بيروت: دخلت قوات سوريا الديموقراطية الخميس مدينة منبج، احد ابرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة حلب في شمال البلاد، والتي يسيطر عليها "الجهاديون" منذ العام 2014، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن "دخلت قوات سوريا الديموقراطية اليوم مدينة منبج من الجهة الجنوبية الغربية بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي بقيادة اميركية"، مشيرا الى "اشتباكات عنيفة تدور بين الابنية وفي الشوارع داخل المدينة".

تزامن تقدم قوات النظام مع قصف كثيف لطائرات التحالف الدولي بقيادة اميركية، وتسببت الاشتباكات والغارات بمقتل 12 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية. وبدأت قوات سوريا الديموقراطية منذ 31 مايو معارك عنيفة ضد تنظيم الدولة الاسلامية للسيطرة على مدينة منبج، احدى ابرز معاقل "الجهاديين" في المحافظة. وتمكنت في الاسبوع الماضي من تطويق المدينة وقطع طرق امداد التنظيم الى مناطق اخرى تحت سيطرته ونحو الحدود التركية.

لكن اتباع "الجهاديين" استراتيجية التفجيرات الانتحارية والمفخخات يعوق تقدم قوات سوريا الديموقراطية بشكل سريع الى داخل منبج. واوضح عبد الرحمن ان المواجهات بين الطرفين باتت على تخوم منبج من الجهات الجنوبية والشمالية والغربية، لافتا الى ان "قوات سوريا الديموقراطية تقوم بعملية قضم تدريجي للقرى والمزارع الموجودة في محيط منبج بهدف تضييق الخناق على مقاتلي داعش المحاصرين داخل المدينة".

وفي مدينة حلب، قتل ستة اشخاص، بينهم طفلة، الخميس، جراء قذائف اطلقتها الفصائل المعارضة على حيي الخالدية وشارع النيل في الجزء الغربي تحت سيطرة قوات النظام وفق المرصد السوري. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" من جهتها ان "ارهابيين استهدفوا صباح اليوم حيي الخالدية وشارع النيل بعدد من القذائف الصاروخية"، مشيرة الى مقتل اربعة اشخاص واصابة اربعة اخرين بجروح.

على جبهة اخرى، تحاول قوات النظام ومسلحون موالون لها بدعم روسي وفق المرصد، التقدم مجددا الى داخل محافظة الرقة، المعقل الابرز لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، بعد تراجعها في مطلع الاسبوع اثر هجوم معاكس شنه تنظيم الدولة الاسلامية وتخلله انتحاريين وسيارات مفخخة.

وافاد المرصد الخميس باصابة "ثلاثة جنود روس أول امس (الثلاثاء)، جراء استهداف سيارتهم بتفجير لغم زرعه تنظيم الدولة الاسلامية في شرق منطقة بئر أبو علاج، الواقعة على الحدود الادارية بين محافظتي الرقة (شمال) وحلب، حيث تمركزت قوات النظام بعد تراجعها. وقال عبد الرحمن ان الجنود الثلاثة "اصيبوا بجروح خطيرة، لكن القوات الروسية تمكنت من سحبهم بعد اصابتهم".

واشار المرصد ايضا الى مقتل اللواء حسن سعدو، رئيس اركان الفرقة العاشرة في الجيش السوري، التي تتصدر الهجوم، جراء استهدافه من قبل "الجهاديين" في المنطقة نفسها.

وكانت قوات النظام ومقاتلون من قوات "صقور الصحراء" موالون لها ومدربون من موسكو، شنوا هجوما في مطلع الشهر الحالي بدعم جوي روسي وتمكنوا من دخول محافظة الرقة للمرة الاولى منذ عامين، والتقدم جنوب مدينة الطبقة، قبل ان يتراجعوا الاثنين الى تخوم المحافظة.