قال حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، انه لن يدخل الحكومة المرتقبة ولا يطمح في اي منصب حكومي وان ما يهمه هو حزبه، وان من يتحججون بشخصه في التوتر الحاصل لتشكيل الحكومة "عليهم اليوم تسريع تشكيل الأغلبية الحكومية، فالشعب المغربي لن يرحم أحداً اليوم ولا غداً".

إيلاف من الرباط: انتقد شباط، باكياً، من أسماهم "خونة الداخل" في إشارة إلى القادة التاريخيين الذين طالبوا اخيرا بتنحيه، في بيان وزع على وسائل الإعلام، مبرزا أنه لن يرد عليهم في الظروف كافة، لان ذلك يخالف المبادئ التي تربى عليها مناضلو ومناضلات حزب الاستقلال.

الوطن أكبر من شباط&

وأضاف شباط الذي كان يتحدث صباح اليوم امام أعضاء المجلس الوطني لحزبه، في المركز العام للحزب في الرباط، "ان التاريخ سيسجل بالعار كل من تآمر عليه وخانه، مؤكداً أنه: "لست في حاجة إلى دروس من احد في الوطنية. الوطن اكبر من شباط والجميع، والحزب اكبر من شباط ومن الجميع، وانا معتز ان الاستقلاليات والاستقلالين عبّروا عن ان الحزب اصبح حزب مؤسسات، وليس حزب أشخاص".

الحزب هو المستهدف

وأوضح شباط، ان الحزب تعرّض لهجمات بمبرر ومن دونه في الأشهر الماضية بعد إعلانه عن رغبته في المشاركة في الحكومة، وان المستهدف ليس شباط، بل الحزب الذي صمد في وجه كل المتربصين، "لكننا هنا صامدون للدفاع عن الحزب، وعن قيمه التي تربينا عليها في كنف المجاهدين من مؤسسي الحزب"، مضيفاً ان طريق الكرامة والديمقراطية ليس طريقاً مفروشا بالورود، قبل ان يجهش بالبكاء.

واكد شباط قائلاً: "نؤكد اليوم اننا نسير على نهج المجاهدين مؤسسي الحزب، ولا نلتفت كثيرا الى حوادث الطريق، فقد ظل حزب الاستقلال متشبثا بثوابت البلاد من دون مساومة او ابتزاز، وجعل من ذلك عقيدة يتوارثها الاستقلاليون والاستقلاليات".

اشعر بثقل المسؤولية&

وأعلن شباط عن تنحيه عن اللجنة التي كلفت اجراء المشاورات مع عبد الاله ابن كيران رئيس الحكومة المعين، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، حتى لا يزكي مزاعم "المتربصين بالحزب" لكونه السبب الرئيس في تعثر مشاورات تشكيل الحكومة.

وزاد شباط، قائلاً: "لا اقدم تنازلات لأي احد، لكنني اشعر بثقل المسؤولية، وأعي جيداً مهامي كقائد للحزب، وأعي جيداً المرحلة التي نتجاوزها بل المهم هو الحزب، كما ان المرحلة القادمة في مشاركتنا في الحكومة يجب ان تشرف الحزب.. وان المؤتمر المقبل سيكون فرصة للتأكيد على اختيار الديمقراطية الحزبية".

وسجل شباط ارتياح حزبه الكبير لتفاعل ابن كيران الإيجابي مع قرار مشاركة حزبه في الحكومة، واستغرب حجم التحامل عليه، مضيفاً: "كنّا ننتظر رغم طول حالة الجمود وبصبر ان تتشكل الحكومة ولا يهمّنا ان نعرقل مشاركة اي حِزْب".

ورفض شباط تصريحات "بعض الجهات" التي اتهمته بعرقلة تشكيل الحكومة بالقول: "فجأة أصبحوا يَقُولُون ان شباط هو من يقف حاجزاً في تشكيل الحكومة، وبغضّ النظر عن سلامة هذه الاقوال من الناحية السياسية والديمقراطية، أودّ التأكيد ان حزب الاستقلال عندما قرر المشاركة، فانه قام بذلك بروح وطنية بعيداً عن المقاصصة ومنطق الغنيمة".

تغوان وولد الرشيد والسوسي&

وأعلن شباط، في ختام كلمته، عن تشبت حزبه بقرار المشاركة في حكومة عبد الاله ابن كيران الثانية، وتكليف قياديي الحزب بوعمر تغوان وحمدي ولد الرشيد ومحمد السوسي لقيادة المفاوضات مع ابن كيران من اجل المشاركة في الغالبية الحكومية.