إيلاف من دبي: أقرت دولة الإمارات العربية المتحدة البرنامج الوطني للتسامح، وأعلنت عن استعدادها لإطلاق مركز للدراسات وميثاق للتسامح والتعايش، وذلك في اجتماع عقد الأربعاء في الثامن من يوليو الجاري. وفي خلال الاجتماع الذي عُقد بحضور الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، اعتمد المجلس البرنامج الوطني للتسامح الذي عرضته الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح.

الإعلان

أعلن الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الحكومة أقرت البرنامج الوطني للتسامح، من أجل حماية البلاد من رياح التعصب والكراهية التي تعصف بالمنطقة، مغردًا على حسابه الشخصي بموقع تويتر: "هدفنا أن نحمي مجتمعنا من رياح التعصب والكراهية التي تعصف بالكثير من المجتمعات حولنا وأن نرسخ نموذجا يمكن ان تستفيد منه منطقتنا".

أضاف في سلسلة تغريدات إنه ترأس اجتماعًا لمجلس الوزراء في قصر الرئاسة في أبوظبي، أُقرّ خلاله البرنامج الوطني للتسامح في دولة الإمارات، و"قدمت لنا وزيرة التسامح أهم محاور البرنامج الذي يرتكز على ديننا ودستورنا وتاريخنا وقيمنا وعلى المواثيق الدولية التي التزمنا بها، وستطلق الحكومة مركزًا لدراسات التسامح وميثاقًا للتسامح والتعايش، وسنرسخ قيمة التسامح في مجتمعنا عبر برامج وحملات وسنحميها عبر تشريعات".

وتابع مغردًا: "سيكون لدينا برنامج للمسؤولية التسامحية للمؤسسات لنبذ أي نوع من التفرقة في المؤسسات الحكومية أو الخاصة بناء على العرق أو اللون أو الدين"، مشيرًا إلى أن مجلس الوزراء اعتمد أيضًا "إصدار قانون لمكافحة الإغراق للحد من تأثير الواردات المدعومة من دولها وضمان حد أدنى للتنافسية العادلة مع منتجاتنا الوطنية"، واعتمد "اللائحة التنفيذية لقانون المنشآت الصغيرة والمتوسطة بهدف توحيد التشريعات والآليات والتسهيلات والحوافز للمواطنين من أصحاب هذه المشاريع".

سبعة أركان

في اجتماع مجلس الوزراء، استعرضت القاسمي - من خلال البرنامج الوطني للتسامح - أسس قيم التسامح في المجتمع الإماراتي التي ترتكز على سبعة أركان رئيسة بعدد إمارات الدولة: الإسلام، الدستور الإماراتي، إرث زايد والأخلاق الإماراتية، المواثيق الدولية، الآثار والتاريخ، الفطرة الإنسانية، والقيم المشتركة، مؤكدةً أن المجتمع الاماراتي الأصيل سيواصل من خلال هذه الأسس المتينة ترسيخ قيم التسامح والتعددية الثقافية وقبول الآخر، ونبذ التمييز والكراهية والتعصب، فكرًا وتعليمًا وسلوكًا.

يأتي البرنامج الوطني للتسامح ليدعم توجه الدولة إلى تنفيذ رؤية الإمارات 2021 والأجندة الوطنية، للوصول إلى مجتمع متلاحم محافظ على هويته، من خلال مبادرات وبرامج وطنية هادفة يتم إطلاقها تباعًا من خلال البرنامج، وعن طريق فرق عمل تُشكل بالتعاون مع الجهات الرئيسة ذات العلاقة، كإنشاء مجلس المفكرين للتسامح، ومركز الإمارات للتسامح، وبرنامج المسؤولية التسامحية للمؤسسات، والميثاق الإماراتي في التسامح والتعايش والسلام.

سيعمل البرنامج الوطني للتسامح ضمن خمسة محاور رئيسة: تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح، وترسيخ دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع، وتعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف، وإثراء المحتوى العلمي والثقافي، والمساهمة في الجهود الدولية لتعزيز التسامح وإبراز الدور الرائد للدولة في هذا المجال.

مبادرات عدة

يتضمن البرنامج الوطني للتسامح مبادرات عدة، منها مبادرة صوت التسامح التي تقوم عن اختيار أفراد من مختلف شرائح المجتمع لنشر قيم التسامح ونبذ العنصرية والكراهية، من خلال عدد من الأنشطة والفاعليات الهادفة، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الاتصال المتاحة، وبالشراكة مع وسائل الإعلام المختلفة؛ وإنشاء مجلس المفكرين للتسامح الذي سيضم الجهات ذات العلاقة ونخبة من أهل العلم والخبرة والفكر والاختصاص، سيساهمون في وضع السياسات والاستراتيجيات التي تعزز التسامح واحترام التعددية الثقافية وتنبذ العصبية والكراهية والتطرف، فضلًا عن دور المجلس في تقديم المبادرات التي ستعزز التسامح وتنشر قيمه ومبادئه محليًا وإقليميًا ودوليًا؛ وبرنامج المسؤولية التسامحية للمؤسسات الذي يعد الأول على مستوى العالم، ويهدف إلى نشر قيم التسامح في الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، من خلال التزام معايير ومؤشرات محددة تعزز التسامح والتعايش وتروج له، وتنبذ الكراهية والعنصرية والتفرقة على أساس الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو العرق.

كما سيُطلق الميثاق الإماراتي في التسامح والتعايش والسلام، وهو بمنزلة مجموعة من المواثيق المرتبطة بالمواطن والمقيم والمعلم والطالب والموظف، والتي تهدف إلى تعزيز التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام التنوع الثقافي ونبذ العنف والتطرف والعنصرية، إضافة إلى إنشاء مركز الإمارات للتسامح الذي سيعنى بإعداد دراسات وبحوث مختصة ترتكز على تأصيل وتعزيز التسامح واحترام الآخرين وضمان استمراريته في المجتمع، بالتوازي مع رصد أشكال العصبية والكراهية والتطرف وعدم قبول الآخر كلها، فضلًا عن دور المركز في توفير المحتوى العلمي والثقافي حول التسامح وأفضل ممارسته في حياتنا اليومية.