خاص بايلاف من جنيف: بين الثاني والسادس من مايو 2016، اجتمع ممثلو حكومات ومنظمات دولية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في جنيف، لتطوير استراتيجيات تحقق الانسجام بين أهداف ربط العالم بالانترنت التي حُددت في القمة العالمية للأمم المتحدة حول مجتمع المعلومات، المنعقدة في تونس في نوفمبر 2005 من جهة، وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر للأمم المتحدة من جهة أخرى، من أجل توظيف القوة التحويلية للمعلومات وتكنولوجيات الاتصالات في تسريع التنمية الاجتماعية - الاقتصادية في العالم. 

شارك في تنظيم منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات كل من الاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد). أتاح هذا المنتدى فرصًا لمد الجسور والتعلم والمشاركة في نقاشات ومشاورات متعددة الأطراف في شأن تنفيذ أهداف القمة العالمية لمجتمع المعلومات. 
تولى السفير دانيال أي. سيبولفيدا، نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي، رئاسة المؤتمر للعام 2016. 

حيوية التشبيك

عُقدت القمة العالمية للأمم المتحدة حول مجتمع المعلومات على مرحلتين: الأولى في جنيف بين 10 و12 ديسمبر 2003؛ والثانية في تونس بين 16 و18 نوفمبر 2005. وقال كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، في الجلسة الافتتاحية لتلك القمة إن مجتمع المعلومات يعتمد أيضًا على إقامة شبكات المعلومات، "فالانترنت نتيجة ودالة تعاون فريد وكبير، وإذا أُريد لمنافعها أن تعم العالم يجب تشجيع روح التعاون نفسها بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية". 

 

لقراءة النص باللغة الانكليزية
United Nations World Summit on the Information Society

 

وأكد كويتشيرو ماتسورا، مدير يونسكو السابق، التركيز على أربعة مبادئ أساس في هذا الشأن: حرية التعبير، والتعليم النوعي للجميع، وحق الجميع في الوصول إلى المعلومات والمعرفة، واحترام التعدد الثقافي واللغوي. وبحسب ماتسورا، هذه المبادئ حيوية لفهم السبب وراء دعوة يونسكو إلى الانتقال من المعلومات إلى المعرفة، باعتبار ذلك البُعد الأساس لأشكال المجتمع الناشئة. وبالنسبة إلى يونسكو، يعني بناء مجتمعات المعرفة، بناء مستقبل أفضل للأمم والشعوب جميعًا. 

علاقات متينة

طبقًا لنتائج هذه القمة العالمية، حرية التعبير وتدفق المعلومات والأفكار وحرية المعرفة مسائل ضرورية لمجتمع المعلومات، ولاستمرار عملية التنمية.

واعتُبرت القمة منطلقًا مهمًا في جهود العالم للقضاء على الفقر وتحقيق الأهداف والغايات التنموية المتفق عليها دوليًا. وخلص المشاركون إلى أن المبادئ الأساسية لبناء مجتمع معلومات جامع هي، من بين عناصر أخرى، تحسين امكانية الوصول إلى المعلومات والمعرفة، والبنية التحتية للاتصالات والتكنولوجيات فضلًا عن الوصول إلى المعلومات والمعرفة، وزيادة الثقة والأمن في استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، وأخيرًا الاعتراف بدور الاعلام والأبعاد الأخلاقية للمعلومات، والتعاون الدولي والاقليمي. 

في قمة تونس، أكد المشاركون العلاقة المتينة بين امكانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتدعيم السلام ومنع النزاعات التي تؤثر سلبًا، من بين أشياء أخرى، في تحقيق الأهداف التنموية. وقالوا إن هذه التكنولوجيا ربما تُستخدم لتحديد أوضاع النزاع، من خلال أنظمة الإنذار المبكر بهدف منع النزاعات، وتشجيع حلها سلميًا، ودعم العمل الانساني، وحماية المدنيين في النزاعات المسلحة، وتسهيل عمليات حفظ السلام، والمساعدة على الإعمار بعد انتهاء النزاع.

توثيق التنسيق

منذ عام 2010، كانت منتديات القمة العالمية في شأن مجتمع المعلومات تُنظم في جنيف. شارك في منتدى 2015 الذي عُقد في مقر الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف أكثر من 1800 مندوب، يمثلون الأطراف المساهمة في القمة من أكثر من 140 بلدًا. وشهد المنتدى حضور أكثر من 60 وزيرًا ونائب وزير وعدد من السفراء وممثلي منظمات المجتمع المدني. 

يوفر منتدى القمة العالمية فرصًا لإقامة الشراكات بين الأطراف ذات العلاقة، وبين القطاعين العام والخاص، من أجل التقدم في تحقيق أهداف التنمية. وبإطلاق أجندة التنمية 2030 المُقرة حديثًا، من الضروري أن يتطور منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات ويتكيف من أجل تعزيز العلاقات بين خطوط عمل القمة واهداف التنمية المستدامة، وكذلك في ضوء نتائج المراجعة الشاملة التي أجرتها الجمعية العامة لتنفيذ نتائج القمة. 

واعترف القرار 70/125 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 بضرورة عقد منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات سنويًا، ودعا إلى التنسيق الوثيق بين القمة وأهداف التنمية المستدامة. وإذ أكد المشاركون ذلك مجددًا، فإنهم شددوا على أن المنتدى منبر ممتاز لربط العمليتين، لكن جرى التنويه بايلاء إقامة أُطر تعاون الأطراف ذات العلاقة اهتمامًا خاصًا، من أجل انسجام العمليتين والمجموعتين. 

عملية تجديد

في ما يتعلق بالانسجام مع أهداف التنمية المستدامة، قُدمت اقتراحات من اطراف مختلفة ذات علاقة مفادها أن يركز منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات 2016 على أهداف التنمية المستدامة، ويبدي اهتمامًا اضافيًا بأهداف محددة مثل الهدف 9 (البنية التحتية) والهدف 4 (التعليم) والهدف 16 (المؤسسات)، من بين أهداف أخرى. كما قُدمت مقترحات بأن يعد المنتدى وثيقة ختامية تتناول مساهمة القمة السنوية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأن تقدم القمة العالمية حول مجتمع المعلومات مقترحات إلى الفعاليات عالية المستوى لمراجعة نتائج أجندة التنمية المستدامة 2030. 

في نوفمبر الماضي، أُطلقت عملية المشاورات المفتوحة في شأن جوانب محددة وتجديد شكل منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات 2016، في مقر الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف. هدف هذه العملية ضمان روح المؤتمر التشاركية والجامعة. تواصلت العملية بنشاط مع الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية وقطاع التكنولوجيا والمنظمات الحكومية في العملية التحضيرية لضمان مشاركة واسعة وإجراء مزيد من التحسينات على عمل منتدى 2016. 

مشاورات مرحلية

نُظمت عملية مشاورات مفتوحة لمنتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات 2016 على خمس مراحل:

1- حوارات على الانترنت حول مجتمعات المعرفة للقمة العالمية وتقديم مداخلات رسمية إلى سكرتارية القمة حول الجوانب المحددة وإحداث تجديدات في شكل المنتدى (4 نوفمبر 2015)
2- الاجتماع المباشر الأول (يناير 2016)
3- الموعد النهائي لتقديم المساهمات الرسمية والطلبات الالزامية في شأن ورشات العمل (30 يناير 2016)
4- الاجتماع الختامي لمراجعة عملية المشاورات المفتوحة (26 فبراير 2016)
5- الايجاز الختامي (1 أبريل 2016). 

دُعيت جميع الأطراف ذات العلاقة إلى المساهمة بمداخلاتها الرسمية في تحديد الموضوعات وشكل منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات 2016، من خلال استمارة المداخلات الرسمية على الانترنت واللقاءات المباشرة. 

تلقت سكرتارية الاتحاد الدولي للاتصالات - القمة العالمية حول مجتمع المعلومات أكثر من 115 مداخلة، تضمنت مقترحات حول جوانب محددة وإجراء تجديدات في شكل منتدى القمة 2016، بما في ذلك طلبات إلزامية للدخول في شراكات والمساهمة في ورشات عمل وأجنحة للعرض. 

خريطة طريق

شدد الفرقاء في هذه المساهمات على أن المنتدى هذا العام سيكون فاعلية مهمة، لأنه يجمع جميع الأطراف ذات العلاقة لأول مرة بعد المراجعة التي اجرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة. 

واقترح البعض أن يرسم المنتدى خريطة طريق لعام 2016، تكون نقطة مرجعية ومرشدًا لتخطيط النشاط والأعمال ذات الصلة، فيما اقترح بعض آخر أن يكون المنتدى نقطة تنسيق لوضع إطار عمل لـ 10 أعوام، يوجه خطوط عمل القمة العالمية حول مجتمع المعلومات، محددًا الفرص والتحديات. 

لاقى الجمع بين القمة العالمية حول مجتمع المعلومات وأهداف الخطة المستدامة تقدير الجميع، وقُدم اقتراح لتوسيع هذا الجمع وتدعيمه بوثيقة نتائج القمة العشر. ومن الطرائق المقترحة استطلاع المواضيع المختلفة مثل تمكين المرأة، وشمول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين، والتعليم، وبناء القدرات. 

وأكدت الأطراف ذات العلاقة مجددًا أن منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات فرصة ممتازة لجمع الخبرات وعرض قصص النجاح وتلقي المداخلات من أطراف عدة في شأن تنفيذ خطوط عمل القمة.