تفيد معلومات بأن السبب الرئيس وراء اعتذار الرئيس عبد الفتاح السيسي عن المشاركة في القمة العربية، هو ضعف التأمين في العاصمة الموريتانية نواكشوط، ووجود ثغرات أمنية في مقر إقامته قد تفضي إلى احتمالية تعرضه لمحاولة اغتيال، بينما تحدثت وسائل إعلام مصرية عن وجود مخطط لاغتياله، كشفت عنه الأجهزة الأمنية.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: بينما تداولت وسائل إعلام مصرية، اليوم الإثنين أنباء تفيد باحتمالية تعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي لمحاولة اغتيال، في حال حضوره القمة العربية التي تعقد اليوم في العاصمة الموريتانية نواكشوط. قالت مصادر أمنية لـ"إيلاف" إن التقييم النهائي لعملية تأمين الرئيس عبد الفتاح السيسي في نواكشوط، كشف عن وجود ثغرات متعددة، في عمليات تأمين الوفود الرئاسية من الجانب الموريتاني، مشيرة إلى أن المكان الذي كان مقرراً أن يقيم فيه السيسي مكشوف جداً، ومن السهل استهدافه عن بعد بصاروخ أو قذيفة هاون، فضلاً عن وجود ثغرات أمنية أخرى في المقر المخصص لإقامة الرئيس.

وأوضح أن اجراءات التأمين في المطار أو في الطريق إلى مقر إقامة السيسي، والطريق إلى مقر القمة، ليست على مستوى تأميني يصل إلى درجة المائة بالمائة.

خطة لاغتيال السيسي

وأشار إلى أنه بناء على التقييم النهائي لخطة التأمين من جانب الأجهزة الأمنية المصرية، نصحت الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعدم المشاركة في القمة العربية، وإنابة وزير الخارجية سامح شكري في الحضور، إلا أنه فضل رفع مستوى التمثيل المصري إلى درجة رئيس الحكومة، وأناب عنه رئيس مجلس الوزراء شريف اسماعيل.

ولفتت المصادر إلى أن الحديث عن وجود خطة بالفعل لاغتيال الرئيس السيسي، ليست دقيقة مائة بالمائة، لكن لا شيء مستبعد على الإطلاق. ونوه بأن الأجهزة الأمنية تتعامل مع أية احتمالات بكل جدية في جميع الأحوال، فما بال إذا تعلق الأمر بتأمين حياة الرئيس.

ولم تكن تلك الاحتمالات لتعرض السيسي للاغتيال هي الأولى، بل سبق أن تعرض لمحاولات اغتيال أخرى، منها اثنتين أعلن عنهما هو شخصياً، وقال عندما كان مرشحاً للرئاسة: "أنا مؤمن بقدر الله، ومحدش هياخد عمره قبل أوانه، وأنا لا أخاف، وتعرضت لمحاولتين للاغتيال".

محاولات سابقة

ولم يعط السيسي أية تفاصيل بشأن المحاولتين، بينما قالت وكالة أنباء الأناضول التركية، في حينها نقلاً عمن وصفته بـ "مصدر مقرب من السيسي"، وأوضحت أن "أول محاولة لاغتيال السيسي كانت عقب عزل محمد مرسي، مباشرة، وبعد حلف المستشار عدلي منصور لليمين الدستورية كرئيس للجمهورية وتسلمه مهام عمله".

وأضافت: "خلال توجه السيسي لمقابلة منصور في قصر الاتحادية، تعرض لأولى محاولات الاغتيال، عن طريق استهداف سيارة دفع رباعي مفخخة موكبه ليتم تفجيرها عن بعد، عبر هاتف محمول، وما أفسد المخطط أن القوات المسؤولة عن موكب المشير اكتشفت وجود السيارة قبل وصوله وتم التعامل معها، كما تم تغيير خط سير الموكب".

ولفتت إلى أن "المحاولة الثانية كانت عقب المحاولة الأولى بأسبوعين، عن طريق سيارة مفخخة تفجر عن بعد، وكان المشير فى طريقه من منزله بالتجمع الخامس، إلى وزارة الدفاع في منطقة العباسية إلا أنه نظراً لما تقوم به قوات الأمن من قطع للاتصالات الهاتفية أثناء مرور الموكب لم يتم تفجير السيارة التي تم كشفها بعد مرور موكب السيسي".

وكشفت حركة حماس عما قالت إنها محاولة اغتيال للسيسي، وزعمت أن رئيس الاستخبارات بالسلطة الفلسطينية السابق توفيق الطيراوي، يقف وراء تلك المحاولة، وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل: "المخطط يتضمن تهديدات بمحاولة استهداف واغتيال السيسي ومسؤولين مصريين، وإلحاق التهمة بحماس، مؤكدًا أن ملف الطيراوي لم يغلق والتحقيقات بشأنه لا تزال مستمرة".&

وأضاف أن "الحركة ارسلت بعض الوثائق لرئيس السلطة محمود عباس وأطراف أخرى، للاطلاع على مخطط الطيراوي الذي يمس الأمن المصري".

ونقلت وسائل إعلام مصرية عن مصادر لم تكشف عن هويتها تفاصيل خطة الإغتيال، ونقلت جريدة المصري اليوم عن مصادر، فضلت عدم ذكر اسمها، القول إن "عناصر تابعة لإحدى الجماعات الإرهابية المتطرفة، والممولة من دولة داعمة للإرهاب، قامت قبل نحو شهر من الآن، بزيارة مقر الإقامة المنتظر للرئيس السيسي في موريتانيا، ومعاينته".

خيوط اولية

وأضافت المصادر المجهلة نفسها للجريدة، أن "هذه المعلومات وصلت إلى مؤسسة الرئاسة، والجهات المعنية بتأمين الرئيس، وتم على الفور التحري عن هذه الجماعة الإرهابية المتطرفة ومن يدعمها"، مشيرة إلى أن "التحريات كشفت عن أن هذه الجماعة مسلحة بأسلحة متطورة جدا، ولديها قناصة ماهرون، كما أن إحدى الدول تدعمها ماليا ولوجيستيا"، رافضة الكشف عن اسم هذه الدولة أو اسم الجماعة الإرهابية.

وأكدت المصادر للجريدة أنه "بناء على هذه المعلومات تم اتخاذ القرار باعتذار الرئيس السيسي عن عدم حضور القمة العربية". وكشفت المصادر أن تلك المحاولة لم تكن الأولى ضد السيسي خلال جولاته الخارجية، لافتة إلى أنه بناء على تلك المعلومات تقرر عدم مشاركة الرئيس في القمة.

الأنباء نفسها نقلها موقع "اليوم السابع"، ولكن بصياغة مختلفة قليلاً، ونقل عن مصادر مجهولة أيضاً القول: "كانت الأجهزة الأمنية المصرية المعنية بأمن وسلامة الرئيس تعمل على خطة التأمين للمشاركة في القمة، حتى وقعت بين أيديها أول خيوط خطة اغتيال السيسي".

وأضاف الموقع: "بدأت الأجهزة المعنية تكثيف جهودها لتجميع هذه الخيوط، منذ أكثر من شهر، بدءاً من إجراء المعاينات، والوقوف على كافة الإجراءات الأمنية فى الدولة الشقيقة، واكتشفت أن هناك تحركات قوية لتنظيمات متطرفة، تسارع الوقت لوضع خطة محكمة لاغتيال الرئيس، وبدأت الاتصال والاستعانة بعناصر شديدة الاحترافية والخطورة لتنفيذ العملية.

وأضاف: "كما بدأت هذه التنظيمات الاتصال والتنسيق بجهات معادية للتنسيق وتسهيل دخول أسلحة قناصة متطورة، ومنح الغطاء الأمني، وتوفير كافة الدعم اللوجستي لتنفيذ العملية، ورأت هذه التنظيمات في مشاركة الرئيس في القمة العربية فرصة كبيرة للغاية للنيل منه. وأشار إلى أنه "استطاعت المجموعات المعنية بالترتيبات الأمنية للرئيس أن تتوصل لتلك المعلومات المذكورة، ولكن التفاصيل أخطر وأهم، ومتورط فيها جهات معادية وتنظيمات إرهابية شديدة الخطورة، وترتيبات لتنفيذ الخطة بشكل احترافي، خلال الأيام القليلة التي سبقت بدء انعقاد القمة".