عبّرت المعارضة السورية عن استعدادها للتفاوض مع النظام "من دون شروط مسبقة"، وناشدت الولايات المتحدة موسكو إبداء "حسن النوايا" حين يجتمع مسؤولو البلدين في جنيف لمحاولة التوصل إلى اتفاق يتيح للمدنيين والمسلحين مغادرة المدينة.

إيلاف: حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري المعارضة السورية، اليوم السبت، على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من دون شروط، معلنًا أن الحل يجب أن يكون سياسيًا.&

ودعا كيري روسيا من جانب آخر، في مؤتمر صحافي، بعد اجتماع باريس لأصدقاء سوريا، شاركت فيه فرنسا وبريطانيا وتركيا والسعودية، إلى توفير ضمانات للمقاتلين الفارين من شرق حلب، وأشار إلى أن المسلحين سيواصلون القتال حتى الموت، لعدم ثقتهم بالقوات الحكومية.

وفي الوقت الذي لم يبد فيه كيري تفاؤلًا يذكر إزاء المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، التي تعقد في جنيف في وقت لاحق يوم السبت، قال للصحافيين: "يجتمع فريقانا في جنيف اليوم لوضع تفاصيل سبيل محتمل لإنقاذ الأرواح".&

موقف المهيمن
أضاف كيري: "روسيا والأسد أصبحا في موقف المهيمن ليظهرا القليل من حسن النوايا"، وقال "أعتقد أنه من الممكن إحراز تقدم، لكن هذا يتوقف على خيارات كبيرة ونبيلة من روسيا... وإلحاح من روسيا على نظام الأسد".

وبحثت كل من واشنطن وموسكو وقف إطلاق النار حتى يتسنى للمدنيين الخروج من شرق حلب ودخول المساعدات. وتريد روسيا من الولايات المتحدة أيضًا مطالبة مقاتلي المعارضة بالانسحاب من الأراضي الخاضعة لسيطرتهم، والقبول بنقلهم إلى خارجها.

ونقلت (رويترز) عن كيري قوله إن مقاتلي المعارضة يعتقدون الآن أن الخيار أمامهم إما "الموت في حلب أو الموت في إدلب، لكنه الموت"، في إشارة إلى المدينة الواقعة في شمال غرب سوريا، والخاضعة لسيطرة المعارضة.

بلا شروط مسبقة
من جهة أخرى صرح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن المعارضة السورية في أعقاب اجتماع دولي في باريس، حضره ممثل المعارضة السورية رياض حجاب، أكدت استعدادها لاستئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة، وقال إن "باريس لن تقبل بأي حل يؤدي إلى إنقاذ الحكومة السورية".&

وأشار إيرولت إلى أنه "يتوجب على المجتمع الدولي التعامل مع الحكومة السورية بحزم"، غير أن الوزير الفرنسي أكد أن الأولويات الأساسية هي وقف القتال في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية.

وأضاف أنه "يجب تحديد شروط عملية انتقال سياسي حقيقي، كما يجب استئناف المفاوضات على أسس واضحة بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 2254"، الذي وضع خارطة طريق لتسوية النزاع، الذي أوقع نحو 300 ألف قتيل"، مشيرًا إلى أن "المعارضة أكدت استعدادها للتفاوض".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أن "المشاركين في اجتماع باريس لم يتوافقوا حول كل المسائل، لكن الجميع اتفق على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية، وجعلها أولوية".
&