إيلاف من لندن: قال سعد الحديثي المتحدث باسم المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي في ايجاز صحافي الاربعاء تابعته "إيلاف" إن القوات العراقية تحقق حاليا مزيدا من التقدم في استعادة أحياء مدينة الفلوجة وتواصل انتصاراتها يوميا وفقا للخطة المرسومة لتطهير المدينة من بقايا عناصر تنظيم داعش وتدمير أوكارهم واستهداف تجمعاتهم بالتزامن مع التقدم باتجاه مدينة الموصل التي يحتلها التنظيم منذ يونيو عام2014. &

إنقاذ 70 ألف نازح

وأشار المتحدث إلى أنّه في اطار الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة العراقية لملف النازحين وبذلها اقصى الجهود لتوفير الاحتياجات الاساسية وتقديم كل اشكال الدعم والمساندة الممكنة لهم وسعيها المتواصل لإحاطتهم بالرعاية اللازمة - رغم الظروف المالية المعروفة - فقد اقر مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة الحملة الوطنية لدعم النازحين بالتنسيق بين الوزارات المعنية ومنظمات الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وذلك لإجراء حملات ونشاطات خدمية وانسانية للنازحين وستشارك في هذه الحملة الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة والحكومات المحلية في المحافظات خصوصا وان النازحين يتوزعون في مختلف محافظات العراق وتتولى اللجنة العليا لإغاثة وايواء النازحين متابعة تفاصيل هذه الحملة الوطنية.

أعداد النازحين في تصاعد

وأكد أنّه نتيجة للجهود الحكومية فقد تم إنقاذ نحو سبعين ألفاً من أهالي الفلوجة والمناطق المحيطة بها وتأمينهم في مراكز الايواء بعد ان بقوا لأكثر من عامين تحت تعسف وظلم الارهاب عرضة للقتل والتنكيل في كل يوم.&

وقال إن الحكومة العراقية تولي ملف النازحين اهتمامًا كبيرًا من خلال رصد الأموال المتاحة في ظل الازمة المالية فضلا عن تعبئة جهود وتحشيد امكانات مختلف الوزارات لايصال الاحتياجات الايوائية والغذائية والصحية وتوفير الخدمات الرئيسة لهم رغم تعدد أماكن الايواء وتباعدها وانتشارها في العديد من المحافظات والمناطق داخل المحافظة الواحدة ورغم وجود عمليات عسكرية تجري على مقربة من اماكن الايواء المخصصة للنازحين خصوصا بالنسبة إلى&نازحي الفلوجة فضلا عن ان اعداد النازحين في تصاعد مستمر وتحدث موجات جديدة للنزوح عند البدء بعمليات تحرير المدن من قبضة الارهاب، حيث تتولى القوات الامنية نقل النازحين إلى مراكز الايواء وتجنيبهم مخاطر العمليات العسكرية والارهابية وفرز المدنيين واهالي المدن المحررة الابرياء عن العناصر الارهابية من خلال اجراءات التدقيق والتحقق التي تقوم بها الجهات الامنية والاستخبارية استنادا إلى قاعدة بيانات ومعلومات تمتلكها بهذا الصدد وبمشاركة شرطة المحافظة وفروع الاجهزة الامنية فيها.

وأضاف أن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قد اصدر اوامره بتسريع هذه الاجراءات ومتابعتها بصورة مستمرة. واوضح انه رغم التحديات الامنية والمالية، الا ان الحكومة استطاعت ان توفر المتطلبات الاساسية للنازحين وتواصل جهودها بهذا الصدد لاستكمال توفير بقية المتطلبات والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للنازحين والاستعداد للتعامل مع موجات النزوح الجديدة التي يمكن ان تحصل في محافظة نينوى بعد ان باشرت القوات الامنية بعمليات التحرير فيها.

وقال إن الحكومة العراقية سخرت كل القدرات المتاحة وقامت بتعبئة جهود مختلف الوزارات والتنسيق مع المجتمع الدولي من خلال المنظمات الدولية الانسانية والمالية ومع الدول المانحة وتسعى للتهيئة لعقد مؤتمر للمانحين لمعالجة ملف النازحين واعادة الاستقرار للمناطق المحررة واعمارها والتسريع بعودة النازحين اليها باعتبار ان هذه العودة تشكل حلا جذريا ومستديما لأزمة النازحين.

دعوة المجتمع الدولي إلى دعم العراق لدعم النازحين

ودعا المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية الحكومات المحلية وعلى الاخص منها تلك التي تشهد عمليات التحرير والتي تعاني موجات النزوح الكبيرة إلى تحمّل مسؤولياتها بشكل كامل والقيام بالواجبات الوظيفية والقانونية المناطة بها والايفاء بالتزاماتها الوطنية والاخلاقية تجاه النازحين من خلال التواجد المستمر في مراكز الايواء والاغاثة ومتابعة جهود الدعم والمساندة للنازحين وتذليل العقبات التي تعترض او تؤخر وصول المساعدات المطلوبة للنازحين.&

كما طالب المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية المعنية إلى دور اكثر فاعلية لدعم جهود الحكومة العراقية في التعاطي مع ازمة النازحين وان يكون هنالك دعم دولي للعراق يتناسب مع حجم الازمة ويأخذ في الاعتبار دور العراق وتضحياته في مواجهة الارهاب الذي يهدد العراق ومختلف دول العالم.

وأضاف أن رسالتنا إلى ابناء المدن المحررة: أن العراق لجميع ابنائه ولا بديل لنا عن التعايش السلمي من خلال التصدي للارهاب ونبذ الطائفية ونؤكد اننا ملتزمون بتعهدنا تحرير كامل الاراضي العراقية ورفع العلم العراقي فوق كل مدن العراق.

استمرار الجهود في مكافحة الفساد المالي والاداري

وأكد الحديثي عزم الحكومة على استمرار جهودها في مكافحة الفساد المالي والاداري والمضي في اصلاح مؤسسات الدولة واعادة هيكلة الاقتصاد العراقي وإقامته على أسس سليمة.&

وأشار إلى أنّه في هذا المجال جاءت خطوة رئيس الوزراء حيدر العبادي الاخيرة بتغيير عدد من المفتشين العموميين في وزارات ومؤسسات الدولة وذلك من اجل تعزيز مبدأ النزاهة والرقابة وترصين الاداء الحكومي والحفاظ على المال العام وتنفيذ البرنامج الحكومي للاصلاحات الذي اقره مجلس النواب. واضاف المتحدث الرسمي العراقي انه مما يثير الاستغراب معارضة هذه الاجراءات الاصلاحية بادعاءات باطلة من بعض الذين يدعون إلى نبذ المحاصصة لكنهم في الوقت&نفسه يصرون على التمسك بها وهو ما يظهر تناقض مواقفهم بشأن تنفيذ الاصلاحات.

وفي وقت سابق اليوم أكد تحالف القوى السنية اعتراضه على تغيير العبادي للمفتشين العموميين في الوزارات وتعيين عدد من المسؤولين بالوكالة "ولادة دكتاتورية من نوع جديد".&

وقال التحالف في بيان إن استمرار رئيس الحكومة بالتعيين بالوكالة رغم النصائح التي قدمت له من قبل شركائه السياسيين سيؤدي بنهاية المطاف إلى ولادة دكتاتورية من نوع جديد. وأكد التحالف ان سلسلة الاجراءات الحكومية الاخيرة بالتعيين بالوكالة او اجراء التغييرات الطفيفة والشكلية لا تمس جوهر عملية الاصلاح بل تعطي الغطاء الحزبي لتكريس سلطة الحزب الواحد ودكتاتورية الشخص الواحد تحت شعار التغيير والاصلاح في إشارة إلى حزب الدعوة الذي كانت هذه التعيينات في المفتشين&لصالح عناصره.

وكان العبادي باشر في العاشر من اغسطس عام 2015 خطة اصلاحية استهدفت بالاساس مكافحة الفساد وتقليص الترهل في نفقات الدولة استجابة لتظاهرات احتجاج شعبية عمت العراق بدعم من مرجعية المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني لكن هذه الاصلاحات ظلت بطيئة ولم تلامس جوهر تطلعات المواطنين ما دفع المرجعية إلى انتقاد بطئها وعدم جديتها.