«إيلاف» من بيروت: وصلت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط آن باترسون إلى بيروت أمس، للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين والتباحث معهم في ملفات لبنانية وإقليمية، وقد التقت رئيس الجمهورية ميشال عون.

وكشفت مصادر ديبلوماسية رافقت زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط آن باترسون أن "مهمتها الأساسية كانت استطلاعية لاستكشاف التطورات في المنطقة على الرغم من&أن الإدارة الأميركية الحالية ستغادر البيت الأبيض والمواقع الأخرى مطلع السنة الجديدة، لكن توجهاتها ستبقى على ما هي عليه في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، وهي لا ترى تغييرات أساسية في خطوطها الاستراتيجية الكبرى في لبنان والمنطقة".

وأوضحت المصادر أن "ابرز ما توقفت عنده باترسون في لقائها مع رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون يمكن اختصاره بثلاثة عناوين أساسية، الأول، ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيزور المنطقة الأسبوع المقبل وهي تحضر له تقريرًا مفصلاً عن التطورات فيها، بعدما طلب كيري منها زيارة بيروت لتحديد حاجات اللبنانيين في المجالات الحيوية على المستويات الإقتصادية والأمنية والسياسية، وأنه مستعد لتشجيع دول الخليج العربي وحضها على زيادة مساعدتها للبنان، الثاني أن الولايات المتحدة تدرك الأعباء التي ألقتها الأزمة السورية على لبنان نتيجة حجم النازحين الذين أرهقوا الإقتصاد الوطني والمجتمعات المضيفة، وأنها ستواصل دعم لبنان وستحض الدول المانحة على زيادة المساعدات لتقاسم الكلفة مع اللبنانيين، الثالث، التركيز على الأوضاع الأمنية اللبنانية ودور الجيش والمؤسسات الأمنية في مواجهة المخاطر المحيطة بلبنان، سواء على الحدود او في الداخل. وستواصل الإدارة الأميركية عبر مكتب التعاون العسكري الأميركي مع الجيش اللبناني برامج الدعم العسكري للبنان".

زيارات متكررة

عن الزيارات الخارجية المتكررة إلى لبنان، يقول النائب نضال طعمة (من تيار المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف"، إن زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركية إلى لبنان تصب ضمن الزيارات التي تقوم بها وفود الدول الكبرى وذلك لسببين الأول هو وجود قرار دولي بإبعاد لبنان عن كل ما تتعرض له المنطقة من إرهاب، والتأكيد على حياد لبنان في هذه الفترة عن الصراعات الإقليمية.

والأمر الآخر يكمن في حض المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الوحدة، وعدم الاتكال على الخارج لأنه ملهي بمشاكله، إن كان أميركا أو روسيا، ويحثون بالتالي اللبنانيين على الاتكال على أنفسهم.

المسائل الداخلية

هذه الزيارات المتكررة من الوفود الخارجية ألا تشكل تدخلاً في المسائل الداخلية للبنان؟ يجيب طعمة :" لا شك لبنان ساحة والكل يتدخل بطريقة من الطرق، ونحن نسمح للخارج بالتدخل في مسائلنا الداخلية، بضعفنا وعدم وحدتنا وأنانيتنا نسمح لكل تلك الدول بالتدخل إن كان في مسألة السلاح، أو السياسة.

أما كيف يمكن للبنانيين أن يمنعوا هذا الأمر؟ يجيب طعمة :" يجب أن يتنازل اللبنانيون عن أنانيتهم، وعلى اللبنانيين أن يدركوا أننا نحتاج إلى تشكيل حكومة ونحتاج إلى وحدة وحوار لأنه لم يعد مسموحًا أن نبقى بلا حكومة.

الدبلوماسية الغربية

بدوره، يعتبر النائب غسان مخيبر (من حزب التغيير والإصلاح) في حديثه لـ «إيلاف»&أن الزيارات الدوليّة التي يشهدها لبنان تدخل ضمن جوّ الإطار العام الذي يمكن أن نستخلص منه أنه يدخل ضمن الدبلوماسيّات الغربيّة ولا سيما الأوروبيّة والأميركيّة، وكذلك السعي لمساعدة لبنان على الاستقرار الأمنيّ والمؤسساتيّ، ويلفت مخيبر إلى أنه في الشق الأمنيّ هناك مواكبة ومساعدة لمدّ الجيش اللبنانيّ والقوى الأمنيّة بما تحتاج إليه من أسلحة، تدافع فيها عن الأرض لا سيما في وجه "الإرهاب" الداعشي الحالي.

وكذلك إعادة المؤسسات واستقرارها في زمن نحن أحوج ما نكون إليه للاستقرار، والنأي بلبنان عن الأتون الذي وقعت فيه المنطقة.

ولا يرى مخيبر أن تلك الزيارات تدخل في إطار التدخّل بالمسائل الداخليّة إنما ضمن إطار المساعدة.