باريس: يحاط مهرجان كان باجراءات امنية مشددة لن تكون ظاهرة للعيان حفاظا على الطابع الاحتفالي للمهرجان العالمي للسينما بعد ستة اشهر من اعتداءات باريس في حين لا تزال فرنسا خاضعة لحال الطوارىء.

ووعد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الذي سيتفقد الترتيبات قبل افتتاح المهرجان في 11 ايار (مايو) باحاطته "بتدابير امنية باعلى مستوى ممكن في حين لا يزال التهديد الارهابي ماثلا في الاذهان".

وتحدث رئيس بلدية كان دافيد لنسار بالمناسبة عن "تدابير اضافية ولا سيما عمليات تفتيش عشوائية" في كل احياء المدينة، وقال: "نتخذ كافة التدابير لضمان امن المهرجان من دون التأثير على شعبيته".

وبهدف اعداد قوات الشرطة لمواجهة الأسوأ المتمثل في اعتداء ارهابي، شهدت مدينة كان نهاية نيسان/ابريل محاكاة لهجوم عبر تفجير سيارة مفخخة امام مدرسة تبعه وصول اربعة ارهابيين الى دار للسينما في قصر المهرجانات حيث كان يوجد 180 شخصا لعبوا دور المشاهدين.

واتاح التدريب الكشف عن الثغرات في التنسيق وفق نائب محافظ المنطقة فيليب كاستانييه.

وقال رئيس البلدية ان مدينة كان التي تستقبل مليوني سائح كل سنة قررت وضع "خطة وقائية لحمايتها من الخطر الارهابي" هي الاولى من نوعها في فرنسا. وقام اربعة خبراء بينهم مسؤول اسرائيلي سابق في مكافحة الارهاب بتحليل نقاط الضعف في المدينة.

وسيتم الاسبوع المقبل بمناسبة المهرجان المحاط بتغطية اعلامية واسعة نشر قوة امنية كبيرة ومدربة تحسبا لأي خطر.

حلقة امنية محكمة حول السجادة الحمراء

نظم مهرجان كان في 2015 بعد اربعة اشهر من الاعتداءات التي استهدفت صحيفة شارلي ايبدو ومتجرا يهوديا في كانون الثاني/يناير واوقعت 17 قتيلا.

واستدعى ذلك اعتماد تدابير امنية اعلى من تلك التي اتخذت السنة الماضية، وفق محافظ المنطقة ادولف كولرا. وتضمنت الاجراءات لاول مرة مركز قيادة موحدا لكل قوات الشرطة.

وتم التحقق من امن مواقع المهرجان الالكترونية لتفادي القرصنة، وتمت مراقبة الشبكات الاجتماعية والدعوات الى التجمع انطلاقا من باريس، وفرضت منطقة امنية بحرية ومنع تحليق الطائرات المسيرة كما فرضت رقابة على محاور الطرق الكبرى المؤدية الى المدينة ومطار نيس الاقرب الى كان.

ينظم مهرجان كان بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر التي اوقعت 130 قتيلا في باريس واعتداءات بروكسل التي اوقعت 32 قتيلا في 22 اذار/مارس.

وتم على الارجح توسيع نطاق الخطة الامنية التي لم تنشر تفاصيل عن عديد عناصرها ويتوقع ان يستعرض المحافظ بعد ظهر الاثنين الاستعدادات الامنية المحيطة بالمهرجان.

ضمان امن مهرجان كان يعني بالنسبة لقوى الامن تأمين كل الانشطة والفعاليات على مدى 11 يوما طويلا ومراقبة حشود ضخمة قد تمثل تهديدا لكبار الشخصيات والمشاهير الذين سيسيرون على السجاد الاحمر بحماية "طوق امني محكم" حول مقر المهرجان ككل سنة.

وسيتولى نحو 500 شخص حماية المقر من الداخل ومحيطه المباشر، يضاف اليهم قوى الامن الوطنية والبلدية التي سيتم استنفارها لهذا الحدث.

وخلال فترة المهرجان، يتضاعف عدد الناس في المدينة ثلاث مرات الى نحو 210 الاف شخص مع ارتفاع الجنح وحوادث السرقة والنشل في ايار/مايو على شاطىء الكوت دازور. حتى ان السارقين المتدفقين على المدينة قد يخطفون الاضواء من نجوم هوليوود كما حدث في 2013 عندما تمت سرقة مجوهرات، او في 2015 عندما جرت عملية سطو سرق خلالها 17,5 مليون يورو من متجر لكارتييه قبل المهرجان بقليل.