واشنطن: أكد رئيس مجلس النواب الاميركي بول راين، الشخصية الجمهورية الاكثر نفوذا في الولايات المتحدة، الخميس انه ليس مستعدا حتى الساعة لتاييد تسمية دونالد ترامب مرشحا للحزب الجمهوري الى البيت الابيض، على الرغم من انه اصبح مرشح الحزب الوحيد.

ويؤشر هذا الاعلان الى انقسام عميق داخل الحزب الجمهوري.

وقال راين لشبكة "سي ان ان" الاخبارية الاميركية "كي اكون صريحا بالكامل معكم، انا لست جاهزا بعد لفعل ذلك"، مضيفا "لكنني آمل بذلك وأريده. لكن اعتقد ان المطلوب هو ان نوحد صفوف هذا الحزب".

واثار هذا التصريح المثير للذهول اصداء قوية في الاوساط التقليدية للحزب وشرائحه المختلفة وسط مخاوف من احتمال عدم وقوف المحافظين خلف ترامب في مواجهته الانتخابية النهائية مع المرشحة المرجحة للحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون.

وكان راين المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس في 2012، وهو حاليا الثاني في تراتبية السلطة بعد رئيس البلاد. وفيما يشكل الرجل، بصفته رئيسا لمجلس النواب، الرمز الابرز للطبقة السياسية التقليدية في واشنطن التي يكرهها انصار ترامب، فقد تؤثر انتقاداته العلنية للمرشح الجمهوري على ملايين الناخبين.

وقال راين "لديه الكثير من العمل"، مشيرا الى ان ترامب "يتحمل عبء" اطلاق مرحلة التعافي بعد حملة شرسة قام بها خلال الانتخابات التمهيدية تخللتها تصريحات مسيئة للمرشحين الاخرين والمسلمين والمتحدرين من اصول لاتينية واللاجئين والنساء وغيرهم.

وحاول ترامب الخميس التودد الى الناخبين من اصول لاتينية، وهي كتلة تضاعف نفوذها مؤخرا، فنشر صورة له على شبكات التواصل وهو يتناول طبقا من التاكو المكسيكي، مرفقة بتعليق "احب اللاتينيي الاصل!".

لكن استطلاعات الرأي اشارت الى ان حوالى 75% من هؤلاء معارضون لترامب الذي اساء اليهم في العام الفائت ووصفهم بانهم "مغتصبون". وتابع راين "حان وقت وقف التحقير".

 واثارت تصريحات راين ضجة، لا سيما ان قطب العقارات اصبح اعتبارا من الاربعاء المرشح الوحيد للحزب الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية بعد انسحاب منافسيه من السباق. ويشارك راين في ترؤس مؤتمر الحزب الجمهوري في تموز/يوليو الذي ستتم خلاله تسمية المرشح رسميا.

هل التعاون ممكن؟ 

ولم ينتظر ترامب كثيرا ليرد على تصريحات راين، مؤكدا في بيان "انا لست مستعدا لدعم جدول اعمال رئيس المجلس". واضاف "قد نتمكن من التعاون في المستقبل والاتفاق على ما هو الافضل للشعب الاميركي".

وكان ترامب فاز في الانتخابات التمهيدية الحامية في انديانا، ودفع بخصميه تيد كروز وجون كاسيك خارج السباق. واستغل الديموقراطيون الجدل بين ترامب وراين لتسليط الاضواء على الانقسام والبلبلة في صفوف الحزب الجمهوري.

وقال المتحدث باسم الحزب الديموقراطي مارك باوستنباخ في بيان "هذا محرج (...) احضروا بزة للوقاية من المواد الخطرة ان كنتم بين المسؤولين الجمهوريين العازمين على دعم مرشحكم، (...) فترامب اصبح مشعا".

لكن بالرغم من انتقاداته الموجهة الى ترامب، رفض راين تهديد بعض المسؤولين الجمهوريين بالتصويت لكلينتون. وقال "نحتاج الى مرشح قادر على توحيد الجميع، من المحافظين الى مختلف اجنحة الحزب، من ثم نتوجه الى البلاد بجدول اعمال مغر".

وليس راين وحيدا بين المسؤولين الكبار في الحزب الذين رفضوا تاييد ترامب. فقد اعلن الرئيسان جورج بوش الاب والابن رفض دعمه، فيما اشارت معلومات الى رفض ميت رومني المرشح في 2012 حضور المؤتمر الجمهوري.

كما يؤكد بعض المحافظين ضرورة وجود مرشح ثالث لتحدي ترامب وكلينتون. وتساءل سناتور نبراسكا بين ساس في رسالة مفتوحة الى الجمهوريين، "لماذا حصرنا بهذين الخيارين الفظيعين؟". وتابع "اذا كان كلاهما سيئين، فعلينا رفضهما واختيار شخصية اكبر".

وبات راين على خلاف مع رئيس الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل الذي اعلن تاييد ترشيح ترامب "لتفادي ما قد يكون ولاية ثالثة لباراك اوباما"، الرئيس المنتهية ولايته. اما ترامب (69 عاما) فاكد لقناة "فوكس" التلفزيونية ان الجمهوريين سيؤيدونه. وقال "الان سنوحد الحزب".

ودفعت نتائج الاستطلاعات السيئة تجاهه والمخاوف داخل حزبه ازاء طبعه بالثري الصاخب الى محاولة طمأنة الجميع بشأن طريقة حكمه في حال وصوله الى لارئاسة. وقال لصحيفة "نيويورك تايمز"، ان الامور "ستكون على ما يرام (...). لم اترشح الى الرئاسة لاشيع عدم الاستقرار في البلاد".

وكشف استطلاع بثته شبكة "سي ان ان" عن تحد هائل يترتب على ترامب مواجهته. فقد اشار الى تصدر وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون النتائج بـ54% مقابل 41% لترامب.

لكن كلينتون منيت بخسارة فادحة في انديانا امام خصمها الديموقراطي بيرني ساندرز الذي تعهد بالبقاء في السباق الى النهاية، رغم ان تعداد المندوبين يرجح حصول كلينتون على ترشيح الحزب.