أكد عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ سلطان القاسمي، على أهمية اللغة العربية واستخدام مصطلحاتها معتبرًا أنّ التقدم والتطور مطلب إنساني لكنه يجب أن يتم في إطار حماية المجتمعات والأخلاق.

دبي: أكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على ضرورة الاهتمام باللغة العربية السليمة واستخدام مصطلحاتها الغنية والقيمة والحرص على تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة حيث تعكس هذه المصطلحات الهوية العربية وتسهم في حفظ اللغة من التشويه وادخال ما لا يليق بها ويناقض معانيها.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها اليوم في الجلسة الافتتاحية لفعاليات الدورة الخامسة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي وذلك في مركز إكسبو الشارقة.

رسالة أخيرة

وحول رؤيته في التقدم قال "التقدم الذي نسعى إليه علم، وفكر، وليس أهواء ولا ارتجال".

وختم كلمته قائلاً " قد يقول البعض منكم، أنني كل يوم آتي بجديد، ولكنني بعد أن بلغت الثمانين من العمر، لا زلت أفكر وأبحث عن سبل التقدم السليم، ولكل من يتساءل منكم، ماذا اكتشفت أقول، غداً ستبحثون في مكتبتي، وستجدون رسالتي الأخيرة، فيها ما تبقى من فكر لإصلاح هذا المجتمع".

التقدم والتطور مطلب إنساني

وقال "إن التقدم والتطور مطلب إنساني لكنه يجب أن يتم في إطار حماية المجتمعات والأخلاق على حد سواء، وأنه علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها حتى لا ينقلب الفعل إلى نقيض المعنى، إن أحد مشاكلنا نحن كعرب أننا نسمي الأشياء بغير مسمياتها، فكلمة استعمار جاءت من تعمير الأرض، وعندما جاء الإنجليز استعماراً لهذا البلد، هدَموها وأغرقوا سفنها، كان يجب أن يسموهم التدمير وليس التعمير".

خطة علمية مدروسة

وأضاف "إن التقدم في نظرنا يحتاج إلى خطة علمية مدروسة، ميدانها التقدم العلمي مرفودا من التقدم الأخلاقي والاجتماعي، والتطور في سياق هذا التقدم العلمي سيكون بطيئاً حقاً لكنه مستدام، إن فكرة التقدم قديمة، تعود للعهد الإغريقي، وليست كلمة مرتبطة بالحداثة، إن تحسن الجنس البشري، هو أصل التقدم والتقدم ردة فعل ضد الانحطاط، لذا علينا أن نحذر من أن نكون أمام تقدم يؤدي للانحطاط. فالأمم التي تقدمت، زادت من قدرتها على التدمير، والتقدم اليوم على المحك، ويجب أن يعاد النظر فيه ومحاكمته بمعايير التنمية الحقيقية والمستدامة. فلا يعد تقدماً ما يجعل الإنسان اليوم سعيداً على حساب مستقبله".

دعم التواصل في المجتمع

وقال الشيخ سلطان القاسمي رئيس مركز الشارقة الاعلامي في كلمته "اليوم، وبعد مضي خمس سنوات على إطلاق النسخة الأولى من المنتدى، أصبح الجمهور والأطراف المعنية أكثر وعياً بمدى أهميته، كما أصبح واعياً بمدى أهمية تطوير عمل الاتصال الحكومي في دعم التواصل بين المجتمع ومختلف المؤسسات الحكومية ".

ولفت رئيس مركز الشارقة الإعلامي إلى أن التواصل يحرك الثقافات ويبني جسوراً بين الأمم مشيداً بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة التي حققت نجاحات كبيرة في هذا المجال، وتراها الكثير من دول العالم قصة نجاح يحتذى بها.&

وأضاف "علينا أن نستمر، ونفكر في التواصل مع الجميع، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ولا شك أن كل استثمار في الاتصال سيكون له مردوده الكبير اقتصاديا، وسياسياً، ودبلوماسياً، وثقافياً، فلا تترددوا في إعطاء الاتصال الحكومي قدره ومكانته الاستراتيجية التي يستحقها".

سلطان الجابر: للإعلام دور مهم في مكافحة التطرف

بعدها ألقى الدكتور سلطان الجابر، وزير دولة، رئيس المجلس الوطني للإعلام بالامارات ضيف شرف المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الخامسة، كلمة أكد فيها أن الإعلام الإماراتي يعكس القيم التي نشأ المجتمع عليها والتي تشمل الاعتدال والتسامح والانفتاح على ثقافات العالم واحترام الآخـر.

وأشار الجابر إلى دور الإعلام الوطني في مكافحة التشدد والتطرف والأفكار الهدّامة التي تُغذّي الإرهاب، لافتاً الى ضرورة المثابرة على ترسيخ الأفكار الإيجابية، ونبذ ثقافة الهدم، وتعزيز ثقافةِ البناء.

وأوضح أن الإعلام والاتصال الحكومي يشكلان أدوات رئيسة للتواصل المستمر الذي يعد السبيل الأمثل لبلوغِ الأهدافِ وتحقيقها، وحول كيفية قيام الإعلام بدور يسهم من خلاله في بناء مجتمعات ترتقي، وتنهض، وتستشرف المستقبل.

أمل كلوني: سمعة الدول وحقوق الإنسان&

وألقت المحامية والمتخصصة في القانون الدولي وحقوق الإنسان، أمل علم الدين كلوني، كلمة خلال حفل الافتتاح قالت فيها "أصبحت حقوق الإنسان اليوم إحدى اللغات التي تستخدمها الدول للتواصل فيما بينها، والمقياس المشترك الذي يتم من خلاله تقييم الدول؛ فالصفقات التجارية وحزم المساعدات والتعيينات في الهيئات الدولية باتت تعتمد كلياً على منظومة حقوق الإنسان في كل دولة... فبنهاية المطاف، أصبحت السمعة العالمية لأي دولة تصعد أو تنهار استناداً إلى سجلها في مجال حقوق الإنسان الذي تتداوله وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة وغيرها من الجهات والدول. وهذا يعني أنه يتعين على الحكومات أن تكون أكثر صراحة وانخراطاً في أنشطة الاتصال مع المجتمع الدولي فيما يخص حقوق الإنسان".

&الشارقة عاصمة الصحافة العربية

هذا وقد شهد حفل الافتتاح تسليم راية عاصمة الصحافة العربية إلى حاكم الشارقة وذلك بعد اختيار الإمارة عاصمة للصحافة العربية لعام 2016 نظراً لجهود الإمارة في دعم الصحافة وتطوير بيئات العمل الصحفية بما يحقق أعلى المعاير المهنية.

وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم قصير عن الشارقة ومسيرة تقدمها العلمية والاجتماعية والاقتصادية والتي أرست للإمارة مكانتها العالمية من خلال مبادرات وتشريعات حكومية تأتي ضمن توجيهات ومتابعة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة.
&