نصر المجالي: قالت تقارير إن إيران أعدمت ثلاث نساء تزامنًا مع زيارة مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، حيث تحادثت مع كبار المسؤولين حول العلاقات الثنائية وملفات دولية وإقليمية.&

ووسط تنديد دولي باستمرار إيران في تنفيذ أحكام الإعدام، كان الأمير زيد بن رعد الحسين، المفوض السامي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة، دعا طهران لإلغاء عقوبة الإعدام بسبب جرائم مرتبطة بالمخدرات.&

وقال: "في العام الماضي أعدم ما لا يقل عن 966 شخصًا في إيران، حيث يشكل ذلك أكبر عدد منذ أكثر من عقدين من الزمن"، مشيرًا إلى أن إيران كان لديها أكبر عدد من الإعدامات بسبب جرائم تتعلق بالمخدرات.

أعداد هائلة&

كشفت منظمات حقوقية أن طهران تنفذ أحكام الإعدام في حق مواطنين إيرانيين، بينهم نساء ومعاقون ومراهقون، بأعداد هائلة بتهم يكون أغلبها الاشتراك في مظاهرات معارضة للنظام أو أصحاب الرأي المعارض.

وصرحت منظمة العفو الدولية (أمنستي) في وقت سابق بأن السلطات الإيرانية نفذت حكم الإعدام بحق عدد مذهل من الأشخاص خلال العام الماضي 2015. وهو ما يعادل إعدام أكثر من 3 أشخاص يوميًا. وبذلك تتجاوز إيران العدد الإجمالي لعمليات الإعدام في البلاد التي سجلتها منظمة العفو الدولية العام الماضي بأكمله.

وذكرت صحيفة (إيران فوكاس ـ iranfocus) أن السلطات الإيرانية أعدمت خلال الأسبوع الماضي السجينة آمنه رضائيان البالغة من العمر 43 عامًا في سجن كاشمر شنقًا، بعد أن قضت فيه مدة عامين.
ويعتقد أيضًا أن امرأتين أخريين كانتا ضمن مجموعة من 7 سجناء تم شنقهما جماعيًا في سجن في بيرجند، شمال شرق إيران الخميس.

وقالت سرفناز جيت ساز، رئيسة لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بهذا الصدد، إن "العدد المتزايد من الإعدامات في إيران يبين أن تجاهل الوضع المأساوي لحقوق الإنسان بالبلاد لا نتيجة له سوى تشجيع هذا النظام على الاستمرار في الإجرام بحق شعبه".

وأضافت أن أي تعامل مع إيران يجب أن يشترط بإلغاء عقوبة الإعدام خاصة بالنسبة للنساء والأطفال.

تصريحات موغيريني&

إلى ذلك، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني عدم قدرة بعض الساسة الأميركيين على إلغاء الاتفاق النووي، وأوضحت أن من يحاول إلغاء الاتفاق يجب أن يعلم أنه يضر بالجميع، مضيفة أنها ستبذل كل ما بوسعها لدعم الاستثمارات الأوروبية والشركات الراغبة بالعمل في إيران.

وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن زيارة منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى طهران أنجزت أفقاً جديداً من التعاون الثنائي في مجالات مختلفة، منها الطاقة والتعاون النووي وغير العسكري بين إيران وأوروبا، هذا إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الدولي والإقليمي.

&إلغاء الاتفاق النووي

وخلال لقاء خاص مع التلفزيون الرسمي الإيراني، أعلنت موغيريني عن مواقف أوروبية واضحة وصريحة إزاء الاتفاق النووي، حيث أكدت استمرارية الاتفاق، رافضة ما يشير إليه بعض الساسة الأميركيين حول إلغاء الاتفاق بعد انتهاء فترة أوباما الرئاسية لأن الاتفاق أنجز على مستوى الدول.

وصرحت موغريني بالقول: كنا نعلم أن لهذا الاتفاق بعض المعارضين في أي مكان من العالم، ومنه الولايات المتحدة، لكن أنا واثقة بأن الاتفاق سيسير إلى الأمام لأن التزامات الأطراف المعنية تجاه الاتفاق جاءت عبر مؤسساتها الحكومية، ولا يمكن لأحد تجاهله، وأقول هنا بأن من يريد إلغاء الاتفاق سيتضرر كما سيضر بمصالح الأطراف الأخرى.

وبشأن العراقيل الأميركية أمام المصارف الأوروبية للعمل مع المؤسسات المالية الإيرانية، أشارت إلى إجرائها محادثات مكثفة مع المسؤولين الأميركيين.

وفي الأخير، قالت موغيريني: من مسؤولياتي الدفاع عن إنجازات الاتفاق النووي، كما أشرف أنا شخصياً على تنفيذ بنوده، وبهذا الشأن أجرينا محادثات على مستوى عالٍ مع الجانب الأميركي لإزالة العقبات، لأننا نريد الدفاع عن مصالح المصارف الأوروبية، كما نحرص أن لا يشعر المستثمرون الأوروبيون بالقلق.