نصر المجالي: أعلنت المجموعة الإعلامية الكبرى التابعة لإمبراطور الإعلام الأسترالي روبرت ميردوخ رسمياً، اليوم الخميس، عن الاتفاق على صفقة بقيمة 11.7 مليار جنيه للاستحواذ على شركة (سكاي) التلفزيونية البريطانية.&

وتملك مجموعة (فوكس) التي يمتلكها ميردوخ حالياً نحو 39% من سكاي، وستتمكن إن تمت الصفقة من السيطرة على المجموعة الإعلامية كاملة، في محاولة لتأسيس المجموعة الإعلامية الأقوى في المملكة المتحدة.

ويحتاج ميردوخ للحصول على موافقة الجهات التنظيمية على هذه الصفقة التي تقدر قيمة "سكاي" بأكثر من 18 مليار جنيه إسترليني، ما سيمنحه سيطرة على خدمات التلفزيون المدفوعة في المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى استحواذه على صحف "تايمز" و"صنداي تايمز" و"ذا صن"، والمجموعة الإذاعية "TalkSport".

موقف برادلي

وقالت تقارير الصحف البريطانية إن وزيرة الثقافة كارين برادلي، ستحدد خلال عشرة أيام، موقفها من الصفقة وما إذا كانت تشكل أي خطر على المصلحة العامة، وتحديداً ما يخصّ التعددية الإعلامية في البلاد.&

ووجهت دعوات برلمانية لوزيرة الثقافة البريطانية بضرورة طلب تحقيق&من هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية (أوفكوم ـOfcom) لمعرفة مدى سيطرة ميردوخ على المؤسسات الإعلامية في المملكة المتحدة. وستعمل الهيئة على الأمر خلال أربعين يوماً لتقدير المصلحة العامة من إتمام الصفقة.

محاولة اولى&

يُذكر أن مجموعة ميردوخ حاولت للمرة الأولى السيطرة الكاملة على (سكاي) العام 2012، المسماة آنذاك (بي سكاي بي)، لكنها عدلت عن ذلك بسبب التوتر الذي نجم عن قضية التنصت الهاتفي الذي قامت به صحيفة (نيوز أوف ذا وورد) الشعبية التابعة للمجموعة.

وكانت شركة سكاي التلفزيونية البريطانية، أعلنت يوم الجمعة 9 ديسمبر 2016، أنها تلقت عرض استحواذ من "فوكس"، المجموعة الإعلامية الأميركية الضخمة التابعة لعائلة مردوخ في محاولتها الثانية لتأسيس مجموعة إعلامية عالمية عملاقة.

وأعلنت الشركة البريطانية في بيان أنها وافقت على عرض غير رسمي بقيمة 10,75 جنيهات للسهم بعد التفاوض مع مجموعة فوكس، في مسوَّدة صفقة قيمت شركة سكاي المدرجة في بورصة لندن بـ18,5 مليار جنيه (23,4 مليار دولار).

استفزاز

وكانت هذه المحاولة قد استفزت السياسيين البريطانيين الذين رأوا أن مردوخ سيهيمن بذلك على الإعلام البريطاني، في ضوء امتلاكه أصلاً صحيفتي "صن" و"تايمز" عن طريق شركته "نيوز كورب".

لكنّ محللين يقولون إن المحاولة الجديدة لها حظوظ أوفر للنجاح لعدة أسباب، منها أن "نيوز كورب" انفصلت عن مجموعة "فوكس"، أي أن الشركة المتقدمة بعرض الشراء لم تعد تملك صحفاً بريطانية وبالتالي فليست هناك مشكلة رئيسية في ما يتعلق بالمنافسة.

ومن الأسباب الأخرى، أن الحكومة البريطانية حريصة على تشجيع الاستثمار في البلاد بعد قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقد تصور الصفقة على أنها علامة ثقة في الاقتصاد.

وكانت وكالة (بلومبرغ) الأميركية، نقلت عن مصادر قولها إن قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي شجع مردوخ على التقدم بعرضه الجديد، لأن تكلفة الاستحواذ انخفضت مع انخفاض الجنيه الإسترليني، كما شجعه أيضا فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية.