لندن: توصلت دراسة جديدة إلى أنّ العولمة كانت كارثة صحية صنعت جيلا من الأشخاص الذين يستهلكون قليلا من الطاقة كل يوم بحيث لم يعودوا بحاجة إلى تناول العدد نفسه من السعرات التي كان آباؤهم يتناولونها.&

واثبتت الدراسة التي اجرتها كلية لندن للاقتصاد بتحليل بيانات تغطي 30 عاماً ان ازمة البدانة مدفوعة من حيث الأساس بأنماط الحياة الحديثة التي تتيح لنا الترابط في ما بيننا ومع الآخرين بحيث نادرا ما نحتاج إلى مغادرة مكاتبنا أو ارائكنا للعمل أو التخالط الاجتماعي في الخارج أو التسوق.&

ويعني هذا ان الوجبات التقليدية التي تعدها امهاتنا في البيت تحوي من السعرات أكثر بكثير مما يحتاجه جيل قليل الحركة اليوم.&

كما تسبب هبوط اسعار المواد الغذائية في توفير سعرات غير محدودة لغالبية الأشخاص ولكن نمط حياتهم يحول دون حرقها بالنشاط البدني والحركة. كما ان وضع الترفيه والتسلية في متناول الجميع من خلال التلفزيون والهواتف الذكية والكومبيوترات الشخصية أدى إلى الاستغناء عن هوايات ونشاطات تقليدية عديدة.&

ويُلاحظ ان السعرات التي يُنصح بها حُددت منذ الحرب العالمية الأولى بنحو 2500 سعرة للرجل و2000 سعرة للمرأة حين كان الأشخاص يتحركون أكثر بكثير في حياتهم اليومية. ولكن الدراسة الجديدة ترى ان هذا العدد قد يكون مرتفعاً اليوم ويقول باحثون ان على الأشخاص ان يكفوا عن الأكل كما علّمهم آباؤهم وامهاتهم.&

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الدكتورة جون كوستا فونت التي شاركت في الدراسة "ان الحياة في القرن الحادي والعشرين تعني التوجه يومياً إلى وظيفة مكتبية وثلاث أو اربع وجبات في اليوم مؤدية بكثير من الأشخاص إلى تناول سعرات أكثر مما يتطلبه نمط حياتهم".&

واضافت الدكتورة كوستا فونت "نحن ما زلنا نأكل كما كان يأكل آباؤنا أو اكثر ولكننا لا نتحرك كما كانوا يتحركون. ولم يعد على الأشخاص ان يتزاوروا في ما بينهم للتحادث وجهاً إلى وجه بل يستطيعون ان يفعلوا ذلك بكل بساطة عن طريق سكايب. ونحن نستخدم السيارة أو الحافلة أو قطار الانفاق بدلا من المشي".&
&
وأكدت كوستا فونت ان السعرات التي يُنصح بتناولها يومياً ستكون مناسبة جداً لو كان الأشخاص نشيطين كما كانوا قبل 30 عاماً ولكن من الصعب ان نغير عاداتنا في الأكل كما ورثناها من اهلنا داعية إلى تقليل كمية الغذاء الذي نستهلكه وتحديد حجم الزيادة في الأكل لتقليل عدد السعرات على اساسه.&

وركزت الدراسة على العلاقة بين العولمة والبدانة بقياس نوعين من العولمة هي الاقتصادية التي تؤدي إلى هبوط اسعار الأغذية وزيادة التجارة، والعولمة الاجتماعية التي افضت إلى الاكثار من الجلوس.&

تناولت دراسة كلية لندن للاقتصاد 26 بلداً بينها بريطانيا خلال الفترة الواقعة بين 1989 و2005 حين تصاعدت وتيرة العولمة في بلدان عديدة وارتفعت معدلات البدانة بوتائر متسارعة.&

واكتشف الباحثون وجود علاقة بين العولمة والبدانة. وكانت زيادة العولمة بالمعايير المتعارف عليها مسؤولة عن زيادة البدانة بنسبة 23.8 في المئة وزيادة تناول السعرات بنسبة 4.3 في المئة بين السكان.&

وخلص الباحثون إلى أنّ على الأشخاص تعديل نظامهم الغذائي لتناول السعرات التي تتناسب مع متطلبات نمط الحياة المعولم للمساعدة في خفض مستويات البدانة وعدد ذوي الوزن الزائد في العالم.&

وقال البروفيسور بول دوبسون من جامعة ايست انغليا البريطانية ان انخفاض معدلات حرق السعرات بسبب نمط الحياة الحديث الذي يتسم بكثرة الجلوس ناجم، من بين اسباب اخرى، عن الاقتصاد الخدمي وتناقص العمل اليدوي وتزايد الاعتماد على السيارة في التنقل بدلا من المشي والاختراعات التكنولوجية التي اسفرت عن قلة النشاط البدني.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:&

http://www.telegraph.co.uk/news/2016/12/26/meals-parents-made-now-calorific-modern-lifestyles/
&

&