انطلقت مساء الخميس الجلسة الافتتاحية لمباحثات السلام اليمنية التي ترعاها الامم المتحدة في الكويت. وقد امتنع المتمردون بداية عن الحضور، إلاّ أنّهم أعلنوا الاربعاء موافقتهم على المشاركة بعد تلقيهم ضمانات باحترام وقف النار.

الكويت:&انطلقت مباحثات السلام اليمنية التي ترعاها الامم المتحدة في الكويت مساء الخميس بعد تأخير ثلاثة ايام عن الموعد المقرر، وسط دعوات من الموفد الدولي الى تقديم "تنازلات" للوصول الى "مخرج نهائي".

وفي حين كان من المقرر انطلاق المباحثات الاثنين، تأخرت الى اليوم في انتظار وصول وفد المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذين قدموا الى الكويت بعد ظهر الخميس. وكان المتمردون عللوا عدم حضورهم من قبل بمواصلة قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، خرق وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل 10-11 نيسان/ابريل.

وعلى رغم مواصلة الطرفين تبادل الاتهامات بخرق اتفاق وقف النار والتباين حول جدول الاعمال، حضت واشنطن اطراف النزاع على المشاركة "بشكل بناء" في المباحثات، معتبرة ان الحل سيركز الجهود على مكافحة الجهاديين الذين افادوا من النزاع لتعزيز نفوذهم.

وبعيد الساعة السابعة مساء (16,00 ت غ)، عقدت جلسة افتتاحية تحدث فيها وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وموفد الامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد.

وقال ولد الشيخ احمد "الخيار اليوم سيكون واحدا من اثنين لا ثالث لهما: وطن آمن ويضمن استقرار وحقوق كل ابنائه، او لا قدر الله بقايا ارض يموت ابناؤها كل يوم".

وتوجه لاعضاء الوفدين بالقول "ادعوكم الى حضور الجلسات بحسن نية ومرونة من اجل التوصل الى حل سياسي ومخرج نهائي من الازمة"، معتبرا ان "الفشل خارج المعادلة".

اضاف "نحن اليوم اقرب الى السلام من اي وقت مضى"، الا ان "التوصل الى حل عملي وايجابي يتطلب تنازلات من مختلف الاطراف وسوف يعكس مدى التزامكم وسعيكم للتوصل الى اتفاق تفاهمي شامل"، لا سيما وان "الوضع الانساني في اليمن لا يحتمل الانتظار".

وبعد وقت قصير، رفعت الجلسة الافتتاحية، على ان تستأنف المباحثات الساعة الثالثة بعد ظهر الجمعة (12,00 ت غ).

وكانت الامم المتحدة اعلنت الاثنين "تاخير" انطلاق المباحثات لمدة غير محددة، بعد تأخر المتمردين في القدوم. الا ان هؤلاء اعلنوا الاربعاء موافقتهم على الانضمام الى المباحثات بعد ضمانات باحترام وقف النار، وغادروا بعد ظهر الاربعاء مطار صنعاء، متجهين الى سلطنة عمان.

النقاط الخمس

وتشكل بنود الحوار مدار تجاذب بين الطرفين.

ففي حين افاد مصدر حكومي يمني ان الرئيس هادي بعث امس برسالة الى الموفد الدولي رفض فيها اي شروط للمتمردين على اجندة الحوار، ربط المتمردون مشاركتهم بان "تكون اجندات الحوار واضحة وتلامس القضايا التي من شأنها الخروج بحلول سلمية تنهي الحالة القائمة"، ملوحين بالانسحاب في حال عدم تحقيق ذلك.

والخميس، قال الموفد الدولي ان المباحثات تستند الى "النقاط الخمس النابعة من قرار مجلس الامن 2216" الصادر العام الماضي.

وينص القرار على انسحاب المتمردين من المدن، وتسليم الاسلحة الثقيلة، وانجاز ترتيبات امنية، واعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي الداخلي، وتشكيل لجان خاصة تعالج قضايا المخطوفين والموقوفين.

وبحسب مصادر مطلعة على النقاشات، يرغب المتمردون ايضا برفع العقوبات المفروضة من مجلس الامن على عدد من زعمائهم لاسيما صالح. في المقابل، تتمسك الحكومة والتحالف بتطبيق القرار 2216.

والخميس، اوردت الجريدة الرسمية التركية ان الاصول التي يملكها صالح في تركيا تم تجميدها، بموجب قرارات مجلس الامن الدولي. وجاء في الجريدة ان كل موجودات صالح ونجله احمد في المصارف وغيرها من المؤسسات التركية تم تجميدها "حتى 26 شباط/فبراير 2017".

واشنطن تحض على مشاركة بناءة

وفي ظل تباين المواقف وتواصل الخروقات التي يحمّل كل طرف المسؤولية عنها للآخر، حض مستشار للرئيس الاميركي باراك اوباما الذي زار السعودية الاربعاء والخميس، اطراف النزاع على المشاركة.

وقال بن رودس "نشجع الحوثيين والقوى الاخرى في اليمن على المشاركة بشكل بناء في هذا الحوار"، مضيفا ان "الاجتماع يعقد في لحظة واعدة و(يمثل) فرصة لحل النزاع".

واعتبر ان "وقف الاعمال القتالية صمد الى حد كبير".

وتابع "مع وقف الاعمال القتالية ثمة فرصة لاجراء مباحثات سلام اكثر شمولا (...) نعتقد ان ثمة طريقا لحل النزاع في اليمن بما يمكن ان يعيد الاستقرار"، معتبرا ان انجاز ذلك "سيتيح ايضا التركيز على تهديدات كتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والتنظيمات المتطرفة في المنطقة".

وافادت التنظيمات الجهادية مثل القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية من النزاع في اليمن لتعزيز نفوذها خصوصا في جنوب البلاد.

ميدانيا، افاد مراسل وكالة فرانس برس عن سقوط صاروخ كاتيوشا الاربعاء يرجح ان المتمردين اطلقوه، عند مدخل مدينة مأرب (شرق صنعاء) التي تسيطر عليها القوات الحكومية.

واشارت مصادر عسكرية موالية الى ان معارك دارت الاربعاء على جبهات عدة، منها نهم شمال شرق صنعاء، والجوف (شمال) وتعز (جنوب غرب) والبيضا (وسط).

من جهتهم، قال المتمردون عبر وكالة "سبأ" التابعة لهم، ان التحالف شن غارتين الاربعاء على مديرية نهم "في خرق لوقف اطلاق النار".

وادى النزاع منذ بدء عمليات التحالف نهاية آذار/مارس 2015، الى مقتل زهاء 6400 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، بحسب الامم المتحدة.