واشنطن: عبرت الولايات المتحدة الثلاثاء عن اسفها بعد تنفيذ روسيا ضربات ضد الجهاديين في سوريا انطلاقا من ايران، غير انها اقرت بأن موسكو ابلغتها بهذه الخطوة مسبقا. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر "إنه أمر مؤسف لكن ليس مستغربا". 

واضاف "صراحة، إن ذلك يعقد وضعا صعبا ومعقدا بالفعل. هذا يبعدنا عما نريده: وقف الأعمال العدائية في كل الاراضي (السورية)، وعملية سياسية في جنيف تؤدي إلى انتقال سلمي".

وقبل ذلك اعلن الكولونيل كريس غارفر المتحدث باسم التحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية بقيادة الولايات المتحدة، في مؤتمر صحافي عبر الفيديو من بغداد، ان روسيا ابلغت مسبقا التحالف ان قاذفاتها ستقلع من قاعدة في ايران لضرب الجهاديين.

ويحاول التحالف الدولي وروسيا التفاهم تجنبا لاي حادث او مواجهة لا طائل منها في الاجواء السورية، ويحرصان على تبادل المعلومات بشأن العمليات.

واضاف غارفر "لقد ابلغونا انهم سيعبرون (منطقة يسيطر عليها التحالف)، وسعينا الى التأكد من امن الطلعات عندما عبرت قاذفاتهم المنطقة متجهة الى اهدافها وحين عادت. هذا الامر لم يؤثر على العمليات التي يقوم بها التحالف في الوقت نفسه لا في العراق ولا في سوريا".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت في بيان "في 16اغسطس (الثلاثاء) اقلعت قاذفات +تي يو-22 ام3+ و+اس يو-34+ مسلحة من مطار همدان في ايران وقصفت اهدافا لجماعتي الدولة الاسلامية وجبهة النصرة الارهابيتين في مناطق حلب ودير الزور وادلب".

واوضح غارفر ان وجود الجهاديين يتركز خصوصا في دير الزور وليس في حلب او ادلب. واتهم المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر مجددا، روسيا بأنها "تستهدف بشكل خاص ومستمر فصائل المعارضة السورية المعتدلة". 

وتقصف الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف ضد الجهاديين، تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا منذ عامين، فيما تشن روسيا ضرباتها دعما لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وهي المرة الاولى التي تستخدم روسيا فيها بلدا ثالثا لتشن غارات في سوريا منذ بدء حملتها العسكرية قبل نحو عام.

ولم يمنع دخول روسيا الحرب في سوريا، وزير الخارجية الاميركي جون كيري من البحث عن وسيلة للتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا. فخلال زيارة كيري لموسكو في منتصف يوليو، اتفقت القوتان على "تدابير ملموسة" بقيت سرية، لإنقاذ الهدنة ومحاربة الجهاديين.

وقال تونر "نواصل التحدث مع روسيا (...) بشأن وقف إطلاق نار شامل وجدي، وبشأن سماح كامل (لدخول) المساعدات الإنسانية واستئناف المفاوضات (بين النظام السوري والمعارضة) في جنيف"، وذلك في اشارة الى خريطة الطريق الدولية لايجاد وسيلة للخروج من الحرب في سوريا. واضاف "غير اننا لم نتوصل بعد" الى تحقيق هذه الاهداف.