يحيي اللبنانيون عيد الحب وبلدهم مثقل بالهموم السياسية والأمنية وبخاصة الاقتصادية، فثمن الورود الحمراء والكتب قد يرهق كثيرين، ما يجعل بعضًا منهم يدّعي المرض اليوم، للتهرّب من التكلفة، في حين يصرّ آخرون على اقتناء الهدية مهما ارتفعت تكلفتها... فالحب لا يقدر بثمن!


ريما زهار من بيروت: خلال عيد الحب ينشغل بعض اللبنانيين بتقديم الوردة الحمراء كعربون عن الحب القوي، رغم أسعارها المرتفعة، أما البعض الآخر فيتلهى بسرقة الأشعار من الانترنت لتقديمها للحبيب، أو حتى ادعاء المرض للتهرب من كلفة العشاء.

مثقل بالهموم

يأتي عيد الحب هذا العام، ولبنان مثقل بهمومه السياسية والاقتصادية التي لا تبدأ بالعجز عن انتخاب رئيس للجمهورية ولا تنتهي مع استفحال قضية النفايات المزعجة.

وفي ظل هذه الهموم السياسية والاقتصادية، ينشغل المواطن اللبناني في هذه المناسبة بكل ما يحيط بهذا العيد من طقوس قد تبعده عن معناه الحقيقي أي الحب و المحبة ومسامحة الغير.

من هذه الطقوس مثلاً ضرورة تقديم الورد الأحمر للشريك والحبيب، في حين يبلغ سعر الوردة ثمنًا مرتفعًا في هذه المناسبة، او الانهماك بالتسوق من أجل إيجاد الهدية المناسبة له أو لها، أو حتى الذهاب بالخيال نحو الرومانسية وكتابة شعر للحبيب يعبّر عن مكنونات القلب.

"إيلاف" سألت عددًا من اللبنانيين حول طقوسهم المتبعة خلال عيد الحب فجاءت كالآتي.

المعنى الحقيقي للحب

سابين خوند (طالبة جامعية) تقول إن ما لا تفعله في عيد الحب هو ما يفعله الجميع أي أنها لا تنسى المعنى الحقيقي للحب للتلهّي بالقشور، ومن بين الأشياء التي لا تحب أن تفعلها في عيد الحب هو الإدعاء بأنها مغرومة في حين قد لا تكون كذلك، وقد يكون عيد الحب يومًا عاديًا بالنسبة لها.

وتتذكر خوند أنها في العام الماضي لم تحصل على وردة حمراء ولم يزعجها الأمر لأنها تعتبر بأن الوردة الحمراء لا تدل حصريًا على الحب.. "ما يهمني هو كيف يعاملني الحبيب ويهتم بي.. تلك أمور تدل على مدى تقديره ومحبته لي"، على حدّ تعبيرها.

تضيف خوند أنها تقوم بإهداء حبيبها طيلة العام لكنها لا تهتم بانتقاء هدية للحبيب في هذه المناسبة، وإن تأخرت في انتقاء الهدية إلى اللحظة الأخيرة فهذا لا يشكل مشكلة بالنسبة لها.

هي تفضل أن تهدي حبيبها كلمات لطيفة تعبر عن حبها كمثل بعض الخواطر إذ لا يمكن أن تسمي ما تكتبه شعرًا.

تؤكد الطالبة أنه إذا قدم لها الحبيب يومًا مالاً بدل الهدية فستتركه فورًا لأن ذلك يعطي للحب بعدًا اقتصاديًا غير مستحب ويقلل من قيمة المحبوب.

وتقول إنه لا داعي بالنسبة لها إدعاء المرض كي لا تهدي حبيبها لأنها بطبعها كريمة، وحتى لو لم تهدِ حبيبها خلال العيد فهي تقدم له الهدايا طيلة أيام السنة.

معايدة الحماة !

كميل شامي (محامٍ) يؤكد ضاحكًا أن ما لا يحب أن يفعله خلال عيد الحب هو معايدة حماته، وهو يسعى دائمًا إلى إيجاد وردة حمراء حتى لو كان ثمنها مرتفعًا لتقديمها لزوجته لأنه يعتبرها رمزًا للحب القوي.

ويؤكد أنه يترك دائمًا انتقاء هدية زوجته إلى اللحظة الأخيرة، لأنه يحتار ما الذي يقدمه كل عام ليكون مختلفًا عن العام السابق.

ويرفض تقديم المال كهدية لزوجته لأن "الأمر لا يتعلق بقيمة الهدية بقدر ما يتعلق الأمر بمدى اهتمامنا عندما انتقينا هدية لمن نحب وأخذنا وقتنا في التفتيش عمّا يسعده"، على حدّ قوله.

ويلفت إلى أنه في إحدى المرات سرق شعرًا من الانترنت وقدمه لزوجته كعربون لمحبته غير أنها ما لبثت ان كشفت الأمر عندما تلعثم في إلقائه.

هو متزوج منذ 5 أعوام وحتى اليوم لم يدّع المرض كي لا يهدي شريكته أو يصطحبها إلى العشاء، لكنه يردف مازحًا:" أعجبتني الفكرة، وقد أطبقها لاحقًا".

بلا حبيب!

الدكتور أنطوان فاخوري (أستاذ جامعي) يشير إلى ما يحب أن يفعله خصوصًا في عيد الحب وهو أن يأتي بباقة من الأزهار إلى زميلاته كتقدير منه لهن، وليس من أمر يزعجه في عيد الحب ولا يرغب في أن يقوم به، لأن عيد الحب هو لجميع الناس من هم مغرومون ومن هم أيضًا بلا حبيب.

ورغم أنه حاليًا بلا حبيبة، فإنّ الأمر لا يزعجه وهو عادة لا يترك انتقاء هدية الحبيب إلى اللحظة الأخيرة بل يقوم مسبقًا باختيار هدية، ولا يحبذ تقديم المال كهدية لأن الأمر قد يشكل إهانة للبعض.

ويفضل أن يصطحب من يحب، عندما يكون مرتبطًا، إلى عشاء رومانسي بدل إلقاء بعض ابيات من الشعر، وهو حتمًا إذا وجد شريكة حياته واقتنع بها فلن يدعي المرض كي لا يقدم الهدايا أو يصطحبها إلى العشاء الفاخر.
&