بعد أيام من معارك الجامعة الأردنية، وهي الأقدم في المملكة، أكد الملك عبدالله الثاني أن الجامعات لكل بنات وأبناء الوطن، ومن غير المقبول أن تصبح ملاذًا للعنف أو الفئوية، أو أن يكون فيها أي تطرف أو إقصاء.

إيلاف: خلال لقائه برؤساء الجامعات الحكومية، اليوم الأحد، في قصر الحسينية، أكد العاهل الأردني أن العنف الجامعي "خط أحمر، ويجب أن يتوقف"، ولا بد من العمل والتعاون مع جميع الجهات المعنية، ليشكل عام 2017 بداية جديدة.

وحيث هذه ليست المرة الأولى التي يتصدى فيها الملك عبدالله الثاني للعنف في الجامعات. ففي مايو 2013 قرع أمام اعضاء مجلس النواب ناقوس خطر تفاقم العنف الجامعي وشدد على ضرورة تصدي السلطات الثلاث لمسؤولياتها الكاملة حول هذه الظاهرة، ودعا آنذاك إلى وضع خطة لمعالجة الظاهرة بالسرعة القصوى.

مرفوض ومدان
أضاف العاهل الأردني في لقاء اليوم: إننا لن نسمح ولن نقبل باستمرار العنف الجامعي؛ فالتجاوز على القانون مرفوض ومدان، مؤكدًا أنه "لا يوجد أحد فوق القانون، سواء من الطلبة أو من العاملين في الجامعات".

وتشهد الجامعات الأردنية على الدوام أعمال عنف بين طلبتها، الأمر الذي صار يشكل هاجسًا يقلق الأردنيين على مستقبل التعليم العالي للأجيال المقبلة. ولم يتم تحديد أسباب العنف الجامعي، كما لم تقدم دراسات بحلول شافية إلى الآمن أية جهة كانت في الأردن.

الفريق الواحد
إلى ذلك، دعا العاهل الهاشمي الجميع إلى ضرورة العمل بروح الفريق الواحد، وتحمل مسؤولياتهم للارتقاء بمستوى الجيل الجديد وتمكينه من النهوض بدوره في مواجهة التحديات.

جانب من لقاء الملك برؤساء الجامعات

وأكد على أهمية الدور الملقى على أساتذة الجامعات، لكونهم "مسؤولين عن أهم ثروة لدينا"، مشددًا على ضرورة أن يمثلوا نموذجًا يحتذى به للشباب. كما دعا إلى بناء بيئة إيجابية داخل الجامعات، من خلال العمل على غرس قيم المبادرة والإبداع والريادة والمواطنة الفاعلة لدى الطلبة.

وحث الملك عبدالله الثاتي على أهمية إرشاد الطلبة وتأهيلهم وتعزيز قدراتهم بالشكل الذي يتلاءم مع حاجات سوق العمل.

إجراءات
من جانبه، أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور عادل الطويسي، في مداخلة له خلال اللقاء، إلى أن الجامعات طبقت ومنذ ثلاث سنوات، العديد من الإجراءات، التي اتخذها مجلس التعليم العالي، للحد من العنف الجامعي.

وعرض عددًا من الإجراءات التي سيصار إلى تطبيقها لمواصلة التصدي للعنف داخل الجامعات، فضلًا عن العمل للارتقاء بالعملية التعليمية بجميع مكوناتها.

خطط
وخلال اللقاء، استعرض رؤساء الجامعات خطط جامعاتهم لمواجهة العنف الجامعي، من خلال تحصين البيئة الجامعية، وتنظيم الأنشطة اللامنهجية، وتوعية الطلبة وإرشادهم وتنمية مواهبهم وصقل شخصياتهم.

وأكدوا أن الجامعات ستعمل على التنسيق مع مختلف الجهات المعنية لمواجهة العنف الجامعي، انطلاقًا من مسؤولياتها التربوية والتعليمية، وصولًا إلى حرم جامعي هادئ ومحفز للطلبة على الإبداع والابتكار. &

كما تناولوا خطط الجامعات لتعزيز الريادة والتميز ضمن مساقات المسؤولية المجتمعية، والتي تغطي جوانب المواطنة وتحصين الطلبة من الفكر المتطرف، وتشجيعهم على الحوار البناء وقبول الآخر.