القدس: وافقت اسرائيل الاربعاء على تشييد مبنى للمستوطنين من اربعة طوابق في حي سلوان الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، بعد ساعات من قرارها ارجاء مناقشات بحث اصدار مئات التراخيص لوحدات استيطانية تجنبا لمزيد من التوتر مع واشنطن.

واعلنت منظمة "عير عاميم" المناهضة للاستيطان انه بعد ساعات على قيام لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس بارجاء النظر في اصدار تراخيص لبناء 500 وحدة استيطانية في القدس الشرقية، فانها وافقت على تشييد مبنى في قلب حي سلوان الفلسطيني المكتظ.

وبحسب المنظمة، فان حركة "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية المتطرفة التي تدعو الى الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة، قدمت طلب البناء. يأتي هذا الاعلان قبيل خطاب وزير الخارجية الاميركي جون كيري حول رؤيته للسلام بين الدولة العبرية والفلسطينيين.&

وكان حنان روبين وهو عضو في البلدية وعضو في لجنة التخطيط والبناء التي كان من المقرر ان تبحث اصدار التراخيص اكد صباح الاربعاء لوكالة فرانس برس "ابلغنا رئيس اللجنة انه تم سحب (مناقشة اصدار التراخيص من البرنامج) بطلب من رئيس الوزراء(بنيامين نتانياهو) من اجل ان نتجنب خلافا مع الحكومة الاميركية قبل خطاب (وزير الخارجية الاميركي جون) كيري الليلة".

وذكر روبين ان اللجنة كانت ستقوم بالتصويت على اصدار تراخيص بناء 492 وحدة استيطانية في حي رمات شلومو وحي رموت الاستيطانيين في القدس الشرقية المحتلة. واضاف انه سيتم طرح هذه المخططات للتصويت في وقت لاحق لم يحدد بعد. ورفض المتحدث باسم نتانياهو الادلاء باي تعليق. وكان مجلس الامن الدولي تبنى الجمعة قرارا يدين الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وللمرة الاولى منذ 1979، لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بينما كانت تساند اسرائيل في هذا الملف البالغ الحساسية. وقد سمح امتناعها عن التصويت باقرار النص. ويطالب النص اسرائيل بأن "توقف فورا وعلى نحو كامل جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية" ويؤكد ان المستوطنات "ليست لها شرعية قانونية".

واتهمت اسرائيل الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك اوباما بـ "التآمر" على اسرائيل في مجلس الامن. بينما اكد الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الاربعاء في تغريدة على موقع تويتر انه "لا يمكننا الاستمرار بالسماح بمعاملة اسرائيل بازدراء تام وعدم احترام. كان لديهم صديق كبير في الولايات المتحدة ولكن...".

واضاف في تغريدة اخرى "ليس بعد الآن. بداية النهاية كانت الاتفاق الرهيب مع ايران والان هذا (الامم المتحدة)! اسرائيل ابقي قوية، 20 من يناير يقترب بسرعة" في اشارة الى موعد تسلمه رسميا مهام الرئاسة. ورد نتانياهو على ترامب في تغريدة شاكرا اياه على بادرته، وكتب "الرئيس المنتخب ترامب، شكرا لك على صداقتك الحارة ودعمك الواضح لاسرائيل!".

رؤية كيري للسلام
ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات غير قانونية سواء أقيمت بموافقة الحكومة الاسرائيلية او لا. ويعتبر الاستيطان العائق الاول امام عملية السلام. والولايات المتحدة اهم حليفة لاسرائيل، عملت تقليديا كدرع دبلوماسية للدولة العبرية.&

لكنها تشعر بخيبة امل بعد سنوات من الجهود الدبلوماسية غير المثمرة. وبررت واشنطن امتناعها عن التصويت بتأثير الاستيطان على مساعي السلام في الشرق الاوسط. ولا يزال حل الدولتين هدف عجزت اجيال متتالية من الدبلوماسيين الاميركيين عن تحقيقه.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر للصحافيين "نحن لم نتخل عن (عملية السلام) وأعتقد أن الإسرائيليين والفلسطينيين يجب ألا يتخلوا عنها ايضا". المفاوضات بين ادارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة نتانياهو معلقة منذ ابريل 2014.

ويتخوف المسؤولون الاسرائيليون من ان القرار في مجلس الامن الدولي سيؤدي الى تسهيل الملاحقات في المحكمة الجنائية الدولية بالاضافة الى فرض عقوبات على بضائع المستوطنات. واتخذت اسرائيل سلسلة اجراءات دبلوماسية كرد على التصويت لصالح القرار. واعلنت الخارجية الاسرائيلية الثلاثاء ان الدولة العبرية ستقوم بـ "تقليص" علاقاتها مع الدول التي صوتت لصالح القرار الدولي.

من جانبه، رحب وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في زيارة قام بها الاربعاء الى رام الله التقى خلالها عباس بقرار مجلس الامن، واصفا اياه بـ"التاريخي". وقال جودة في مؤتمر مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي "قبل ايام، شاهدنا لحظة تاريخية بتبني مجلس الأمن للقرار التاريخي الذي يحرم الاستيطان ويعتبره مخالفا للقانون الدولي".

وبحسب جودة فان "هذا من أهم القرارات التي اتخذها مجلس الامن عبر تاريخ القضية الفلسطينية (..) هذا القرار أكد ويؤكد حل الدولتين وضرورة المضي بحل الدولتين لأن هذا الحل هو الذي سيضمن الهدف الذي نصبو اليه جميعا وهو اقامة الدولة الفلسطينية".

يعيش اليوم في الضفة الغربية المحتلة 2,6 مليون فلسطيني وحوالى 430 الف مستوطن اسرائيلي. ويعيش اكثر من مئتي الف اسرائيلي الى جانب 300 الف فلسطيني في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل في 1967 واعلنتها في 1980 "عاصمة ابدية موحدة" لها.
&