بقلم الدكتور عودة ابو ردينة: لدى ريكس تيلرسون رئيس شركة اكسون، الذي من المرجح ان يكون وزير الخارجية الاميركي المقبل إذا صادق مجلس الشيوخ على تعيينه، امكانية ان يكون وزير خارجية قوياً وفاعلا على غرار جيمس بيكر الذي خدم في عهد الرئيس جورج اتش. دبليو. بوش. فان تيلرسون ذكي، ذو علاقات واسعة ومعرفته بشؤون العالم والطاقة والاقتصاد ستجعله أوسع الوزراء اطلاعاً في ادارة ترامب.

حتى الآن لم يتمكن ترامب من نيل تأييد عائلة بوش العلني وهو يعرف ان من دون هذا التأييد فان هناك العديد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذين قد لا يدعمونه بشأن قضايا اساسية. ويحاول ترامب الآن نيل هذا التأييد، ولعل الشخص الوحيد القادر عى اقناع عائلة بوش بدعمه هو ريكس تيلرسون. فان تيلرسون قريب منذ فترة طويلة من عائلة بوش، يدور في فلك العوالم السياسية والخيرية والتجارية نفسها التي يدور آل بوش في فلكها.

ولا يمكن تعيين تيلرسون إلا بمصادقة مجلس الشيوخ التي ستكون صعبة إذا لم يدعم تيلرسون اصدقاء لعائلة بوش مثل ليندسي غراهام عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ساوث كارولاينا وجون كورنين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس وسوزان كولنز عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماين، وآخرين غيرهم.
&

مباركة عائلة بوش

ويمكن تذليل هذه العقبات التي تعترض طريق تيلرسون الى وزارة الخارجية بمباركة تمنحها عائلة بوش. وكان الرئيس السابق جورج دبليو. بوش اتصل بعضو مجلس الشيوخ بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الذي سيقود مصادقة المجلس على تعيين تيلرسون. وبحسب الشيخ كوركر فان بوش كال المديح على تيلرسون. كما اعرب جيب بوش علناً عن تأييده لتعيين تيلرسون، وقدم الوزيران السابقان في ادارة بوش، بوب غيتس (وزير الدفاع في عهد جورج دبليو) وكوندزليزا رايس (وزيرة الخارجية في عهد جورج دبليو) تزكيات حارة من جانبهما ايضاً. وتجدر الاشارة الى ان بوب غيتس هو اصلا الشخص الذي أوصى ترامب بتيلرسون.

وبحسب وكالة اسوشيتد برس فان علاقات قوية تربط تيلرسون بولاية تكساس وصناعة النفط الضخمة فيها، مثله مثل عائلة بوش. إذ كان الرئيسان جورج اتش. دبليو. بوش وجورج دبليو. بوش مدراء شركات نفطية قبل ان يدخلا معترك السياسة. وانضم تيلرسون المولود في ويتشيتا فولز بولاية تكساس، الى شركة اكسون بعد تخرجه من الجامعة مهندس انتاج قبل ان يرتقي صفوف الشركة النفطية العملاقة في طريقه الى منصب الرئيس التنفيذي.
&

علاقة تيلرسون بعائلة بوش

يمكن ان تغور الأواصر بين رجال النفط في تكساس عميقاً كآبارهم النفطية. فهم يشتركون بمواقف سياسية واحدة ويمولون السياسيين أنفسهم ويحضرون حفلات الرقص الخيرية نفسها وكثيرا ما يتكلمون في التجارة بنبرة واحدة. انه نادٍ للثروة ولكنه ثقافة ايضاً.

قال بيتر فيفر الذي عمل في مجلس الأمن القومي في ادارة بوش ولم يؤيد ترامب خلال الحملة الانتخابية "إذا كنتَ عائلة مرموقة في تكساس فالأرجح ان تكون صديقاً لصناعة النفط. وإذا كنت في صناعة النفط فالأرجح ان تكون صديقاً للعائلات المرموقة في تكساس".

تعود علاقة تيلرسون بعائلة بوش الى سنوات الرئيس جورج دبليو. بوش يوم كان حاكم ولاية تكساس على أقل تقدير، بحسب اشخاص يعرفون الرجلين. وتخطت العلاقات مجال السياسة الى العمل الخيري حيث تداخلت بعض جهود اكسون مع مؤسسة بوش، بما في ذلك حول قضايا تمكين المرأة.

أخيراً، لا شك في انه إذا جرت المصادقة على تعيين تيلرسون فانها ستكون بسبب تأييد عائلة بوش. وستبقى عائلة بوش تتمتع بالنفوذ وامكانية الوصول الى ترامب وتيلرسون.

*ترجمة عبد الاله مجيد