أطفال سوريون

يعتقد أن قرابة 6 آلاف شخص بينهم مسلحون عالقون في شرقي حلب

ناقشت صحف عربية مستقبل الأزمة في سوريا على ضوء المعارك في مدينة حلب، وعدد من الكتاب ينتقدون اللاعبين الأساسيين في الأزمة.

مرحلة ما بعد حلب

يؤكد عماد سالم في البعث السورية على أن "الأمور ما قبل تحرير حلب ليست كما بعده". ويوضح قائلا: "من الآن وصاعدا لن تكون المفاوضات مع أمريكا ومن يسير في ركبها على تفاصيل صغيرة هنا أم هناك، فعندما تسجل الانتصارات الكبرى تكون التسويات السياسية على حجمها. بعبارة أخرى سينزل هؤلاء عن شجرة المطالب ويسمعون لأول مرة للرأي الآخر من سوريا".

وحسب نديم قطيش في صحيفة الشرق الأوسط، فإن "الأسد باق لفترة طويلة" وهو ما يراه "واحدة من حقائق سوريا ما بعد حلب".

وتتساءل راغدة درغام في الحياة اللندنية: "ماذا بعد معركة حلب وما فعلته بموازين القوى الإقليمية والدولية على وقع انهيار المعايير والأعراف والقوانين الإنسانية؟ روسيا أوضحت منذ البداية أن لا خيار سوى الانتصار في حلب مهما كلّف الأمر حتى ولو تمّ ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. إنما ماذا ستفعل روسيا بانتصارها الملوّث؟ هل جهّزها هذا الإنجاز، وفق ما تراه، للبدء في التفاوض مع الولايات المتحدة على الصفقة الكبرى؟ أم أن هذا مجرد فوز بمعركة وليس كسب حرب، ما يجعل الصفقة بعيدة المنال ويوحي بأن النزيف مستمر في سوريا المفككة؟"

من جانبه، يقول حسين صقر في صحيفة الثورة السورية إن "حلب تلفظ الإرهاب وتنتصر عليه". ويري صقر أن "إحكام السيطرة على مدينة حلب وتنظيفها من رجس الإرهاب بارقة أمل كبيرة لاجتثاث الإرهاب من كامل التراب السوري".

وعلي المنوال ذاته، تقول لميس عودة في الثورة السورية إن "انتصار حلب الاستراتيجي" يعتبر بمثابة "البداية التي ستقلب الموازين في المنطقة كلها، وستحدث انعطافة مفصلية في معادلة الحسم وانتقالاً نوعياً من التحرير إلي الردع واستئصال البؤر الإرهابية من كامل التراب السوري".

انتقادات للأطراف الفاعلة

ووجه العديد من الكتاب سهام انتقادهم للعديد من اللاعبين الرئيسيين في الأزمة السورية.

ويري مشاري الذايدي في الشرق الأوسط أن "المعارضة تتحمل جانبا من المسؤولية عما يحدث في حلب، بسبب كثرة خلافاتها وارتهان بعضهم لأجندات خارجية وتخاذلهم عن العمل الميداني وتغاضيهم عن تسلل التشكيلات المتطرفة لصفوف المعارضة".

ويقول أحمد أبو دوح في العرب العالمية: "لم تعد فصائل المعارضة هي الوسيلة المثلي لتحقيق حلم التخلص من النظام لدى شباب الحارة العاديين في أي من المدن السورية، الذين بدأوا يدركون أن البحث عن وسيلة أخرى لمعارضته هو الحل الأسلم."

ومن جانبه يري عبدالمجيد الزهراني في الوطن السعودية أن "حلب الشرقية أسقطت دون أن تقصد ذلك، الكثير من الأقنعة عن وجوه إعلامية وشخصيات عامة".

ويوجه خيرالله خيرالله في العرب العالمية انتقادات للجانب الغربي بسبب عدم تدخله. ويقول الكاتب: "تبدو حلب بداية وليست نهاية في الصراع على سوريا، الذي كشف أيضا مدى الجبن والعجز الأوروبيين، ومدى الغياب العربي لمصلحة اللاعبين الأربعة: الروسي والإيراني والتركي والإسرائيلي".

كما يحمل الكاتب علي تركيا، قائلا "كان التخلي التركي عن حلب نقطة التحوّل التي أعادت المدينة المدمّرة إلى سيطرة شبيحة النظام والميليشيات المذهبية الداعمة له."

وينتقد صبحي حديد في القدس العربي أوروبا بسبب "عدم قدرتها علي اعتماد سياسية خارجية مستقلة عن الولايات المتحدة".

ووجهت افتتاحية صحيفة الراية القطرية انتقادات مماثلة للمجتمع الدولي لأن "الوضع الكارثي الذي تشهده حلب هو تكريس لحالة الفشل الدولي الذي لازم الأزمة السورية" منذ اندلاعها.

ودعت الصحيفة المجتمع الدولي لأن "ينتصر للحق وللإنسانية ويقف موقفا جادا تجاه ما يحدث في حلب أو يكون مشاركا بصمته في أبشع مجازر العصر".