برلين: تشتبه النيابة الالمانية في ان يكون منفذ اعتداء برلين الاثنين الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، هو شاب اسلامي تونسي في الرابعة والعشرين من عمره يدعى انيس العامري.

في ما يلي اهم ما توفر من معلومات حتى الان عن الاعتداء والشاحنة المستخدمة فيه.

- تونسي معروف لدى الامن-
صدرت منذ منتصف ليل الاربعاء الى الخميس مذكرة تفتيش في المستوى الاوروبي عن انيس العامري بعد العثور على وثيقة هوية وحافظة ارواقه في قمرة قيادة الشاحنة، بحسب السلطات الالمانية.

هو معروف لدى الشرطة بصلته بالتيار السلفي والاسلامي ومصنف "خطر" ولديه هويات عدة. وتم التبليغ عنه منذ نوفمبر 2016 لدى المركز الالماني لمكافحة الارهاب. وكان موضع تحقيق بتهمة "التحضير لعمل اجرامي خطر يشكل خطرا على الدولة".
ويستخدم القضاء الالماني هذا التعبير لوصف اعتداءات او مشاريع اعتداءات.

وصل العامري الى المانيا في يوليو 2015 وطلب اللجوء ورفض طلبه في يونيو، لكن تونس عطلت اجراء ترحيله بداعي انه ليس من مواطنيها. ومن الصدف الماساوية ان الوثيقة التي كانت تتيح ترحيله الى تونس وصلت الاربعاء الى المانيا.

وبحسب السلطات الالمانية فان العامري "كان كثير التنقل" واقام في منطقة بادي-فيرتيمبورغ (جنوب غرب) وريناني شمال ويستفالي (غرب) ثم اخيرا ببرلين. وخضعت مشاريعه للاعتداء وصلاته بالتيار الاسلامي في المنطقتين الاخيرتين للتحقيق.

وبحسب صحيفة سود دويتشي زيتونغ فان المشتبه به اجرى اتصالات مع مواطن عراقي عمره 32 عاما قدم باعتباره احمد عبد العزيز عبد الله المكنى بـ "ابو ولاء". واوقف هذا الاخير في نوفمبر مع اربعة آخرين بتهمة تشكيل شبكة تجنيد لتنظيم الدولة الاسلامية، بحسب النيابة العامة.

وقال مصدر امني تونسي ان العامري هاجر الى ايطاليا سرا بعد ثورة 2011 قبل ان يتوجه الى المانيا. وقبل العامري اشتبه في مواطن باكستاني في اعتداء الاثنين الذي اوقع 12 قتيلا. وتم توقيفه مساء الاثنين وافرج عنه بعد 24 ساعة.

شاحنة بولندية
افاد البولندي صاحب الشاحنة، ان سائقها الذي يزن 120 كليلوغراما ويبلغ طوله 183 سنتم، وصل الى برلين الاثنين لتسليم شحنة من الصلب تزن 24 طنا جلبها من ايطاليا. الا ان تفريغ الشحنة تأجل الى الثلاثاء ما اجبر السائق على البقاء في برلين، فاوقف شاحنته في منطقة صناعية تقع في شمال غرب العاصمة، حسب صحيفة بيلد.

في الساعة 15:00 تقريبا هاتف بشكل مقتضب زوجته، واتفقا على التحادث مرة ثانية بعد ساعة، وهو الامر الذي لم يحصل. الا ان صاحب الشاحنة افاد بان معطيات جهاز التعقب بالاقمار الاصطناعية (جي بي اس) سجلت تحرك الشاحنة مسافات قصيرة "كما لو أن شخصا كان يتدرب على قيادتها".

واضاف ان الشاحنة غادرت مكان توقفها نحو الساعة 19:40 وقطعت عشرة كيلومترات من شمال غرب العاصمة باتجاه حي مكتظ غرب برلين. هناك هجم السائق بالشاحنة على اشخاص متجمعين في سوق للميلاد في احدى الساحات نحو الساعة 20:00، ما ادى الى مقتل 12 شخصا.

الا ان الشاحنة توقفت بعدما قطعت ما بين 60 و80 مترا، وبدلا من ان تواصل طريقها عبر السوق انحرفت يسارا وصدمت محلا تجاريا، قبل ان تستقر على طريق مجاورة للساحة وتنهي رحلتها الدامية. واثار انحراف الشاحنة هذا تساؤلات.

ووجدت الشرطة السائق البولندي مقتولا برصاصة في المقعد المجاور للسائق في الشاحنة. وقال صاحب الشاحنة بعد ان شاهد صور الجثة ان السائق يحمل "آثار ضرب ما يؤكد وجود عراك. وبدا وجه السائق مدمى ومتورما، وبدت عليه اثار طعن".

وحسب وسائل اعلام المانية فان السائق قد يكون تعرض للخطف واجبر على قيادة الشاحنة باتجاه الحشد قبل ان يقاوم ويتعرض للقتل. كما يمكن ان يكون اجبر على البقاء في مقعد الراكب بعد تهديده بالسلاح فحاول السيطرة على الشاحنة وحرفها عن مسارها القاتل.