نيقوسيا: قال الاردن ومصر الخميس ان خطاب وزير الخارجية الاميركي جون كيري حول حل النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين "ينسجم" مع رؤيتهما بينما عبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن غضبه بعدما رأى فيه "انحيازا" ضد الدولة العبرية.

وبعد دقائق فقط من كلمة كيري الذي عرض رؤية ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما حول الشرق الاوسط، دان نتانياهو الخطاب واكد انه "منحاز ضد اسرائيل". وحمل بعنف على وزير الخارجية الاميركي ووصفه بانه "مهووس" بقضية المستوطنات الاسرائيلية.

من جهتها، اكدت الحكومة الاردنية ان رؤية وزير الخارجية الاميركي لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني "تنسجم" مع الموقف الاردني "الثابت والمعلن" لحل القضية الفلسطينية. واضافت ان "إعادة التأكيد على حل الدولتين، ووقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية، وحل قضايا القدس واللاجئين تشكل أساساً ثابتاً لعملية السلام".

وأعلنت مصر الخميس أنها تدعم الرؤية التي طرحها كيري معتبرة أنها "تنسجم في معظم جوانبها مع التوافق الدولي والرؤية المصرية".

 وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكد بعد كلمة كيري ان القيادة الفلسطينية مستعدة لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل في حال وافقت على وقف الاستيطان.

وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة التي تشهد مرحلة انتقالية بين ادارتين، واسرائيل من جديد منذ تبني قرار في مجلس الامن الدولي يدين الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية.

قال كيري الاربعاء ان تبني هذا القرار الذي لم تستخدم واشنطن حق النقض (الفيتو) ضده -- للمرة الاولى منذ 1979 -- "يهدف الى حماية حل الدولتين" الذي يواجه "تهديدا خطيرا".

واضاف وزير الخارجية الاميركي "اذا كان الخيار هو دولة واحدة فان اسرائيل يمكن ان تكون اما يهودية او ديموقراطية -- لا يمكنها ان تكون الاثنين معا ولن يكون هناك سلام فعليا". وتابع "كيف يمكن لاسرائيل ان توفق بين احتلالها الدائم ومثلها الديموقراطية؟".

واكد ان هاتين الدولتين يجب ان تتبعا حدود 1967 -- قبل حرب حزيران/يونيو من ذلك العام -- عبر القيام بعمليات "تبادل اراض متساوية" بموافقة الطرفين.

واضاف ان اسرائيل سيعترف بها عندئذ ك"دولة يهودية" والقدس عاصمة للدولتين.

"هوس"

قال نتانياهو بعد ذلك انه "لاكثر من ساعة، تعامل (كيري) بهوس مع (مسألة) المستوطنات وبالكاد تطرق الى جذور النزاع وهي معارضة الفلسطينيين لدولة يهودية ايا تكن حدودها".

وبعدما اكد انه "لسنا مضطرين لتلقي دروسا من قادة اجانب"، انتقد نتانياهو كيري لانه "قلق بشأن المستوطنات بدلا من الارهاب" كما اتهمه بانه "بالكاد ندد بالارهاب". وعبر نتانياهو عن الامل في الا تتسبب ادارة الرئيس باراك اوباما "باضرار اضافية في الامم المتحدة".

من جهته، اعتبر زعيم المعارضة العمالية الاسرائيلية اسحق هرتسوغ ان خطاب كيري "يعبر عن قلق حقيقي على أمن إسرائيل ومستقبلها"، بينما شبهت زيهافا غال-اون زعيمة حزب ميرتس اليساري، السياسة الاستيطانية ب"العبوة الناسفة التي لا يمكنها سوى تخريب أي اتفاق بشأن حل الدولتين".

اما منظمة السلام الان الاسرائيلية غير الحكومية المعارضة للاستيطان، فقد دعت في بيان نتانياهو الى تبني "الثوابت" التي قدمها كيري للتوصل الى السلام. وقالت "على نتانياهو اليوم تبني الثوابت التي قدمها كيري بدلا من الاستسلام للقوى الاكثر تطرفا في تحالفه".

واضافت "عليه تجميد التوسع الاستيطاني والغاء القانون الذي يشرع المستوطنات المبنية على اراض خاصة فلسطينية"، في اشارة الى مشروع قرار مطروح في الكنيست يشرع اربعة الاف مسكن في مستوطنات اسرائيلية في الضفة الغربية على اراض خاصة يملكها فلسطينيون.

ترامب غاضب ايضا

قال عباس انه يواصل تعاونه الوثيق مع فرنسا بهدف انجاح المؤتمر الدولي حول الشرق الاوسط الذي سيعقد في 15 يناير المقبل. ويفترض ان يؤكد هذا المؤتمر مجددا دعم الاسرة الدولية لحل الدولتين.

وقد اشاد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت بخطاب نظيره الاميركي الذي كان دافع عن "حل الدولتين اسرائيل وفلسطين". وقال في بيان "ارحب بالخطاب الواضح والشجاع والملتزم لجون كيري لصالح السلام في الشرق الاوسط وحل الدولتين اسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامن".

اراد كيري بكلمته الاربعاء ان يترك بصمة على عملية سلام بذل جهودا كبيرة من اجلها لكنه دافع في الوقت نفسه عن سياسة يبدو ان الادارة المقبلة ليست مستعدة لاتباعها.

وقبل الخطاب تماما، عبر ترامب عن دعمه للدولة العبرية التي تعامل "بازدراء كامل". وقال ان الاسرائيليين "كانوا معتادين على وجود صديق كبير في الولايات المتحدة، لكن الامر لم يعد كذلك".

واضاف ان "بداية النهاية كانت الاتفاق السيء مع ايران (حول النووي)، والآن (قرار الامم المتحدة). ابقي قوية يا اسرائيل، العشرين من يناير قريب جدا".