إيلاف من القاهرة: ارتفع عدد ضحايا الانفجار الذي وقع بالكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية بالقاهرة إلى 25 قتيلاً ونحو 31 مصابًا.&

وقال مصدر أمني لـ"إيلاف" إن الانفجار وقع في الكنيسة البطرسية المجاورة للمقر البابوي، وليس داخل الكاتدرائية الأرثوذكسية نفسها.

وأضاف أن الانفجار وقع داخل قاعة الصلاة، ولا يعرف على وجه الدقة أسبابه، مرجحاً أن يكون الانفجار ناجمًا عن زرع عبوة ناسفة داخل القاعة.

&

مواطنون داخل الكنيسة بعد الانفجار

&

وأوضح أن من بين القتلى نحو 10 نساء وأطفال على الأقل، لا سيما أن الانفجار وقع أثناء الصلاة، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية تجرى عمليات تفريغ لكاميرات المراقبة داخل الكنيسة وفي المحال التجارية والشركات المجاورة لها، وكاميرات مراقبة الكاتدرائية للتوصل إلى المسؤولين عن الحادث.

&

قاعة الصلاة بالكنيسة البطرسية

&

وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا تأخر أكثر من ساعة، قالت فيها إن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة تلقت بلاغاً بحدوث انفجار صباح اليوم، في نطاق الكنيسة البطرسية بالعباسية، أسفر عن وقوع وفيات ومصابين.

&

الانفجار بعيد عن الكاتدرائية

&

وأضافت أن الأجهزة الأمنية المعنية والحماية المدنية ورجال المفرقعات انتقلوا على الفور لمكان البلاغ، وتبين وقوع العديد من الوفيات والمصابين، وجار حصرهم.

الأزهر يدين

وأدان الأزهر الحادث، معتبرًا أنه يخالف تعاليم الإسلام، وقال في بيان له "إن استهداف دور العبادة وقتل الأبرياء أعمال إجرامية تخالف تعاليم الدين الإسلامي وكل الأديان الذي دعا إلى حماية دور العبادة واحترامها والدفاع عنها".

وأكد الأزهر "تضامنه الكامل مع الكنيسة المصرية ذات المواقف الوطنية ومع جميع الإخوة المسيحيين في مواجهة هذا الاستهداف الإرهابي، موضحًا أنه يتابع تداعيات هذا الهجوم ونتائجه لحظة بلحظة".

&

آثار الدماء بعد الانفجار

&

وقال عباس شومان وكيل الأزهر الشريف: "هذا حادث مدان ولا علاقة له بتعاليم الدين الإسلامي أو الدين المسيحي". وأضاف في تصريح له، "من قام بهذا العمل لا ينتمي للدين الإسلامي أو المسيحي، لا سيما أن كل المصريين يحتفلون بميلاد رسول الرحمة والرأفة والإنسانية".

&

الكنيسة البطرسية مجاورة للكاتدرائية المرقسية

&

وتابع: "لا يمكن أن يكون هذا العمل مبرر أو مقبول، وهم لا يهدفون إلا إلى ترويع الآمنين وتهديد الأمن والاستقرار".

وتقع الكنيسة البطرسية إلى جوار الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، وشيدتها عائلة "غالي" على نفقتها الخاصة فوق ضريح بطرس باشا غالي، رئيس الوزراء المصري الراحل، الذي تعرض للاغتيال في 21 فبراير 1910، وانتهت أعمال البناء بها في 21 فبراير 1912. وأوقفت عائلة "غالي" 71 فدانًا من أرضهم لخدمة الكنيسة.

وتضم الكنيسة 9 أبواب، يؤدي الباب الرئيسي إلى الرواق الأوسط الذي ينتهي إلى سلم آخره ضريح بطرس غالي باشا، الواقع تحت أرض الكنيسة، وخصصت مساحته كمقابر لكل أفراد العائلة، ومنهم بطرس بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق، الذي توفي في فبراير الماضي.

اشلاء ودماء ودمار...

كان المسيحيون الاقباط في منتصف القداس الاحد عندما دوى انفجار كبير داخل كنيستهم الملاصقة لمقر الكاتدرائية القبطية في العاصمة المصرية فرشقت شظاياه في صور القديسين المرسومة على الجدران وانهار جزئيا سقفه الخشبي.

وقال الشهود لـ"فرانس برس"، انهم اكتشفوا بعد انقشاع الدخان الناتج عن التفجير اشلاء الجثث المخصبة بالدماء والارائك الخشبية التي يجلس عليها المصلون وقد تفككت.

وقال تادروس زكي وهو خادم (متطوع للخدمة) في الكنيسة في الثالث والستين من عمره "لقد كان مشهدا مرعبا وكانت الاشياء تقع فوقنا ولم اتمكن من الخروج من خلف الهيكل بسبب كثافة" الحضور.

واكد روماني الذي سارع الى الكنيسة للمساعدة بعد التفجير "كانت هناك اشلاء لناس كثيرين وكان هناك ناس فوق ناس".

وقالت وزارة الصحة ان 25 شخصا على الاقل قتلوا في الاعتداء بينما اكدت رئاسة الوزراء المصرية ان معظم الضحايا من السيدات.

وبدا ان مركز التفجير داخل الكنيسة البطرسية، التي شيدتها اسرة بطرس غالى باشا (عائلة قبطية شهيرة في التاريخ السياسي الحديث لمصر) عام 1911 فوق ضريحه والتي قام بتزيين جدرانها فنانون اوروبيون، كان الى جوار المدخل في الناحية التي تجلس فيها السيدات.

وتناثرت الشظايا على الحجر الذي يحيط بمدخل الكنيسة كما تسببت في حفر في الرخام الذي يغطي ارضيتها بينما غطت الدماء اريكة خشبية بقيت على حالها.

وبالقرب من المدخل دمر صندوقان احدهما كان يحوي صلوات مكتوبة على اوراق صغيرة بخط يد المصلين والاخر يضم ذخائر مقدسة.

وكان القساوسة المصدومين يتحركون داخل الكنيسة فوق اجزاء الزجاج المهشم فيما كان حراس يحاولون ابعاد الصحافيين او الناس من الدخول.

وقالت راهبة ترتدي ثوبا طويلا وغطاء راس رمادي اللون وقد بدا عليها الوجوم "سيكون لله كلمته في ما حدث".

وتعرض الاقياط لعدة اعتداءات في السنوات الاخيرة في مصر. وكان اكثر الهجمات دموية قبل اليوم هو التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية عام 2011 واسفر عن مقتل 21 شخصا.

ولكن تفجير الاحد استهدف رمز الطائفة المسيحية القبطية في مصر اذ وقع في كنيسة ملاصقة للكاتدرائية، مقر البابا تواضروس الثاني، في حي العباسية بقلب القاهرة.

وقال مجدي احد الموظفين الاداريين في الكنيسة الذي يقع مكتبه قرب مكان الانفجار الى حد ان نوافذه تهشمت: "ماذا يمكننا ان نفعل؟ ان الله يوجه عملنا".

في الخارج كانت مجموعة من عشرات الاقباط قد تجمعت وبدأوا في ترديد هتافات ضد الحكومة واحتكوا لدقائق مع شرطة مكافحة الشغب التي اقامت طوقا امنيا حول الكنيسة.

وردد الشباب الغاضبون "الشعب يريد اسقاط النظام" و "كنت فينك يا داخلية (وزارة الداخلية) لما ضربوا الكاتدرائية".

ويواجه الاقباط الذين يشكلون 10% من عدد سكان مصر البالغ 90 مليون نسمة، تمييزا تزايدت وتيرته اثناء السنوات الثلاثين لحكم الرئيس الاسبق حسني مبارك الذي اطاحته ثورة كانون الثاني/يناير 2011.

وقتل عشرات خلال السنوات الاخيرة في مواجهات طائفية في مناطق مختلفة في البلاد.&

كما قام انصار الرئيس الاسلامي الاسبق محمد مرسي بمهاجمة واحراق عشرات الكنائس والممتلكات القبطية في اب/اغسطس 2013 عقب قتل الشرطة مئات من المتظاهرين الاسلاميين خلال اشتباكات في القاهرة.

واتهم انصار مرسي الاقلية القبطية بتأييد اطاحته من قبل الجيش بعد نزول ملايين المتظاهرين الى الشوارع للمطالبة برحيله.