وتوسيع علاقاتهم الاقتصادية مع النظام الإيراني بوقف الإعدامات.. وطالبت بعدم التعامل مع الشركات المملوكة لقوات الحرس "فهذه الصفقات هي بمثابة إيصال الوقود إلى ماكنة قمع الشعب الإيراني وماكنة الحرب في سوريا" .. اضافة الى الاعتراف بإرادة الشعب الإيراني للحصول على الحرية والديمقراطية.

تحسن العلاقات مع ايران&

ومن جهتهم،&اكد النواب الاوروبيون المشاركون في الندوة ضرورة ربط تحسين علاقات دولهم مع ايران بسجلها في مجال حقوق الانسان.&

وقال جوزه بوه نائب البرلمان الأوروبي من فرنسا ان النظام الإيراني يدعم النظام السوري وهو المسؤول عن زعزعة أمن واستقرار المنطقة لكن أوروبا تتستر اليوم على انتهاك النظام الايراني لحقوق الإنسان وعلى الإعدامات لأنها تريد أن تبقى التجارة أقوى من أي شيء آخر. وشدد على ضرورة ملاحقة المسؤولين عن الجرائم في إيران وفرض العقوبات عليهم. &

وقال تونه كلام نائب البرلمان الاوروبي عن استونيا "ان أي نوع من العلاقة السياسية والاقتصادية مع النظام الايراني يجب أن تشترط بتحسين حقوق الانسان في ايران وهذا لم يتحقق بعد ونحن نأسف أن حكوماتنا تجاهلت هذه الحقيقة وجعلت حقوق الانسان ضحية التجارة والسياسة وهذا ليس هدفنا". &

اما هاينس بكر نائبة البرلمان الأوروبي ورئيسة وزراء سابقة في بولندا فقد اكدت ان الوقت قد حان لإعادة تقييم الغرب لأوضاع ايران .. وقالت "قبل أربعة أعوام اثيرت بعض الآمال ينفخها النظام الايراني واللوبي التابع له في الغرب بأن الرئيس الحالي روحاني سيجري بعض الاصلاحات وانه رجل معتدل وقيل لنا في الغرب إن روحاني وظريف اللذين كانا يجريان المفاوضات النووية هما يتابعان تحسين وضع حقوق الانسان ولكن ايران تحت رئاسة روحاني بقيت رقم واحد في الاعدام في العالم وفي إعدام الصغار أكثر من سائر الدول...لم يعد خافيا الآن الوجه الحقيقي لروحاني للايرانيين والآن بعد مضي 4 أعوام بدا واضحا للجميع أنه ديكتاتور وظالم بعينه..انه ليس رجلا معتدلا للمنطقة خاصة مع الدعم الواسع الذي يقدمه للنظام الدكتاتوري لبشار الأسد في سوريا حيث تتورط قوات النظام بشكل سافر في ارتكاب المجازر ضد الشعب السوري فلذلك يجب محاسبة المسؤولين الإيرانيين بتهمة جرائم حرب". &

رجوي خلال مشاركتها في مؤتمر الاتحاد الاوروبي حول حقوق الانسان في ايران

حقوق الإنسان غائبة في المناقشات

ومن جهته اشار الخو ويدال كوادراس نائب رئيس البرلمان السابق ورئيس لجنة البحث عن العدالة&الى انه منذ أن تولت الممثلة العليا الحالية للاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني قبل عامين هذه المهمة فان الموقف الخارجي للاتحاد الاوروبي في ما يتعلق بالطغاة الذين ينتهكون بشكل خطير حقوق الانسان أصبح ضعيفا .. انها قامت بعدة زيارات لطهران والتقت المسؤولين هناك وعمليا كان موضوع حقوق الانسان غائبا في المناقشات. وعبّر عن الاسف لانها التقت "بالوجه المرن لهؤلاء المسؤولين الذين شاركوا في آلاف الاعدامات والتعذيبات الممنهجة وهذا الموقف يمثل ضياع الاخلاق عندها وطبعا للاتحاد الاوروبي أيضا بينما كان عليها أن تدافع عن قيم المجتمع الحر في العالم".&

وقال النائب من بريطانيا ريتشارد آش ورث ان رجوي تريد ان تطرح محاسبة المتورطين في مجزرة عام 1988 ومن واجباتنا نحن نواب الشعوب الاوروبية ان نطالب بتحقيق العدالة واعتقد ان الدفاع عن هذه القيم هي مهمة موغريني ايضا . وطالب الأمم المتحدة بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في مجزرة السجناء في 1988 وايضا المتورطين فيها& &

ومن جهتها، اكدت النائبة من ايطاليا دانيلا آيوتّا ان الدول الاوروبية والمجتمع الدولي سارعوا في التعامل مع إيران.. وقالت " لكن يجب علينا قبل كل شيء ان نعمل من اجل إدانة الجرائم الكبرى التي ارتكبت في إيران .. كيف يمكن لنا ان نشاهد اعدام النساء ولا نعمل شيئآ؟ كيف نعرف عن مجزرة ثلاثين ألفا من السجناء السياسيين ولا نعمل شيئا؟". &

النائبة من جمهورية التشيك جرمير استتينا اشارت الى انه في العام الماضي تم الإتفاق النووي مع إيران ولكن لم يتغير اي شيء من ممارسات و تصرفات النظام الايراني العدوانية.

الديمقراطية

اما النائب من كرواسيا جوزه وادوس وزير الدفاع السابق& فقال "لو وضعت اوروبا قضية حقوق الإنسان شرطا لجميع التعاملات الاقتصادية مع إيران لكان ذلك ايجابيا ومؤثرا وصحيحا في الضغط على حكامها".

ومن جانبه قال اللورد تميوثي كرك هوب عضو مجلس اللوردات البريطاني "نحن جميعا الدول التي نحظى بالديمقراطية يجب ان يكون التعامل الإقتصادي لنا مع الدول الأخرى مشترطا بان تراعي هذه الدول المستوى من المبادئ الديمقراطية التي نمارسها".&

ثم تحدثت شبنم مدد زاده من نشطاء الوسط الطلابي والسجينة السياسية التي خرجت مؤخرا من إيران فأدلت بشهادتها حول القمع الشامل في أرجاء ايران لاسيما تجاه السجناء السياسيين وممارسة الضغط على النساء السجينات. وكانت هي قد اعتقلت في عام 2009 عندما كان عمرها 21 عاما وطالبة في طهران بسبب مشاركتها النشطة في الحركة الطلابية وقضت 5 أعوام في سجني ايفين في طهران و جوهردشت في مدينة كرج وخلال هذه السنين احيلت مرات عدة على زنزانات انفرادية. وتسببت مقاومتها بتصعيد الضغوط عليها وعلى عائلتها فشقيقتها وشقيقها قتلا في سبتمبر عام 2011 في هجوم شنته قوات الحكومة العراقية بطلب من النظام الايراني على مخيم أشرف.&

وتحدثت شبنم في كلمتها عن الطلاب المقاومين وعن معاناة الشعب الايراني لاسيما النساء والفتيات وطموحات المقموعين وعن آمال الشعب الايراني للخروج من هذه الحقبة المظلمة التي يعيشها في ظل حكامه الحاليين وبزوغ فجر الحرية في ايران.&