في مصر، يعتبر الورد "رسول الحب" بالنسبة لكثيرين ممن يتحدون تحريم السلفيين للاحتفال بهذا اليوم. وتتنوع الهدايا ويكثف العشاق من المعايدة والهدايا كل حسب قدراته وامكانياته.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في تحدي واضح للجماعات السلفية التي تحرم الإحتفال بعيد الحب، يقبل المصريون، لاسيما الفئات المتوسطة والثرية وفئات الشباب على الاحتفال، ويتبادلون التهاني والورود، والقلوب الحمراء، ومختلف الهدايا التذكارية، فضلاً على الهدايا والتهاني الإلكترونية عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

تنتشر مظاهر الإحتفال بعيد الحب في مصر، ولاسيما في العاصمة القاهرة، وتتزين المحال التجارية باللون الأحمر، ما بين الزهور، والقلوب والدباديب، والهدايا الفضية أو الذهبية، ويقبل الشباب والفتيات خاصة، على تبادل الهدايا، ويستغل البعض منهم موسم التخفيضات أو "الأكازيون" في تقديم هدايا عبارة عن ملابس أو أحذية.

ويأتي احتفال المصريين بعيد الحب، بينما جدد مشايخ التيار السلفي فتاوى قديمة تحرم الإحتفال ب"الفالنتاين".

تحريم

نشر هيثم الحويني، نجل الشيخ أبو إسحاق الحويني، مقطع فيديو لوالده القطب السلفي، يقول فيه: "أنا أول مرة أسمع عن حاجة اسمها عيد الحب، وأنا داخل على الاستوديو لقيت الشيخ محمد يعقوب، فوقفت معه دقيقة وقلت له عن أى شىء كان يتكلم، قال اليوم هو عيد الحب، ولن ترى أحمر من هذا اليوم".

وأضاف الحويني: "أيفعل هذا رجل ملىء قلبه بمحبة الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، جعل الذل والصغار على كل من خالف أمري".

وتابع الحويني: "من تشبه بقوم فهو منهم، فالملايين المهدرة فى الدباديب والمكالمات التليفونية، نحن ننفق أكثر من 12 مليار جنيه مكالمات، فأولى بها نعمل مصانع وشركات".

وأفتى بتحريم الاحتفال، وقال:"سنسأل يوم القيامة فى سؤالين عن المال، الأول من أين اكتسبته والثاني أين أنفقته، ويحرم على المسلم أن يشارك أحد من غير المسلمين فى أي عيد من الأعياد".

وتبادل السلفيون مقطع الفيديو على مواقع التواصل الإجتماعي، كما نشروا فتوى أخرى للشيخ عبد الله بن جبرين، قال فيها: "إن الاحتفال بعيد الحب فيها مشابهة للكفار وتقليد لهم فى تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم وفى الحديث"، مضيفاً "من تشبه بقوم فهو منهم".

وقال: "وعلى هذا لا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشترى يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام حتى لا يكون البائع مشاركًا لمن يعمل بهذه البدعة والله أعلم".

إقبال من المتزوجين

وفي منطقة الدقي بالقاهرة، يقبل الشباب والفتيات على شراء الورود الحمراء، والدباديب، وقال محمد محمود، بائع ورد في شارع البطل أحمد عبد العزيز، إن عيد الحب هو موسم بيع الأزهار في السنة.

وأضاف لـ"إيلاف" إن الإقبال يبدأ من صباح يوم 13 فبراير/ شباط وينتهي بنهاية ليل 14 فبراير، مشيراً إلى أن الأكثر إقبالاً على شراء الورد هم المتزوجون، وليس الفتيات والشباب. ولفت إلى أن الرجال أكثراً إقبالاً من النساء، منوهاً بأن أسعار الورد ارتفعت بمعدل& يتراوح ما بين 20و30% عن العام الماضي.

وذكر أن سعر باقة الورد تتراوح ما بين 40 و300 جنيه، بينما يفضل البعض الشراء بالوردة الواحدة، ويتراوح سعرها ما بين 7 و10 جنيهات، لافتاً إلى أن الإقبال عادة يكون على الورد الأحمر، ثم الوردي، وأخيراً الأبيض والأصفر، والبنفسجي.

رسول الحب

علي محمود، شاب في السابعة والثلاثين من عمره، قال لـ"إيلاف" بينما كان يشتري الورد، إن الإحتفال بعيد الحب أمر مقدس بالنسبة له، مشيراً إلى أنه يحرص على تقديم "بوكيه ورد" لزوجته منذ أن كانا مخطوبين قبل تسع سنوات، وحتى الآن.

ووصف الورد بأنه "رسول الحب"، ولفت إلى أن سعر الورد رخيص مقارنة بأي هدايا أخرى، مثل الدباديب أو الهدايا الذهبية أو حتى الفضية، كما أنه يعتبر أفضل تعبير عن الحب، وتفضله النساء.

الشعر من الإنترنت

ويؤكد محمود أنه لا يفضل إطلاقاً أن يعطي زوجته أموالاً لتشري ما تريد، بل إنه يحرص على أن يحقق لها المفاجأة، نافياً أن يكون ألف لها شعراً، وقال إنه عادة ما يستعير بعض الأبيات من الإنترنت، ويكتبها في كارت المعايدة ويضعه في باقة الورد.

وبالمقابل، تفضل النساء تقديم هدايا أخرى لأزواجهن، ومنها ساعات اليد وربطة العنق أو الملابس الشتوية، لاسيما أن "الفالانتاين" يتزامن مع موسم التخفيضات أو "الأوكازيون"، كما يعرف محليا.

ليتذكرها دائما

وقالت مها عياد، وهي محامية، أثناء شراء هدية لزوجها من محل للهدايا في ميدان الجيزة، إنها تفضل أن تقدم لزوجها هدية تعيش معه لأطول فترة ممكنة، حتى يتذكرها كلما نظر إليها أو ارتداها.

وأضافت لـ"إيلاف" إنها متزوجة منذ ثلاث سنوات، وتقدم لزوجها كل سنة في هذا العيد هدية جديدة، مشيرة إلى أنها فضلت هذا العام أن تشتري له "جاكت" جديداً.

ولفتت إلى أن الأسعار مرتفعة للغاية، لكنها مناسبة مهمة ليعبر كل إنسان عن حبه للطرف الآخر، وقالت: "إذا كانت الأسعار غالية جداً، فإني حبي لزوجي أغلى وأثمن".

وحول ما إذا كانت تفضل أن تكتب شعراً لزوجها، ابتسمت وقالت: لا أجيد كتابة الشعر، أجيد فقط كتابة العرائض والمذكرات القانونية"، غير أنها قالت: "ليس هناك مانع من غناء كوبليه من أغاني عمرو دياب، ولاسيما أغنية "تملي معاك".

العطور أفضل الهدايا

تفضل بعض النساء العطور، وقالت منى بشرى، مدير إحدى شركات العطور بحي المعادي بالقاهرة، لـ"إيلاف" إن العطور هي أفضل الهدايا على الإطلاق في عيد الحب، مشيرة إلى أن الإقبال على شراء العطور يبدأ منذ اليوم العاشر في شهر فبراير.

وأضافت أن الرجال أكثر إقبالاً على شراء العطور، موضحة أن الأسعار ارتفعت بنسبة تتراوح ما بين 40 و50%، منوهة بأن زجاجة العطر يتراوح سعرها ما بين 50 و500 جنيها، حسب الماركة.

وقالت إنها شخصياً تفضل تقديم العطور لزوجها، بينما يفضل هو أن يهديها الشيكولاتة أو الورد، وفي بعض الأحيان يقدم لها هدية ذهبية.

منى قالت أيضاً إنها تكتب الشعر، ولديها مجموعة شعرية بعنوان "من هنا أبدأ"، وأضافت أنها لطالما ألفت بيتين أو ثلاثة وتقدمها لزوجها مع كارت المعايدة والهدية، مشيرة إلى أنه بالمقابل يصطحبها على العشاء في مطعم بمنطقة المعادي بالقرب من المنزل، ويقدمها لها هديتها.

بطاقات المعايدة

ووفقاً لتقرير مؤسسة "ماستر كارد" العالمية، فإن "مبيعات الأزهار وتقديم بطاقات المعايدة شهدت تراجعاً طفيفاً خلال السنوات الثلاث الماضية".

وأوضح التقرير أن "بطاقات المعايدة أكثر تفضيلاً من الأزهار خلال عيد الحب، إذ بلغت نسبة الإنفاق على شرائها 4٪، مقابل 1٪ فقط لشراء الأزهار، وازداد الإنفاق العام للمستهلكين استعداداً لعيد الحب حول العالم بمعدل 22٪ منذ عام 2013 وحتى 2015".

وأضاف التقرير الذي صدر بمناسبة عيد الحب، أن "سكان دول أمريكا اللاتينية يميلون إلى الورد، لافتاً إلى أن "الإنفاق تضاعف تقريباً على شراء الأزهار بنسبة بلغت 92٪ خلال فترة عيد الحب، أما منطقة الشرق الأوسط، فهي الوحيدة التي شهدت زيادة في شراء البطاقات بنسبة كبيرة بلغت 107٪".