مع الاستعدادات الجارية لعقد محادثات بين الفرقاء اليمنيين في الاردن، طرحت حركة سياسية يمنية مشروعًا للسلام في البلاد يقضي بإنشاء منطقة عسكرية تحت رعاية قوات دولية من الأمم المتحدة ودول الخليج العربي، ومطالبة جميع "الميليشيات" المسلحة والأفراد ورجال القبائل بتسليم جميع الأسلحة والمعدات العسكرية الخفيفة والثقيلة وإعلان حكومة جديدة وحل جميع الأحزاب السياسية.

«إيلاف» من لندن: تقدمت حركة «معاً من أجل يمن أفضل» بمشروع لإنهاء الحرب في اليمن الى ممثل الأمم المتحدة في البلاد إسماعيل ولد الشيخ، والى قيادات دول التحالف العربي بقيادة السعودية، استناداً الى الفصل السابع من قرار مجلس الأمن الخاص باليمن.

وابلغ رئيس الحركة همدان الهمداني «إيلاف» أن مشروع السلام يهدف الى تحقيق السلام الشامل ووقف جميع أشكال المواجهات المسلحة&وإنهاء الحرب في البلاد، واصفًا المبادرة بأنها وثيقة وطنية لإنهاء الأزمة اليمنية. ودعا أبناء اليمن الى تغليب الحكمة والوطنية وحب اليمن على ما سواها من المصالح الداخلية والخارجية، التي أوصلت البلاد الى الحالة الصعبة التي تعيشها حاليا.

وكان وزراء خارجية الرباعية الخاصة باليمن، الولايات المتحدة&وبريطانيا والسعودية والامارات بمشاركة عُمان، قد اجروا خلال اجتماعهم في الرياض في 19 من الشهر الحالي &تعديلات طفيفة على خطة السلام الأممية، وأقروا استضافة الأردن للجولة المقبلة لمباحثات السلام قريبًا.

منطقة عسكرية

ويرتكز مشروع السلام، الذي حصلت «إيلاف» على نصه، على إنشاء منطقة عسكرية تحت رعاية قوات دولية من الأمم المتحدة ودول الخليج في صحراء حضرموت، ومطالبة جميع "الميليشيات" المسلحة دون إستثناء والأفراد ورجال القبائل بتسليم جميع الأسلحة والمعدات العسكرية الخفيفة والثقيلة للمعسكر. (يتم حصر وتسجيل الأسلحة الفردية للأفراد ورجال القبائل كأمانة، وتتم إعادتها بعد عام من تاريخ التسليم اذا استتبّ الأمن في البلد).&

ويؤكد على ضرورة مطالبة جيش الشرعية بتسليم جميع معداته وآلياته العسكرية الثقيلة لمعسكر المنطقة العسكرية، والإبقاء على الأسلحة الخفيفة فقط لحفظ الأمن مع الأخذ في الإعتبار بتغيّر جميع القيادات وضباط الالوية والكتائب.&ويوضح انه بعد إنهاء المرحلة الأولى من جمع الأسلحة، يتم تشكيل جيش وطني وتدريبه خلال العام الاول على ان لا يتم تسليم القيادة فيه لأي ضابط شارك في الحرب الحالية أو حروب داخلية سابقاً، ويتم تسليم السلاح في المرحلة الثانية الى قوات الجيش ‏الوطني، ويتم توزيعه في معسكرات بعيدة عن المدن والقرى السكنية، ويكون تحت مراقبة قوات حفظ السلام في صحراء حضرموت ومأرب.

حكومة جديدة

ويشير الى انه يتم الإعلان عن حكومة جديدة من أبناء اليمن المغتربين من أصحاب الفكر النير والسمعة الطيبة&(على شرط& لم يسبق لأحد منهم ان عمل في عمل أو مهمة حكومية سابقاً). كما تتم مطالبة كل من علي عبد الله صالح والحوثي وهادي وعلي محسن والزنداني وأبناء الأحمر وجميع أفراد عائلاتهم السياسيين والعسكريين، وكل من شارك في حكومة علي عبد الله صالح أو هادي من وزراء ومسؤولين بالخروج من اليمن فوراً خلال أسبوع من الموافقة على المسودة، ولا يسمح لهم بالعودة الى اليمن الا بعد ثلاث الى خمس سنوات، حسب تقدير الحكومة الوطنية الجديدة&(ومن يرفض يتم وضع إسمه وإسم أفراد عائلته في قائمة الارهاب والحجر على أموالهم في البنوك وأملاكهم الداخلية والخارجية).

حل جميع الاحزاب

ويؤكد المشروع على ضرورة منع دخول أي مواطن غير يمني لليمن لمدة عام، حتى يتم ترتيب الأوضاع الداخلية للبلد (بإستثناء من تستدعيهم الدولة كخبراء أو أطباء أو مهندسين أو للإستفادة منهم في إعادة الإعمار).. وكذلك إلغاء وحل جميع الأحزاب السياسية في اليمن، ومنع أي قيادات حزبية بتشكيل أو الإشتراك بإنشاء حزب سياسي.&

وينص على إجراء تخفيظ موقت لجميع بعثات سفارات اليمن بالخارج. مع تغيّر جميع موظفين السفارات من دون استثناء.. ودعوة الشعب اليمني بجميع أطيافه للمشاركة في ازالة آثار الحرب من الشوارع والأحياء والمدن والقرى والمساهمة بالعمل تطوعاً مع الدولة في اعادة الإعمار وعودة الحياة لطبيعتها (على ان تتكفل الدولة بصرف المواد التموينية لكل أسرة شهرياً حتى يتم توظيف معيلها رسمياً).

موقف من الرافضين

ويطالب مشروع السلام بإقامة الحجة على الفئة والجماعات التي ترفض القبول بنقاط المشروع، ويتم إدراجها دولياً في قائمة الجماعات الإرهابية ومطاردة جميع أفرادها والحجز عليهم.&ويؤكد على ضرورة التزام الأمم المتحدة بإعلان تشكيل قوات دولية لخوض الحرب ضد الفئة الباغية بعد ان تكون قد قامت الحجة عليها. وإنشاء محكمة جرائم الحرب التي إرتكبها افراد وقوات الفئة الباغية.&

وأكدت حركة «معاً من أجل يمن أفضل» رفضها لعدم محاسبة كل مجرمي الحرب وكل من شارك في ما وصلت اليه اليمن وشعبها من حالة يرثى لها .. واستدركت بالقول، لكن هذا الرفض الذي يتشارك فيه جميع اليمنيين لن ينهي الأزمة فوراً&وإنما يطيلها ويزيدها اشتعالاً.&واوضحت انها طرحت هذا المشروع من دون وضع أي نقطة عن محاكمة مجرمي الحرب حتى لا تكون سبباً لطرف من الأطراف بإتخاذها حجة لرفضه.&ودعت الشعب اليمني الى «تغليب الحكمة والإيمان وحب اليمن على ما سواها من المصالح الداخلية والخارجية التي أوصلته الى ما هو فيه اليوم.&

ويذكر ان حركة «معاً من أجل يمن أفضل» تنشط من لندن مقرها الحالي، حيث تأسست عام 2014، وهي تضم يمنيين معارضين لسلطة الحوثي - صالح، والتدخلات الايرانية في دول المنطقة، وداعمين للتحالف العربي وعملياته في اليمن، وعادة ما تنظم مؤتمرات وتظاهرات استنكار لدعم ايران للحوثيين امام السفارة الايرانية في لندن، واخرى امام السفارة السعودية تأييدًا للتحالف العربي، اضافة الى تنظيم وقفات ضد ارهاب سلطة الحوثي -&صالح امام مكتب رئيس الوزراء البريطاني.

كما يشارك ناشطو الحركة في المؤتمرات التي تعقدها منظمات دولية حقوقية وأخرى يمنية في لندن، حول ما تسميها جرائم التحالف العربي ضد المدنيين اليمنيين، ويقوم ناشطوها بمداخلات تفند هذه الإدعاءات وتفضح ممارسات الحوثيين، ويوزعون صوراً ومنشورات تؤكد ممارسات سلطة الحوثيين ضد اليمنيين.