بينما لا يتبقى في فترة رئاسته سوى أقل من 6 أشهر، إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من البدء في التخطيط لمستقبله بعد الخروج من البيت الأبيض.

في وقت تهتم فيه وسائل إعلام أميركية بالتكهن بمجال العمل الذي سيقرر أوباما الالتحاق به، عقب انتهاء فترة رئاسته الحالية، نوّهت صحيفة يو إس إيه توداي الأميركية لسابق التصريحات التي قال خلالها أوباما العام الماضي، "بعد انتهاء فترة رئاستي، سأعود لانجاز الأعمال التي كنت أنجزها من قبل، وسأكتفي بمحاولة البحث عن طرق أقدم بها يد العون للناس. سأساعد الشباب للحصول على تعليم أفضل، سأساعد الناس للحصول على وظائف، سأحاول جلب الشركات إلى الأحياء التي لا يوجد بها ما يكفي من شركات. فذلك هو العمل الذي أود أن أقوم به&في حقيقة الأمر".

وتابعت الصحيفة بنقلها عن مارك أبديغروف، مدير مكتبة ليندون بينز جونسون الرئاسية، قوله: "أروع شيء في ما يتعلق بكونك رئيساً سابقاً هو أنك، وبينما تتخلى عن السلطة الرسمية، فإنك تحتفظ بهيبة المنصب. كما أنك لا تكون مضطراً للتعامل مع الأحداث التي تمر عبر مكتبك. ويكون بمقدورك في واقع الأمر أن تتابع أجندة ما".

وتوقع أبديغروف أن يسير أوباما على خطى جيمي كارتر وبيل كلينتون، وأن يصير ناشطاً برتبة رئيس سابق، رغم أن ذلك المجال لم يختره كل الرؤساء. حيث قرر الرئيس جورج واشنطن العودة لمسقط رأسه، ماونت فيرنون، التي تقع في مقاطعة فيرفاكس بالإسكندرية في ولاية فرجينيا. واختار الرئيس جيرالد فورد أن يخصص كامل وقته لممارسة لعبة الغولف، في حين اختار الرئيس جورج بوش تمضية وقته في هواية الرسم، بينما انسحب رونالد ريغان من المشهد بعد أن بات أكبر رئيس يغادر منصبه في سن الـ 77 عامًا نتيجة لدخوله في صراع مع مرض الزهايمر الموحش.

وقال الرئيس الأسبق جون كوينسي آدامز الذي قضى 17 عاماً في الكونغرس بعد تركه البيت الأبيض "لا يوجد شيء مثير للشفقة في الحياة أكثر من أن تكون رئيساً سابقاً".&

فيما الصحيفة أشارت إلى أن أوباما&لا يزال صغيراً نسبياً (سيُكمِل عامه الـ 55 الأسبوع المقبل)، وأنه يمتلك من السمات التي تسمح له بالعمل كناشط خلال الفترة المقبلة.&

كما نوّهت إلى أنه كان مؤلفاً بارعاً حتى قبل أن يصير رئيساً. وباعتباره أول رئيس أميركي من أصل أفريقي، استطاع أن يحتل مكانة فريدة في التاريخ الأميركي.

وهو كذلك أول رئيس منذ حوالي 100 عام يخطط للبقاء في واشنطن بعد انتهاء فترته الرئاسية – لمدة عام أو عامين على الأقل – ما سيجعله موضع اهتمام في تلك الفترة.

وسبق للكونغرس أن أصدر قانوناً في العام 1958 يعرف باسم "قانون الرؤساء السابقين" للحفاظ على " هيبة ومكانة" المنصب، لكي لا يُجبَر الرؤساء السابقون على امتهان وظيفة حقيقية. وبموجب ذلك القانون، يتحصل الرؤساء السابقون على راتب مماثل لراتب سكرتير مجلس الوزراء (الذي يقدر حالياً بـ 205700 دولار سنوياً) مدى الحياة، بالإضافة الى مزايا صحية وحماية من جهاز الخدمة السرية على مدار الساعة.

كما يتحصل الرؤساء السابقون بموجب القانون على منصب، طاقم عمل ونفقات مدى الحياة. ويتحصلون أيضاً على إحاطات أمنية سرية ويتم استدعاؤهم في كثير من الأحيان لكي يقدموا المشورة بشأن الأشخاص الذين يصلحون لخلافتهم في الرئاسة.&

وأعقبت الصحيفة بلفتها للطرق المتعددة التي بات بمقدور الرؤساء السابقين أن يكسبوا من خلالها الكثير من الأموال، والتي يأتي في مقدمتها كتابة مذكراتهم، وهو الأمر الذي قد يبدو مربحاً لأوباما، لاسيما وأنه كسب أكثر من 15.6 مليون دولار من وراء مبيعات 3 كتب سبق أن قام بكتابتها منذ العام 2005.&

ورشحت الصحيفة وظائف أخرى ترى أنها قد تدر الكثير من الأموال على أوباما بعد خروجه من البيت الأبيض كأن يعمل مدرساً للقانون، أو أن يمتلك احدى فرق دوري كرة السلة الأميركي، أو أن يعمل كمفوض لإحدى الدوريات الرياضية، أو أن يواصل المشاركة على نحو فعال في المبادرة التي أطلقها للشباب عام 2014 تحت عنوان "أخي الحارس". لكن المؤكد أن أوباما لن يقبل أية وظائف تُشكِّل استمرارية للعمل بالمجال العام.

ترجمت "إيلاف" هذه المادة عن صحيفة يو إس إيه توداي، الرابط الأصل من هنا: