وارسو: بدأ الرئيس البولندي اندريه دودا الاحد لقاء رؤساء الاحزاب الممثلة في البرلمان لتهدئة الازمة السياسية التي تفاقمت في نهاية الاسبوع، كما اعلن الناطق باسمه الاحد.

وتجمع آلاف من جديد الاحد في وارسو في اطار سلسلة التظاهرات التي تنظمها المعارضة منذ الجمعة للاحتجاج على تشريعات جديدة تسمح للنواب حصرا بالتحدث الى وسائل الاعلام وضد تبني مشروع الميزانية للعام 2017 في ظروف قالت المعارضة انها غير قانونية.

وتجمع المتظاهرون امام مقر المحكمة الدستورية للتعبير عن شكرهم لرئيسها اندريه جيبلينسكي الذي تنتهي ولايته في 19 ديسمبر. ويمثل جيبلينسكي رمزا لمقاومة سلسلة من القوانين التي تهدف الى اضعاف هذه المؤسسة المكلفة السهر على مطابقة القوانين للدستور.

ويشكل تعيين خلف لجيبلينسكي محور مواجهة بين المحكمة نفسها التي يعارض معظم قضاتها اصلاحات حزب القانون والعدالة الحاكم من جهة، والبرلمان الذي يعتبر المحكمة اداة بيد المعارضة من جهة اخرى، رغم القلق الذي عبّرت عنه مختلف المؤسسات الاوروبية.

وانتقل المتظاهرون بعد ذلك الى مقر البرلمان، حيث ما زال نواب يحتلون قاعته الرئيسة، ومنعت وسائل الاعلام من دخوله الاحد.

وقال الناطق باسم الرئاسة ماريك ماجيروفسكي للشبكة الاخبارية "تي في ان-24" الاحد "من الضروري التوصل الى اتفاق، لانه لا يمكن العمل في نظام لا يمكن للبرلمان اجراء مناقشات فيه".

وبدأ الرئيس البولندي، الذي اقترح السبت القيام بوساطة، لقاء قادة احزاب المعارضة الممثلة في البرلمان. واعلنت بياتا مازوريك الناطقة باسم حزب القانون والعدالة ان الرئيس دودا سيلتقي رئيس الحزب الحاكم ياروسلاف كاتشينسكي الاثنين.

ويقوم البرلمان البولندي، الذي يهيمن عليه المحافظون الشعبويون، بتبني قوانين تدينها المعارضة، معتبرة انها مخالفة للديموقراطية.

وتنظم حركة احتجاجية صفوفها منذ اشهر في البلاد للتصدي لهذه القوانين، التي تقول المعارضة انها تعرض استقلال القضاء ووسائل الاعلام والحريات الفردية للخطر.