شككت خبيرة أميركية في شؤون الإرهاب، بنظرية (الذئاب المنفردة) التي تلقي عليهم المسؤولية في تنفيذ عمليات "إرهابية" منفردة شهدت بعضها عدد من العواصم الغربية في الأشهر الأخيرة.

إيلاف من لندن: قالت الخبيرة في تعليقات للقناة الرابعة البريطانية المستقلة مساء الثلاثاء، إن قطع رأس الراهب الفرنسي وتصوير "الإرهابيين" للعملية على أجهزتهم النقالة وتنزيلها بشكل فوري على موقع (أعماق) الالكتروني، وهو الذراع الإعلامي لـ(داعش) يسقط نظرية (الذئب المنفرد). 

أضافت أن "الإرهابيين" اللذين قتلا في الهجوم على كنيسة في مدينة روان، في شمال فرنسا، وذبحا الكاهن البالغ من العمر 84 عامًا جاك هامل بالسكين، كانت عندهم الصلاحية على ما يبدو بتحميل فيديوهات على موقع (أعماق) وقالت إنها ظلت تحاول على مدى عام كامل الاتصال معه من دون جدوى. 

مسؤولية داعش
وكان تنظيم (داعش) الإرهابي أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف كنيسة في بلدة سانت إتيان دو روفاري منطقة نورماندي في شمال فرنسا. وقالت مجلة "أعماق" المرتبطة بالتنظيم إن اثنين من "جنود الدولة" نفذا الهجوم على الكنيسة. 

ونقلت وسائل إعلام عن التظيم "الإرهابي" قوله إن عنصريه نفذا العملية استجابة لـ "نداءات استهداف دول التحالف الصليبي". وأشارت تقارير إلى أن الكنيسة كانت على اللائحة الإرهابية السوداء التي كان عثر عليها في شقة يشتبه في أنها لأحد عناصر (داعش) في أبريل الماضي.

وكان الإرهابيان اقتحما الكنيسة خلال قداس، واحتجزا ما بين أربعة إلى ستة رهائن، بينهم القس وراهبتان وعدد من زوار الكنيسة، وقالت راهبة ناجية تمكنت من الفرار من الكنيسة في تصريح لتلفزيون (BFM) المتعاون مع شبكة CNN إن المهاجمين أجبرا القسيس على الجثوم على ركبتيه، ووضعا سكينًا على عنقه في منطقة المذبح داخل الكنيسة، لافتة إلى أن جميع من في الكنيسة كان يصرخ ويدعوهما إلى التوقف. 

وقالت الراهبة دانييل، إن المهاجمين كان يتحدثان باللغة العربية، لافتة إلى أنهما صوّرا نفسيهما خلال العملية، وقال شاهد عيان آخر إن الإرهابيين أجبرا الكاهن المسن على الركوع قبل تصوير أنفسهم يذبحونه وأداء "خطبة باللغة العربية" وهما في مذبح الكنيسة.

كشف هوية قاتل
إلى ذلك، قالت النيابة العامة الفرنسية إن منفذي الهجوم على كنيسة روان تجنبا الشرطة مرتين باستخدام هويات مزيفة، وأضافت أن أحد القتلة هو عادل قرميشي (19 عامًا)، وكان يخضع للرقابة بإسورة الكترونية بعد سجنه بتهمة محاولة الانضمام إلى تنظيم (داعش) في سوريا لمرتين.

وأشارت إلى أنه تم إطلاق سراحه من السجن في وقت مبكر، حيث كفالته سمحت له أن يكون غير خاضع للرقابة ما بين 8:30 صباحًا حتى 12:30 ظهرًا، ووقع الهجوم الإرهابي 09:00 حتى 11:00.

وقالت النيابة إنه كان اعتقل، لكنه استفاد من اطلاق سراح مشروط. واشارت إلى أن الرجل معروف لدى أجهزة مكافحة الإرهاب، وحاول مرتين في عام 2015 التوجه إلى سوريا. ومنذ أن افرج عنه كان مجبرًا على وضع سوار إلكتروني يسمح للشرطة تحديد مكانه بشكل دائم.

وبحسب أحد جيرانه فإن المهاجم تحدث حال بلوغه السن القانونية عن رغبته في مهاجمة كنيسة. وأوضح جار الأسرة البالغ من العمر 60 عامًا: "كنا نعرف أنه يريد الذهاب إلى سوريا"، مضيفا أنه لم يسبق له "أن شاهده في المسجد" الذي يصلي فيه يوميًا.

وبحسب المصدر القريب من التحقيق فإن الشاب الذي كان لا يزال قاصرًا عند محاولته الأولى التوجه إلى سوريا، تم اعتقاله في محطة العبور في ألمانيا. أما المحاولة الثانية وقد أصبح راشدا، فقد اتجه خلالها إلى سويسرا، وانتهت سفرته في تركيا، حيث تم توقيفه وطرد إلى سويسرا ثم سلم لفرنسا.

ووجه إليه الاتهام في فرنسا وسجن بتهمة الانخراط في عصابة أشرار على صلة بعمل إرهابي، قبل أن يفرج عنه ويوضع تحت المراقبة عبر سوار الكتروني، بحسب المصدر نفسه.

اعتقال ثالث
واعتقلت الشرطة الفرنسية رجلا ثالثا يبلغ من العمر من العمر 17 عاما وعرفته باسم (HB) ويعتقد أن أحد أقرباء قرميشي، حيث تم اعتقاله في شقته في بلدة سانت اتيان دو روفاري في أعقاب الهجوم.

وقال الرئيس فرانسوا هولاند إن الرجلين ادعيا أنهما ينتميان إلى التنظيم المعروف باسم "الدولة الإسلامية". وأضاف هولاند، في حديث أدلى به من بلدة سان إتيان دو روفرى، إن المهاجمين "ارتكبا عملية اغتيال جبانة" وشدد على أن فرنسا ستحارب تنظيم الدولة "بكل الوسائل".