شن زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري هجومًا عنيفًا على الإخوان المسلمين في مصر، تحدث خلاله عن الدور الذي لعبته الجماعة منذ أيام حسن البنا إلى ما بعد الثورة عام 2011.

إيلاف من نيويورك:&قال أيمن الظواهري: "إن ما سمي بالربيع العربي فشل في تونس ومصر واليمن، والله أعلم مصيره في ليبيا، ولكنه عرف طريق النصر في الشام"، متابعًا: "سأحكي قصة ما حدث في مصر، لأنها تمثل فشل المسلمين إذا عجزوا وانحرفوا، وحقيقة عداوة الصليبيين إذا طغوا وبغوا".

وأشار إلى أن "قصة مصر لم تبدأ في 25 يناير 2011، ولم تنته بمجازر النهضة ورابعة والحرس الجمهوري، إنما بدأت مع الإمام حسن البنا الداعية العبقري، الذي انتشل الشباب من الملاهي والخمارات وحلقات التصوف المنحر،ف ونظمهم في كتائب، ولكن مع هذه الإنجازات ارتكب أخطاء جسيمة، فهو بدأ حركته بتأييد المللك فؤاد، الذي كان حاكمًا فاسدًا يحكم بموجب دستور علماني، وكان الملك أداة في يد الانكليز، وجاء بعده فاروق، الذي بالغ البنا في تأييده، وأعلن مبايعة الإخوان له، وفاروق لم يكن ليقبل بهذه البيعة، وإن سرّ بها، فهو ملك يحكم بدستور علماني يخضع لسلطة الانكليز".

أخطاء البنا
أضاف الظواهري: "نادى البنا فاروق بأمير المؤميين، وحشد التظاهرات لتأييده، وسماه بحامي المصحف، وقال إن 400 مليون مسلم جاهزون للموت بين يديه، وإنهم يهبونه أرواحهم، وحثه على خلافة المسلمين، ثم عقد المؤتمر الرابع لبيعته، وطالبه بأن لا يكون في مصر المسلمة إلا ما يتفق مع الإسلام، وعندما تورط فاروق في منتصف عام 1948 في فضيحة الأسلحة الفاسدة في فلسطين، وتمادى في فضائح المجون والفجور، خاطبه البنا بالقول قدنا يا مولانا ما شئت الأمة من ورائك والله من حولك خير حافظ وأقوى معين.&

تابع: لم يكتف بهذه الخدعة، إنما أضاف أخرى تحدث فيها كلامًا مبهمًا عن أن تعاليم الدستور المصري تنطبق على تعاليم الإسلام، وبالغ في المغالطة عندما مدح دستور عام 1923 العلماني، زاعًمًا أن القواعد الأساسية التي قام عليها هذا الدستور لا تتنافى مع الإسلام، وأن واضعيه توخّوا ألا يصطدم أي نص من نصوصه بالقواعد الإسلامية، ولم يكتف بالمغالطة النظرية، بل أصرّ على المضي بها، وأقر المؤتمر السادس على المشاركة في انتخابات مجلس النواب، وزعموا أنه منبر الأمة، وكأنه هايد بارك أو سوق عكاظ يصيح به الناعق بما يريد ويمضي".

أردف قائلًا "قرر البنا الترشح لمرتين في الانتخابات، تنازل في الأولى، بعد ضغط النحاس (مصطفى النحاس باشا) رئيس الوزراء، ولم يتنازل في الثانية، فأسقطوه تزويرًا، فهل فهم الإخوان حقيقة بريطانيا أم الديمقراطية، وهل فهموا اللعبة أم لا زالوا مصرّين على عدم الفهم".

مسيرة الإخوان إنقلابات وتحالفات
وقال الظواهري: "البنا اكتشف في ما بعد أن كل هذا عبث بعبث، ومخالف للشرع، فكتب مقالة شهيرة عنوانها معركة المصحف قبل استشهاده بـ 8 أشهر، أقر فيها بأن ما في الدستور والقانون في مصر لا يجعل مصر دولة إسلامية، وأن على الأمة خوض معركة المصحف ضد حكامها لتلزمهم بأحكامه، ثم قتله فاروق في فبراير من العام 49".&

متسائلًا: "هل تبرأ أتباع البنا من قاتله"، ومضيفًا: "الأستاذ الهضيبي سماه بالملك الكريم، واستمروا في منافقة الملك، ثم تحالفوا مع عبد الناصر ضده، ثم انقلب عليهم الأخير، وكان من قضاته أنور السادات، الذي حكم بالإعدام على فقيه الجماعة المستشار عبد القاضي عودة ورفاقه، ثم تحالفوا مع السادات، فأفسح لهم حرية الحركة، ثم تحالفوا مع مبارك، قاتل كمال السنانيري، وساروا في مظاهرة النفاق من مجلس الشعب إلى القصر الجمهوري، ليبايعوه لمدة ثانية، وتمتعوا معه بقدر من الحرية في صفقة سيئة لتنفيس غضب الشباب، ثم انقلبوا عليه، واصطفوا إلى جانب البرادعي مبعوث العناية الأميركية، وتحالفوا مع المجلس العسكري عندما قامت الثورة، فهل خاضوا معركة المصحف ضد قاتليهم؟".

مرسي يساوي مبارك
ولفت "إلى أن الإخوان استمروا في مغالطاتهم لأحكام الشرع، وإذا كان شيخهم (البنا) قد غالط الحقائق، فإن تلاميذه تمادوا بعيدًا وتبنوا لغة علمانية تؤكد على الدولة الوطنية، وأعلنوا كأي علماني أنهم لن يحكموا بالشرعية إذا لم يحكم معظم المصوتين عليهم بذلك، وخاضوا انتخابات ما بعد الثورة، ففاز مرسي، وغالطوا أنفسهم مرة أخرى، وظنوا أنهم حققوا ما تمنوه طوال عمرهم، ومحمد مرسي في التوصيف الشرعي حاكم علماني لدولة علمانية يشبه مبارك، ويقر مثله بالشرعية الدولية واتفاقيات الاستسلام مع إسرائيل والشركة مع أميركا، ولا يختلف عنه سوى بأنه التزم الديمقراطية أكثر منه، وأفسح المجال أمام رموز التيار الجهادي، ولعل هذه إحدى جرائمه التي لم تغفرها له أميركا".