إيلاف من كان: من بين العديد من الأفلام المتنافسة في مهرجان كان السينمائي الدولي المقام حاليًا في دورته التاسعة والستين، تمكن فيلم "ربيع" اللبناني، من حصد جائزة "السكة الذهبية" التي تعقد بالتزامن مع انعقاد المهرجان كل عام. والفيلم من إخراج فتشة بولغرجيان الذي نال الكثير من الإشادات من قبل النقاد والتصفيق من الجمهور، بمجرد انتهاء عرض فيلمه وصعوده وابطال العمل إلى خشبة المسرح.

وقصة العمل ذات الابعاد الاجتماعية، تدور احداثه حول شاب ضرير عمره 24 عاما، ويدعى "ربيع"، يكتشف بينما كان يستعد للسفر مع فرقته الموسيقية إلى أوروبا، ويجهز اوراقه الرسمية لمغادرة البلاد، أنه ابن بالتبني للعائلة التي يعيش بكنفها، وهنا تحدث الصدمة، ويبدأ الشاب رحلته الطويلة في البحث عن عائلته الأصلية، وفي ظل غياب خاله الذي يحمل سره يواجه ربيع الحياة الصعبة، ويجد نفسه غير قادر على الوصول إلى الحقيقة الضائعة، ومخرج العمل هنا يحاول الغوص في الذاكرة الجماعية والشخصية في الوطن العربي الذي يعاني الولايات والحروب.

"ربيع" يسلط الضوء على واقع ذاكرة وهوية بواقع بلد يعيش الصراعات والماسي. ويقول المخرج بولغرجيان إن فيلمه يتكلم عن قصة شعب وأرض ووطن يحبه.

والفيلم الذي وصفه الكثير من النقاد بـ "الناجح" يغوض في قضية حساسة في المجتمعات العربية خصوصاً، هو انتاج مشترك بين راديو وتليفزيون العرب ART وكل منAbout Productions وRebus Film وبطولة جوليا قصار، بركات جبور، ميشيل أضباشى، نسيم خضر.

جائزة السكة الذهبية التي نالها الفيلم، تمنح من قبل جمعية "موظفي سكك الحديد المحبين للسينما"، وهي تنظم منذ 22 عاما في موازة مهرجان "كان".

وفور إعلان اسم الفيلم الفائز، وقف مخرجه على المسرح في الجناح الفرنسي، ليشكر القائمين على المهرجان، وابطال العمل والجمهور، مؤكدا أن الجائزة مهمة كونها تأتي من جمهور حقيقي، فيما قال الممثل توفيق بركات (بطل الفيلم)، انه ممتن للجمهور الذي منحه الثقة من خلال هذا التكريم.

يذكر ان المخرج اللبناني بولغورجيان، حاصل على شهادة الماجستير من برنامج الأفلام، الدراسات العليا في جامعة نيويورك. عمل لعدة سنوات في جميع أنحاء الشرق الأوسط على الأفلام الوثائقية لشبكات التلفزيون، في الوقت نفسه اشتغل افلاماً قصيرة مستقلة والأفلام التجريبية، والأفلام الوثائقية. "العمود الخامس"، فيلم أطروحة في جامعة نيويورك، حصل على منحة إنتاج من رابطة الصحافة الاجنبية في هوليوود عام 2010، لأول مرة في مهرجان كان السينمائي، وذلك كجزء من "برنامج سينيفونداسيون"، حيث تم منحه الجائزة الثالثة. وقد عرضت أعماله في أماكن ومهرجانات في جميع أنحاء العالم، حصل على اهتمام النقاد والعديد من الجوائز.