واشنطن: شكلت الازمة العميقة التي تعصف بفنزويلا محور المناقشات في اجتماع استثنائي لمجلس منظمة الدول الاميركية الثلاثاء، بينما اوفدت واشنطن مبعوثا الى كراكاس.

وبطلب من كراكاس تستقبل منظمة الدول الاميركية، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، عددا كبيرا من الوسطاء الدوليين لاستئناف الحوار بين حكومة الرئيس نيكولا مادورو الاشتراكية ومعارضة وسط اليمين، التي تحاول اقالته عبر استفتاء.

ومنهم الرئيس السابق للحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو الذي دافع عن "الحياد التام" لدوره بصفته وسيطا، ودعا الى تسهيل الحوار بين الحكومة والمعارضة واعطائه "فرصة". وقال لسفراء 34 بلدا عضوا في المجلس الدائم لمنظمة الدول الاميركية "نحن في المرحلة الاستكشافية لارساء اسس حوار راسخ وجوهري".

في المقابل، اعلنت واشنطن ان مساعد وزير الخارجية الاميركي توماس شانون توجه الى كراكاس بطلب من وزير الخارجية الاميركية جون كيري و"بدعوة من الحكومة" الفنزويلية. ولا يتبادل البلدان السفراء منذ 2010 لكن الولايات المتحدة وفنزويلا قررتا في منتصف يونيو استئناف الحوار، بعد لقاء بين وزيري خارجيتي البلدين.

وبات توماس شانون مسؤولا عن "متابعة" هذا الاجتماع، كما اضافت وزارة الخارجية الاميركية. وسيلتقي في كراكاس مندوبي الحكومة والمعارضة والمجتمع الاهلي. وسيستأثر الموضوع الفنزويلي باهتمام منظمة الدول الاميركية هذا الاسبوع. وستعقد الخميس في واشنطن اجتماعا استثنائيا آخر للمجلس الدائم للبحث في عقوبات محتملة، ومنها تعليق عضوية فنزويلا باسم حقوق الانسان.

والامين العام لمنظمة الدول الاميركية، الاورغوياني لويس الماغرو، هو الذي طالب بتعليق العضوية باسم الميثاق الديموقراطي للمنظمة الذي يتيح له التعامل مع كل "تدهور للنظام الدستوري" "يؤدي الى عرقلة كبيرة" للديموقراطية في احدى الدول الاعضاء.

وقد اثارت هذه المبادرة غضب كراكاس. وبعدما طلبت الاثنين من المنظمة الاقليمية تعليق هذا الاجتماع، اتهمت فنزويلا الثلاثاء الامين العام لمنظمة الدول الاميركية بـ "عرقلة" محاولة الوساطة التي يقوم بها مسؤولون دوليون سابقون، بتأييد من اتحاد بلدان اميركا الجنوبية.

وقالت وزيرة الخارجية الفنزويلية ديلسي رودريغيز "هل تعرفون لماذا لم يوافق قطاع راديكالي من اليمين الفنزويلي على اجراء الحوار؟ لأن الامين العام عرض عليهم السعي الى تطبيق الميثاق الديموقراطي ضد فنزويلا في 23" من الشهر الجاري. وكان البرلمان الفنزويلي الذي تسيطر عليه المعارضة طلب من الامين العام لمنظمة الدول الاميركية مناقشة هذا الميثاق لمعرفة ما اذا كانت حكومة مادورو قد انتهكته ام لا.

وتواجه فنزويلا ازمة اقتصادية عميقة ناجمة من تراجع اسعار النفط، موردها الاساسي، فتسببت في نقص المواد الغذائية وازدياد عمليات النهب واعمال الشغب. واذا كانت المعارضة تعتبر الرئيس مادورو مسؤولا عن هذا الوضع، فهو يتهم بدوره النخب المالية بشن "حرب اقتصادية" عليه.