حلب

مدينة حلب تعرضت إلى دمار كبير بسبب الغارات الجوية

نشرت صحيفة الغارديان تقريرا تحدثت فيه مع سوريين خرجوا نازحين من مدينة حلب هروبا من المعارك والغارات الجوية التي ألحقت دمارا كبيرا بالمدينة التي كانت مركزا ثقافيا واقتصاديا في سوريا.

وتحدثت إيما غراهام هاريسون مع ثائر الحلبي الذي قال لها إن "حلب التي تركتها مدينة لم يعد فيها إلا الأشباح، وأنا حزين لأنني تركت مدينتي التي هي جزء مني وفي قلبي".

وبحسب التقرير، فقد سجن الحلبي أربع مرات قبل الانتفاضة الشعبية على نظام الرئيس، بشار الأسد، ولم يتردد في الالتحاق بالمعارضة المسلحة التي سيطرت على نصف حلب. ولكن المدينة أصبحت اليوم عنوانا للدمار بعد سنوات من الغارات الجوية.

ويذكر الحلب، في التقرير، أن الحياة في مناطق المعارضة من حلب لم تكن كلها عنفا في السنوات الأولى، فقد كان هناك مجلس للمدينة يشرف على إدارتها، وكانت المدارس مفتوحة والناس يذهبون إلى العمل، ولكن مع احتدام الحرب بدأ عدد القتلى يرتفع والدمار يتوسع فأصبحت حلب عنوانا للوحشية والبراميل المتفجرة التي تلقيها الطائرات على مواقع للمدنيين أحيانا لنشر الموت والهلع بين الناس.

أما سارة فتقول لصحفية الغارديان إن تزايد الخطر دفع بأعداد كبيرة من سكان المدينة إلى مخيمات اللاجئين، وجعل الباقين في المدينة عرضة للمآسي، وتؤكد أن الكثيرين قضوا ليس بالقنابل والأسلحة الأخرى، وإنما بسبب النزوح.

وتشير الكاتبة إلى أن الغارات الجوية على حلب أصبحت أكثر كثافة ودمارا منذ أن انضمت روسيا إلى العمليات العسكرية في سوريا، مستعملة الصوارخ الخارقة للتحصينات والقنابل الفوسفورية وذخائر، فضلا عن البراميل المتفجرة، التي كانت تستعملها القوات السورية من قبل.

وتضيف أن سكان حلب الذين رفضوا من قبل الخروج من مدينتهم في أكثر من فرصة قرروا الهروب هذه المرة، مع تقدم القوات الحكومية، خوفا من السجن والتعذيب أو القتل أو التجنيد القسري، إذا وقعوا تحت سيطرة النظام، فغادروا بأعداد كبيرة لا يحملون شيئا معهم، إلا ملابسهم.

وتقول إيما إن النازحين من حلب إلى إدلب المجاورة يواجهون ندرة في الغذاء والمخيمات، فضلا عن قساوة برد الشتاء في المدينة المعروفة بالثلوج في هذا الفصل، وقد حذرت الأمم المتحدة من تكون إدلب هي "حلب المقبلة"، لأن القوات الموالية للحكومة السورية تركز عليها.

ثمن الحرب

ونشرت صحيفة "آي" مقالا يقول فيه بارتريك كوبرن إن أوروبا تدفع اليوم ثمنا غاليا لحرب أمريكا الكارثية على الإرهاب.

محطة قطارات في ليون الفرنسية

تفجير برلين دفع بعواصم أوروبية إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية

ويرى الكاتب أن الزعماء السياسيين في أوروبا يخطئون مرة أخرى في رد فعلهم على مجزرة عيد الميلاد في برلين، التي قتل فيها 12 شخصا، مثلما أخطأوا في رد فعلهم على هجمات إرهابية سابقة في باريس وبروكسل.

ويقول إنهم يبالغون في التركيز على ثغرات أجهزة الأمن وعجزها عن تحديد هوية المجرم التونسي والقضاء عليه، قبل أن ينفذ عمليته، وتركيزهم قليل جدا على إنهاء الحرب في سوريا والعراق، التي تجعل صد هذه الهجمات مستحيلا.

ويضيف أن عدد المشتبه بهم المحتملين كبير بشكل يجعل مراقبتهم بفاعلية مستحيلة.

ويتعرض المسؤولون الحكوميون للانتقاد، ولكن أي سياسي أو عضو الحكومة يريد الحفاظ على منصبه، لا يمكن أن يقول للناس المعلومة المخيفة التي هي استحالة صد هذه الهجمات عنهم.

ويرى كوبرن أيضا أن وسائل الإعلام وقعت في هيستيريا تصوير أحداث صغيرة على أنها تهديد وجودي، ومنها التغطية المباشرة على مدار الساعة.

فرد الفعل المبالغ فيه من قبل الحكومة أو وسائل الإعلام يخدم أهداف الإرهابيين الذين يسعون إلى نشر الخوف واستعراض قوتهم، ولكن أكبر إنجاز يمكن أن يحققوه هو أن يثيروا رد فعل يأتي على الأخضر واليابس.

بوتين والتحديات

ونشرت صحيفة التايمز مقالا يتحدث عن التحديات التي تواجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في السنوات المقبلة.

فلاديمير بوتين

فلاديمير بوتين ركز في مؤتمره الصحفي على الجانب الاقتصادي

وتقول الصحيفة إن بوتين حاول، في مؤتمر صحفي بعد سيطرة القوات الحكومية على حلب، أن يظهر بمظهر القائد الذي سيخرج بلاده من أزمتها، عندما قال إن "هدفي هو رفاهية روسيا"، ليطمئن أمة ليست مهووسة بالإنجازات العسكرية، ولكنها ستتأثر مستقبلا بما يفعله في سوريا.

وتضيف أن الواقع يثبت أن روسيا تتقهقر عن الدول الأخرى، بينما بوتين يجعل العالم أكثر خطورة بتدخله في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

وترى أن بوتين يقيس قوة روسيا العالمية بمقياس الانجازات العسكرية، ولذلك فإنه سيبقى على برنامجه الباهظ التكاليف والمتعلق بنشر القوات، وسيفعل ذلك بينما يتوقع انكماش اقتصاد البلاد بنسبة 0،6 في المئة هذا العام، بعد تراجعه عام 2015 بنسبة 3،8 في المئة.

وبدأ الرئيس الروسي مؤتمره الصحفي بالاقتصاد وليس القضايا الدولية، حسب الصحيفة، لأن العام المقبل مهم جدا في علاقة الحكومة الروسية بالشعب، لأنه يصادف ذكرى الثورة البلشفية عام 1917، وعلى الحكومة في هذه المناسبة أن تثبت أن روسيا أمامها مستقبل مزدهر، وليس فقط نشر الدبابات.

كما سيواجه بوتين عام 2018 انتخابات رئاسية أخرى، وعليه فإن المطلوب ليس تجميل صورة الاقتصاد، بل لابد أن يشعر الناخبون بالنمو الاقتصادي الفعلي.

وتدعو الصحيفة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى الإبقاء على العقوبات ضد روسيا، التي ستحتاج إلى تمويلا غربيا لمصارفها ورفع القيود على شركاتها النفطية.