حذر تقرير أممي من أحوال الشباب العربي في 2017، مع تركات ثقيلة من الأزمات المتعددة المنسحبة من الأعوام السابقة، ما لم يوضع حل جذري لها، رابطًا بين أوضاع الشباب المزرية من النواحي كافة وإمكان استعادة "الربيع العربي" لزخمه في أي وقت.

إيلاف: حذر تقرير التنمية البشرية في العالم العربي الذي أعدته الأمم المتحدة من أن الفتيل الذي أشعل انتفاضات الربيع العربي ما زال صالحًا للاستعمال مرة أخرى، مشيرًا إلى أن الشاب العربي في الشرق الأوسط يعيش اليوم أوضاعًا أصعب، وهو أكثر انكشافًا للعنف من أي وقت مضى من التاريخ القريب. &

ولاحظ التقرير أنه في الفترة الواقعة بين 2000 و2003 كانت هناك أربعة نزاعات في الشرق الأوسط، لكن هذا الرقم ارتفع إلى 11 نزاعًا في الفترة الواقعة بين 2010 و2015. ويخلص إلى أنه بحلول نهاية العقد الحالي يمكن أن تكون ثلاثة من كل أربعة بلدان في المنطقة "مرشحة لاندلاع نزاع فيها". &

مركز استقطاب للعنف
يتعرّض العرب للعنف والاضطرابات على نحو لا تعرفه أي مجموعة لغوية أخرى، بحسب التقرير، الذي يبيّن بالأرقام أن المنطقة العربية تضم 5 في المئة فقط من سكان العالم، لكن حصتها تبلغ 17 في المئة من النزاعات العالمية، و45 في المئة من إجمالي الهجمات الإرهابية، و57.5 في المئة من عدد المهجّرين والنازحين واللاجئين في العالم. &&

تصبح إحصاءات العنف أشد مدعاة للقلق حين تؤخذ المصاعب الاقتصادية والزيادة السكانية الكبيرة في الحسبان. فـ 30 في المئة على الأقل من العرب هم في سن من 15 إلى 29 سنة، أي 105 ملايين شاب، وإن 60 في المئة من السكان هم دون الثلاثين من العمر. &

تراجَع مؤشر التنمية البشرية لمستويات التعليم والخدمات الصحية والمعيشة ومتوسط العمر، بعدما سجل تحسنًا على امتداد العقود الثلاثة التي سبقت انتفاضات الربيع العربي. وبالنسبة إلى الشباب العرب في الشرق الأوسط، فإن معدل النمو على مؤشر التنمية البشرية في السنوات الخمس التي أعقبت عام 2010 هو نصف معدله في العقد السابق عليه، وأدنى بقدر ملحوظ من المتوسط العالمي لهذا النمو. &

تفاقم البطالة
تأتي هذه الأرقام على خلفية قاتمة. فانعدام الاستقرار واضطراب الأوضاع السياسية يجعل من الصعب التوجّه إلى القيادات لتحديد الاتجاه وتوفير فرص عمل تتيح تشغيل السكان المتزايد عددهم. &

من الأرقام الأخرى التي يتضمنها تقرير الأمم المتحدة أن البطالة في عام 2014 كانت ضعف معدلها في العالم ـ زهاء 30 في المئة من الشباب العرب مقابل 13.99 في المئة، هو المتوسط لباقي بلدان العالم - وأن تفتح الآفاق الاقتصادية الهزيلة طريقًا للتطرف في أحيان كثيرة، فإن هذا وحده سبب للقلق البالغ. &

أثبت الشباب العرب في مواجهة هذه التحديات قدرة على النزول إلى الشارع في احتجاجات أسفرت عن تغيير النظام، كما حدث في مصر، البالغ عدد سكانها نحو مليون نسمة، يعيشون أوضاعًا اقتصادية صعبة. & &

شرارة الثورات
يقدر تقرير الأمم المتحدة أن احتمالات نزول الشباب العرب إلى الشوارع احتجاجًا تزيد مرتين على شباب البلدان ذات الدخل المتوسط. ويقول التقرير إن نسبة الشباب العرب الذين يشاركون في الانتخابات تبلغ 68 في المئة، بالمقارنة مع 87 في المئة من الشباب في البلدان ذات الدخل المتوسط، وهو فارق يعبّر تعبيرًا ساطعًا عن ثقتهم بالديمقراطية وقدرتهم على تشكيلها. &

وتقدر الأمم المتحدة في تقريرها، الذي يقع في 270 صفحة، أن زهاء 60 مليون فرصة عمل سيتعيّن توفيرها في عموم الشرق الأوسط بحلول عام 2020 لتلبية الحاجات فقط، ناهيكم عن تحقيق الآمال.&

ويرى محللون أن دلالات هذه الأرقام واضحة. فما لم يتحرك القادة في البلدان الأكبر سكانًا في الشرق الأوسط لتوفير فرص عمل، وبذلك منح شباب بلدانهم أملًا في حياة أفضل، سيكون هناك المزيد من النزاعات بانتظارهم. وبخلاف الأيام الأولى من الربيع العربي، فإن المتاعب قد لا تبقى محصورة في الداخل هذه المرة. &


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن موقع شبكة "سي إن إن". &الأصل منشور على الرابط التالي:

http://edition.cnn.com/2016/12/30/middleeast/arab-youth-un-report/index.html


&