أبلغت القوات العراقية سكان مدينة الموصل الشمالية، التي يحتلها تنظيم داعش، أن معركة تحريرهم قريبة جدًا، وطلبت منهم التعاون معها لحسمها سريعًا وبأقل الخسائر .. فيما ابلغ النجيفي الامم المتحدة بضرورة ابعاد الحشد الشعبي عن هذه المعركة.

والقت طائرات القوة الجوية العراقية اليوم ملايين المنشورات على مدينة الموصل ( 375 كم شمال بغداد) التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ العاشر من يونيو عام 2014 &تبلغهم فيها بأن معركة تحريرهم وخلاصهم من سيطرة التنظيم قريبة جدًا. وقال احد المنشورات، الذي اطلعت عليه "إيلاف"، منوهًا "يا ابناء نينوى الصابرين.. انتهت معركة الفلوجة بسرعة خاطفة والحمد لله وترك فيها الاجانب من كان معهم من الدواعش العراقيين وهربوا يجرون اذيال الهزيمة .. قواتكم الجوية وطيران الجيش أبادت ارتالهم المهزومة".

وخاطبت منشورات الجيش اهل الموصل قائلة "ايها الموصليون العراقيون الاصلاء .. قواتكم المسلحة تطبق الحصار على داعش داخل الموصل وفي أطرافها .. انها المعركة الاخيرة، تعاونوا مع اخوانكم لتنهوا المعركة بسرعة وبأقل الخسائر المدنية واعلاها بين الدواعش المرتدين.. انها المعركة الاخيرة فتهيأوا لها .. لقد اصبحت قريبة جدًا".

وبالترافق مع ذلك، فقد اعلنت قيادة عمليات تحرير محافظة نينوى الثلاثاء عن استئناف عملية تحرير الساحل الايمن من ناحية القيارة جنوب الموصل .وقال اللواء نجم الجبوري إن الاجهزة الامنية المتكونة من الفرقة 15 واللواء 72 وفوج مكافحة الارهاب تمكنوا من تحرير قريتي امام غربي والمرير ضمن ناحية القيارة جنوب الموصل .

واضاف القائد العسكري في تصريح نقلته الوكالة الوطنية العراقية أن "القوات الامنية تمكنت من تحرير القريتين خلال الساعات الاولى لاستئناف عملية التحرير وفتح ممرات آمنة لخروج العوائل والمدنيين من سكان القريتين ". واشار الى أن "القوات الامنية تحاول مساعدة العوائل داخل القرى وتعمل على تفكيك العبوات الناسفة التي تركها التنظيم قبل انسحابه منها."

النجيفي يدعو لإبعاد الحشد الشعبي عن معركة الموصل

وعلى الصعيد نفسه، ابلغ رئيس ائتلاف متحدون للقوى السنية أسامة النجيفي رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق أيان كوبيش أن معركة تحرير الموصل المنتظرة ستكون أكبر وأخطر ما يتطلب أن لا تقتصر الاستعدادات والتحضيرات لها على الجانب العسكري فقط،&وانما ينبغي أن يكون هناك عمل سياسي قبل بدئها.

وقال النجيفي خلال اجتماعه مع كوبيش في بغداد إن الوضع السياسي في العراق يعاني من اختناقات تنعكس على مجلس النواب والحكومة وتترك آثارًا غير ايجابية على الأداء المطلوب، فثمة تصدعات بين أطراف العملية السياسية، وهناك تغول للميليشيات التي تتصرف خارج القانون وخارج سياقات الدولة، وهي أمور ينبغي أن تعالج في ضوء فهم وطني يتسامى عن المصالح الضيقة، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الثلاثاء.

واشار الى أن الانتصارات التي تحققت في الفلوجة والقيارة كبيرة، ولا يثلم الانتصار إلا الخروقات المصاحبة، إذ حدثت جريمتان كبيرتان هما تفجير الكرادة الذي ذهب ضحيته مئات المواطنين الأبرياء،&وجريمة الصقلاوية المنفذة من ميليشيات استهدفت 700 مواطن، وما زالت نتائج التحقيق في الجريمتين غائبة، وهناك مطالبات أن يكون للمجتمع الدولي دور في المساعدة على كشف الجناة وتقديمهم للعدالة.

وأكد النجيفي أن معركة الموصل المنتظرة تختلف عن معركة الفلوجة لأسباب متعددة، فمعركة الفلوجة معركة ناجحة شابتها خروقات وتصرفات بعض فصائل الحشد الشعبي، أما معركة تحرير الموصل فهي أكبر وأخطر، لهذا يقتضي الأمر أن تكون الاستعدادات والتحضيرات غير مقتصرة على الجانب العسكري فقط ، ينبغي أن يكون هناك عمل سياسي قبل بدء المعركة لابد من تطمين أبناء المحافظة حول نوعية القوات المحررة، ولابد من الإجابة عن الأوضاع التي ستعقب مرحلة داعش وتهيئة المستلزمات الإنسانية لموجة النزوح الهائلة المنتظرة أثناء المعركة، وهي ما زالت بسيطة أو معدومة.

واضاف ان الاستعداد الحقيقي يتطلب أن يسبقه جهد في ارسال رسائل تطمين تتضمن حق أبناء نينوى في اختياراتهم السياسية، وبضمنها حقهم في اقامة اقليم متعدد المحافظات، "وينبغي أيضا أن نعمل ونتعاون على حل المشاكل القائمة بين مكونات نينوى ونمنع أي صدام ديني أو مذهبي أو قومي من خلال اعداد قوات مشتركة تضم أبناء المكونات جميعًا وترسي قواعد القانون والعدالة".

وشدد النجيفي، وهو ينحدر من عائلة موصلية، على انه من المهم أن يتم الاصغاء إلى إرادة نينوى وصوتها بعدم مشاركة الحشد الشعبي في معركة التحرير للأسباب التي طالما كررها أبناء المحافظة في سعيهم لعدم منح أية فرصة للاستغلال الطائفي أو تنفيذ أجندات لا تصب في مصلحة المواطنة الحقيقية.

من جانبه، أكد كوبيتش أن الأمم المتحدة عبر منظماتها وتشكيلاتها دانت الخروقات والتصرفات التي صدرت عن بعض فصائل الحشد الشعبي وبخاصة منظمة حقوق الإنسان.
& &&
وكانت بغداد شهدت امس مباحثات عسكرية دولية عراقية اميركية كندية متعددة الاطراف حول الحرب ضد تنظيم داعش ودعم العراق لمواجهته وتسريع معركة الحسم الهادفة الى تحرير مدينة الموصل الشمالية من سيطرته والخطط العسكرية الموضوعة لتحقيق هذا الهدف، حيث سترسل الولايات المتحدة 560 جنديًا اضافيًا وتزيد كندا عدد مدربيها فيه.

وبحث وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزير دفاعه خالد العبيدي، فيما بحث وزير&الدفاع الكندي هارجت سينغ زيادة الدعم الدولي للعراق في معركته ضد تنظيم داعش.&

واعلن كارتر ان بلاده سترسل 560 جنديًا اضافيًا لمساعدة العراقيين في التقدم نحو الموصل، أكبر معقل لتنظيم داعش في العراق، موضحًا أن مستشاري بلاده العسكريين المتواجدين على الأراضي العراقية مستعدون لمرافقة القوات المسلحة التي ستقوم بتحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش. &

وشدد على أن استعادة السيطرة على قاعدة القيارة الجوية ستكون منطلقًا لاستعادة السيطرة على الموصل، حيث أن التحالف الدولي مستعد لاستخدامها منطلقًا لمعركة الموصل .. مبينًا أن تقدم القوات العراقية في القيارة يمثل نصرًا استراتيجيًا.

وقالت القوات العراقية السبت الماضي إنها استعادت السيطرة على قاعدة القيارة الجوية على بعد 60 كيلومترًا جنوب الموصل، أكبر مدينة عراقية في قبضة التنظيم المتطرف.