عدن: قتل 22 شخصا على الاقل في معارك جديدة شهدتها الاطراف الشمالية لمدينة تعز في جنوب غرب اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، بحسب ما اعلنت الثلاثاء مصادر عسكرية.

وقالت المصادر لوكالة فرانس برس ان المتمردين الحوثيين شنوا هجوما على مواقع القوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وحققوا خلال الساعات الاولى من الهجوم تقدما، غير ان القوات الحكومية سرعان ما استعادت مواقعها بعد وصول تعزيزات.

واشارت الى ان ثمانية من عناصر القوات الحكومية و14 من المتمردين قتلوا في المعارك التي دارت مساء الاثنين عند الاطراف الشمالية لمدينة تعز في جنوب غرب البلاد واستخدمت فيها انواع مختلفة من الاسلحة. وذكرت المصادر ان الهدوء يخيم على تعز والاطراف المحيطة بها منذ صباح الثلاثاء.

وتسيطر القوات الحكومية على تعز، غير ان المتمردين الحوثيين المتحالفين مع المسلحين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح يحاصرون المدينة من ثلاث جهات. وفي مواجهات اخرى، قتل ضابطان في القوات الحكومية وثلاثة متمردين مساء الاثنين في معارك شهدتها مدينة ميدي في محافظة حجة في شمال اليمن، حسبما افاد مصدر عسكري فرانس برس.

ولقيت فتاة تبلغ من العمر 13 عاما حتفها في سقوط قذيفة هاون اطلقها المتمردون على منزل عائلتها في منطقة مريس في محافظة الضالع الجنوبية، وفقا للناشط في حقوق الانسان فواز المريسي.

منذ نحو 20 شهرا، يشهد اليمن نزاعا مسلحا اوقع اكثر من سبعة آلاف قتيل ونحو 37 الف جريح منذ تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اواخر مارس 2015 دعما للرئيس المعترف به دوليا هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم، بحسب الامم المتحدة.

وتسبب النزاع بتدهور الاوضاع الانسانية والصحية بشكل كبير لنحو 26 مليون يمني، وحرم اكثر من ثلثي السكان من الحصول على العناية الطبية اللازمة. وفي اكتوبر، قدم المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ احمد خريطة طريق تهدف الى اعادة اطلاق محادثات السلام بين الاطراف اليمنية والتي توقفت في اغسطس من دون التوصل الى اتفاق بعد ثلاثة اشهر من انطلاقها في الكويت.

ولم يتم الكشف عن فحوى الخطة، الا ان مصادر مطلعة قالت انها تدعو الى اتفاق على تسمية نائب جديد للرئيس بعد انسحاب المتمردين من صنعاء وغيرها من المدن وتسليم اسلحتها الثقيلة الى طرف ثالث. بعد ذلك ينقل هادي السلطة الى نائب الرئيس الذي سيعين رئيسا جديدا للوزراء لتشكيل حكومة يمثل فيها شمال وجنوب البلاد بالتساوي. 

لكن الرئيس اليمني اكد في الخامس من ديسمبر انه لن يسلم الحكم في البلاد الا الى رئيس منتخب ضمن مرحلة انتقالية. وجاء ذلك بعدما اعلن المتمردون انهم شكلوا من جانب واحد "حكومة انقاذ وطني".

في هذا السياق، اكدت دول مجلس التعاون الخليجي الست في بيان اصدرته الاثنين تاييدها لخريطة الطريق المقترحة لاستئناف محادثات السلام، وذلك غداة اجتماع في الرياض للجنة الرباعية لاحلال السلام في اليمن والتي تضم السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة ودولة الامارات العربية المتحدة.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف بن راشد الزياني في البيان ان "المبادرة المقترحة من الامم المتحدة ستكون اساسا لاستئناف المفاوضات من أجل التوصل الى حل سياسي وفق المرجعيات المعتمدة".

واوضح ان دول مجلس التعاون التي تشارك خمس منها في التحالف العربي العسكري "تأمل أن تسفر جهود اللجنة الرباعية عن وقف لإطلاق النار في اليمن، واستئناف مفاوضات السلام، وايصال مساعدات الاغاثة الانسانية للشعب اليمني في كل المحافظات للتخفيف من معاناته".

واصدرت منظمة "العمل ضد الجوع" الثلاثاء بيانا حذرت فيه من تدهور خطير في الوضع الغذائي في اليمن حيث يعاني "462 الف طفل من سوء تغذية تغذية حاد". وكانت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قالت في الاسبوع الماضي ان سوء التغذية والامراض يتسببان بوفاة طفل يمني واحد على الاقل كل عشر دقائق، محذرة من ان 2,2 مليون طفل يحتاجون العناية العاجلة.