برلين: تجمع نحو ثلاثة آلاف متظاهر السبت في برلين احتجاجا على الحرب في سوريا وحصار مدنيين علقوا في شرق مدينة حلب، مرددين "اين أنت ايتها الانسانية؟"، بحسب الشرطة فيما شهدت فرنسا تظاهرات مماثلة.

وقال عدد كبير من المشاركين في التظاهرة ان "اطفال حلب يستغيثون بنا" و"حلب غارقة في الدماء والعالم يتفرج"، منتقدين لامبالاة الرأي العام حيال المأساة في المدينة العريقة، العاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا.

وضم تجمع اول نحو 900 شخص بحسب الشرطة ونظمته جمعية غير حكومية. ووسط اجواء باردة، رفع المتظاهرون اعلاما سورية وأضاؤوا شموعا امام الرايشتاغ الكائن في وسط العاصمة الالمانية والذي يضم البوندستاغ، مجلس النواب الالماني.

وفي الوقت ذاته تجمع 1800 شخص في ساحة اخرى كبيرة ببرلين، بحسب الشرطة.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال محمود المزاح، اللاجىء السوري (19 عاما) الذي يتحدر من الرقة، معقل جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية، ووصل الى المانيا قبل سنة، ان "ما يحصل هناك هو اسوأ ما في العالم".

واضاف ان العالم "صامت". وتساءل الشاب الذي شارك مع كثيرين من اللاجئين السوريين في هذه التظاهرة "ماذا يفعل (القادة) الاوروبيون؟. لا شيء ويا للأسف".

وقالت آنا بون التي تقيم في برلين وجاءت للتعبير عن "تضامنها"، "نشعر باننا عاجزون حيال مأساة السوريين وخصوصا المدنيين الذين ارهقهم الجوع، وينتظرون نقلهم من حلب".

واضافت ان "هذا العجز الكبير... هذا الالم (حيال سقوط قتلى)، هو الذي دفعني اليوم للمجيء الى هنا".

وقد فتحت المانيا حتى مستهل 2016 ابوابها للاجئين السوريين. واستقبلت حوالى 600 الف منهم منذ اندلاع الحرب في 2011.

ووصفت المستشارة انغيلا ميركل مرارا عجز المجتمع الدولي عن مساعدة حلب بأنه "عار"، وانتقدت ايضا لامبالاة الالمان الذين كانوا اسرع في النزول الى الشارع للاحتجاج على اتفاقات التبادل الحر.

وفي فرنسا تجمع في ليل (شمال) وستراسبورغ (شرق) نحو 600 شخص فيما نظم تجمعان في مرسيليا (جنوب) امام البلدية.

وشهدت باريس ايضا تظاهرة وقالت التركيتان هلال (25 عاما) وغولسان (26 عاما) اللتان كانتا في التظاهرة "نشعر باننا معنيون بشكل خاص بسوريا والحرب. والغريب ان القوى الدولية لا تتدخل".

وخلال تجمع ليل تم وضع رسائل دعم لسكان حلب على لوحة بيضاء كبيرة على مسافة قريبة من مجسمي رضيعين باكيين للاشارة الى قمع النظام السوري.