تشير الأجواء في سوريا إلى أن اتفاق وقف النار في شتى أنحاء البلاد بين القوات الحكومية وجماعات المعارضة المسلحة صامد.

ولكن هناك تقارير عن وقوع اشتباكات متفرقة منذ بدء سريان الاتفاق الذي تم بوساطة روسية وتركية في منتصف ليل الخميس الجمعة بالتوقيت المحلي.

وتشمل الهدنة الكثير من جماعات المعارضة المسلحة، ولكنها لا تشمل الجماعات المسلحة الاسلامية المتشددة مثل ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.

وإذا صمدت الهدنة، بالرغم من اشتباكات متفرقة، فمن المزمع أن تبدأ مباحثات السلام في كازاخستان في غضون شهر.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن معظم أرجاء سوريا كانت هادئة ليلة أمس. ولكنه أورد تقارير عن "اشتباكات عنيفة" مسلحي المعارضة والقوات الحكومية في محافظة حماة الشمالية.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لفرانس برس "تسعى جماعات مسلحة صغيرة ومسلحون موالون للنظام إلى تدمير الهدنة لأن استمرارها يعني نهاية وجودهم".

وقال سكان منطقة الغوطة الواقعة شرقي دمشق إنهم سمعوا إطلاق نار بعد أقل من ساعتين من بدء تطبيق الهدنة. ووردت تقارير منفصلة في إدلب شمال غرب سوريا.

ويعتقد أن 300 ألف شخص قتلوا في الحرب التي تبعت انتفاضة مارس/آذار 2011 ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

ولجأ نحو اربعة ملايين سوري إلى دول مجاورة أو أوروبا.

هل ستصمد الهدنة؟

قالت روسيا إن الأسد ملتزم باتفاق الهدنة

قالت روسيا إن الأسد ملتزم باتفاق الهدنة

 

وتبدو المؤشرات الدبلوماسية مشجعة، كما أن جماعات المعارضة المسلحة ترى أن الهدنة قد تنجح.

ولكن مبادرات وقف إطلاق النار في الأعوام الماضية انهارت سريعا.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه توجد "فرصة حقيقية للتوصل لتسوية سياسية لإنهاء العنف وبناء مستقبل للبلاد".

وقد تساعد الخسائر التي منيت بها المعارضة المسلحة في استمرار الهدنة.

وأقرت الهيئة العليا للمفاوضات، المظلة التي تمثل فصائل المعارضة السياسية والمعارضة المسلحة في سوريا، أنه نظرا لأن المعارضة المسلحة لديها "موارد محدودة"، فإنه "من غير الممكن الاستمرار" في القتال.

من الذين تشملهم الهدنة؟

مسلحو المعارضة شمالي محافظة حلب

مسلحو المعارضة شمالي محافظة حلب

 

يشمل جانب الحكومة السورية: الجيش النظامي والفصائل الموالية له، والجيش الروسي. أما الجانب الآخر فيشمل: الجيش السوري الحر، وهو تحالف فضفاض لجماعات المعارضة المعتدلة، إضافة إلى جماعات أخرى في الهيئة العليا للمفاوضات.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن سبع جماعات من جماعات المعارضة المسلحة تشارك في الهدنة، وهي: فيلق الشام، أحرار الشام، جيش الإسلام، ثوار الشام، جيش المجاهدين، جيش إدلب والجبهة الشامية.

وتعد جماعتا أحرار الشام وجيش الإسلام، الأبرز في تلك القائمة ولكنهما لا تنضويان تحت الجيش السوري الحر.

وفي إشارة إلى حالة البلبلة في النزاع السوري، نقلت رويترز عن متحدث باسم أحرار الشام قوله إن الجماعة لديها تحفظات ولم توقع على الاتفاق.

من لا تشملهم الهدنة؟

لا تشمل الهدنة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية و"الجماعات المتحالفة معه"، حسبما أكد الجيش السوري.

ولا تشمل الهدنة ايضا جبهة فتح الشام (المعروفة سابقا بجبهة النصرة). ولكن بعض المسؤولين في جماعات المعارضة المسلحة قالوا لرويترز إن اتفاق الهدنة يشملها، مشيرا إلى ما قد يمثله ذلك من تعقيد مستقبلا.

ويرجع ذلك إلى جبهة فتح الشام لها صلات قوية في إدلب بجماعات مسلحة تشارك في الهدنة.

وقال الجيش السوري الحر أيضا أن الهدنة لا تشمل وحدات حماية الشعب الكردي.

وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردي، مع جماعات كردية اخرى، على مساحات واسعة شمالي سوريا قرابة الحدود مع تركيا. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردي جماعة إرهابية.

ما هي شروط الهدنة وما المناطق التي تشملها؟

تشمل الهدنة جميع أرجاء سوريا اسميا، على الرغم أنها فعليا لا تشمل سوى المناطق التي توجد فيها الأطراف الموقعة.

وبالنظر لخريطة سوريا، يتضح أن مناطق واسعة من البلاد واقعة تحت سيطرة الجماعات المسلحة الإسلامية المتشددة ووحدات حماية الشعب الكردي.

واحدة من المناطق التي يشملها الاتفاق هي غوطة دمشق التي تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة، وهي منطقة أحرزت فيها القوات الحكومية السورية تقدما في الأشهر الأخيرة.

ووفقا لبنود الاتفاق، ستبدأ محادثات السلام في غضون شهر منذ بدء تطبيق الهدنة وصموده وستجرى في أستانا عاصمة كازاخستان.

هلى اصبحت تركيا وروسيا حليفتين؟

في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 أسقطت تركيا طائرة حربية روسية على حدودها مع سوريا وتلى ذلك تجميد في العلاقات الدبلوماسية.

ولكن العقوبات الاقتصادية الروسية المشددة، وتزايد إحباط تركيا مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي، أدى إلى تخفيف تدريجي في التوتر في العلاقات بين البلدين.

وغضت تركيا الطرف عن تقدم القوات الحكومية السورية في حلب، و الآن توسط البلدان في الهدنة.

ولكن ما زالت هناك مشاكل بين الجانبين. ولم يحدد أي من البلدين الجماعات المشاركة تحديدا في الهدنة.

وتقول تركيا إن الجماعات المسلحة غير السورية، ومن بينها حزب الله، يجب أن تغادر سوريا. وهذا لن يرضي إيران، وهي داعم رئيسي لنظام الأسد.

ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت تركيا على استعداد للتخلي عن هدفها طويل الأجل الخاص بالإطاحة بالأسد.