نيويورك: تثير تهديدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب بفرض رسوم عقابية على السلع الصينية، قلق الشركات في الغرب الاوسط الاميركي التي شكلت قاعدة اساسية لانتصاره في الانتخابات الرئاسية وترتبط بعلاقات تجارية مع بكين.

وحصل ترامب على اصوات كثيرة في منطقة "حزام الصدأ" (راست بلت) في شمال شرق البلاد التي كانت تنتشر فيها في ما مضى مصانع التعدين والفحم والسيارات، ما ادى الى فوزه الشهر الماضي في ولايات رئيسية مثل ميشيغن واوهايو.

ولكن تبدي بعض الشركات في المنطقة والتي لديها علاقات تجارية عالمية، قلقا من الاشارات المبكرة حول خطط الرئيس المنتخب باتخاذ موقف متشدد من الصين.

ويقول رئيس شركة "يو اس انترناشيونال فودز" ديفيد شوغرين "نقوم بتصدير الكثير من المنتجات الى الصين". ويتخوف شوغرين من ان "ترد الصين ببعض الطرق على اي تغييرات يقوم بها ترامب".

وتعد الصين سوقا تصديرية ضخمة لهذه الشركة ومقرها في سانت لويس، وتقوم بتصدير زبدة الفستق والمكسرات والخردل وحبوب الافطار، وتشكل الصين 50% من ايرادتها مقارنة ب 5% في السوق الاميركي.

واضاف شوغرين "قد يقوم زبائننا بتغيير (وجهة) المنتجات الاميركية الى دول اخرى: اوروبا، استراليا، نيوزيلاندا او الصين او دول مصدرة اخرى". واكد انه شركته تحاول التوسع الى اسواق اخرى في جنوب شرق آسيا، مثل فيتنام وماليزيا وسنغافورة.

وكان ترامب هدد في حملته الانتخابية بفرض رسوم تبلغ 45% على اعلى البضائع المستوردة من الصين، مؤكدا ان ثاني اكبر اقتصاد في العالم تتلاعب بعملتها.

قالت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية المقربة من الحكومة ان "الصين ستتبع مقاربة العين بالعين". وبحسب الصحيفة فانه "سيتم استبدال مجموعة طلبات من بوينغ بايرباص. وستعاني مبيعات السيارات الاميركية وهواتف ايفون من انتكاسة".

واضافت "وتستطيع الصين ايضا تحديد عدد الطلاب الصينيين الذين يدرسون في الولايات المتحدة".

ووجهت بكين الاثنين اول تحذير واضح من تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة غداة تصريحات ترامب التي بكين الاثنين اول تحذير واضح من تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة غداة تصريحات هدد فيها بتغيير مسار 40 عاما من العلاقات الصينية-الاميركية متطرقا الى احتمال استئناف علاقات رسمية مع تايوان.

وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شانغ من انه في حال تراجع واشنطن عن التزامها بمبدأ الصين الواحدة، فإن "النمو الصحي والمطرد للعلاقات الصينية الاميركية بالاضافة الى التعاون الثنائي في مجالات كبرى سيصبح غير وارد".

رسالتان الى ترامب

من جهته، حذر احد اغنى اغنياء الصين وانغ جيانلين ترامب من ان عشرين الف وظيفة في الولايات المتحدة ستكون في خطر اذا عرقل الرئيس الاميركي المقب استثماراته في بلده وخصوصا في هوليود.

وقال مالك مجموعة "واندا" انه "استثمرت اكثر من عشرة مليارات دولار في الولايات المتحدة حيث وظفت اكثر من عشرين الف شخص". واضاف رجل الاعمال الذي يعمل في قطاعات عدة من العقارات الى السينما "اذا تمت ادارة الاعمال بشكل سئ فسيبقون بلا طعام".

واوضح انه طلب من الجمعية الاميركية ليناعة السينما :موشن بيكتشر اسوسييشن اوف اميركا" نقل رسالته الى ترامب.

تقوم شركة "بروغريسيف مولدينغ تكنولوجيز" في ولاية اوهايو باستيراد ادوات من الصين تمكنها من المنافسة مع المصنعين الصينيين. وقال لايرد دوبينسبيك، رئيس الشركة "اخشى ان نفقد الوصول الى الادوات الرخيصة في الصين".

وقام رئيس هذه الشركة بكتابة رسالتين الى قطب العقارات الاميركي كانت الاولى عند انتخابه والثانية بعد اتصاله الهاتفي مع رئيسة تايوان، مؤكدا "خوفي الاكبر ان يكون (ترامب) لا يفهم التأثير الذي تحدثه كلماته".

واضاف "في هذه المرحلة، اتوقع ان زبائننا سيقومون بابطاء اطلاق منتجات جديدة وسنرى نموا اقل".

ومن المجموعات الكبرى التي قد تتأثر بوينغ. وكانت واحدة من كل ثلاث طائرات بوينغ 737 التي صدرتها المجموعة في 2015 مخصصة للصين. واعلنت المجموعة الاثنين انها ستخفض انتاج طائرات بوينغ 777 ابتداء من أغسطس المقبل، الامر الذي سيؤثر على الكثير من الوظائف.

ومن الشركات التي ستضرر اعمالها في حال اندلاع حرب تجارية "جنرال موتورز" للسيارات.

وتعد الصين اكبر سوق للسيارات التي تنتجها "جنرال موتورز" مع بيع 2,38 مليون سيارة في الاشهر الثمانية الاولى من عام 2016، مقارنة ب 1,96 مليون سيارة في الولايات المتحدة.

وتصنع "جنرال موتورز" ايضا "بيويك انفيجن" في الصين، التي يتم استيرادها في الولايات المتحدة وقد تفرض عليها رسوم جمركية.

وقال متحدث باسم شركة "جنرال موتورز" انه ما زال من المبكر للغاية التعليق على اي تغييرات محتملة في السياسة التجارية"، لكنه اشار الى ان الرئيسة التنفيذية للشركة ماري بارا وافقت على المشاركة في منتدى ترامب الاستراتيجيي والسياسي، مع غيرها من المدراء التنفيذيين للشركات الكبرى.

واعلن المجلس الوطني للتجارة الخارجية الاثنين انه سيعمل مع الادارة الاميركية الجديدة ولكنه سيحارب سياسة الحمائية الاقتصادية.

واكد روفوس يركسا، رئيس المجلس الذي يضم 300 شركة تصدر سلع بقيمة ثلاثة تريليونات دولار سنويا، "نحن مستعدون للجدال ضد استخدام القيود التجارية كوسيلة لتحقيق المزيد من النمو الاقتصادي. التاريخ اثبت لنا انها ليست وسيلة فعالة للقيام بذلك".