الرباط: توقعت مصادر حزبية متطابقة لـ"إيلاف المغرب" ان يزيد الاحتكاك بين حزب الاستقلال ووزارة الخارجية من عمق الهوة بين" الاستقلال" والتجمع الوطني للأحرار، خصوصا وأن حقيبة الخارجية يتولاها صلاح الدين مزوار، الرئيس السابق للتجمع.

يذكر انه من أبرز أسباب تعثر مفاوضات تشكيل الغالبية الحكومية الخلاف بين ابن كيران وأخنوش حول مشاركة "الاستقلال "في الحكومة. 

وبينما جددت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في البيان الصادر عن اجتماعها مساء الإثنين "التأكيد على قرار المشاركة في الحكومة المقبلة"، داعية إلى "تشكيل حكومة منسجمة تنهض بالتحديات التي تواجه المغرب، وخاصة على مستوى صيانة الوحدة الترابية وتعزيز المسار الديمقراطي للبلاد"، أصدر حزب التجمع الوطني للأحرار بيانا عقب اجتماع أخنوش مع ابن كيران استنكر فيه تصريحات شباط بخصوص موريتانيا، داعيا "الشعب والحكومة الموريتانيين لعدم الاكتراث بمثل هذه التصريحات التي لا تعبر إلا عن رأي أصحابها".

واشار بيان الأحرار إلى أنه "لمن المقلق أن تصدر تصريحات غير مسؤولة عن زعيم حزب مغربي في حق بلد جار"، معلنا عن توجس الحزب "من الانعكاسات السلبية لمثل هذه التصريحات اللامسؤولة على مسار ملف قضيتنا الوطنية الأولى" ، في إشارة إلى قضية الصحراء.

وأكد البيان "أن الالتزام ببناء اتحاد مغاربي كخيار استراتيجي وضمنه الشقيقة موريتانيا التزام دستوري لكل المغاربة".

كما أوضح بيان الأحرار "أن تزامن هذه التصريحات مع عزم المغرب العودة إلى أسرته الافريقية تخدم أجندة خصوم القضية الوطنية"، مشيرا إلى أن المفترض في الأحزاب السياسية المغربية في هذا السياق "أن تبدي اتزانا في مواقفها حول القضايا الاستراتيجية التي تمس بلادنا، وأن تلعب دورا محوريا في تقريب وجهات النظر لا تغدية التوتر عبر إطلاق تصريحات لا يمكن الا ان تكون عواقبها مؤسفة كما تتبعنا جميعا".

وأضاف "إنه لمن غير المعقول أن يتم التشويش على عمل مؤسسات وهيئات الدولة التي تعمل بشكل جاد على الحفاظ على روابط حسن الجوار بسبب تصريحات غير معقولة لا تراعي الدور الذي من المفترض أن تلعبه الأحزاب السياسية وقادتها على الخصوص".

وفي ختام بيانه جدد حزب التجمع الوطني للأحرار "تأكيده على أهمية الروابط التاريخية التي تجمع المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية ودعوته للحوار والنقاش الرزين وعدم الانجرار وراء تصريحات غير معقولة لا تمثل الموقف الرسمي المغربي الذي لطالما تبنى سياسة حسن الجوار مع جميع دول المنطقة".